نظمت حركة التوحيد والإصلاح صباح الأحد 20 ماي 2012 بالمركب الثقافي ببوجدور محاضرة لفائدة الشباب بعنوان "مشكلة الثقافة وصراع الأجيال" أطرها الأستاذ حسن تلموت، المحاضر في قضايا الفكر الإسلامي والمشارك في عدد من الفعاليات الفكرية الوطنية والدولية. وقد تحدث تلموت في بداية محاضرته عن العولمة وتأثيرها الخطير على القيم. حيث وضح أنها تستخدم المؤسسات الاقتصادية العالمية كي تنزع عن الإنسان صفة الآدمية وتحوله ليس فقط إلى "حيوان" بل إلى "شيء"، مؤكدا على أن ذلك ما يسعى إليه المشروع الصهيوني في استهدافه للمجتمعات العربية والإسلامية لهدم قيمها الثقافية باعتبارها نقاط قوتها ولحمتها. وفي الشق الآخر من مداخلته أشار إلى أن "صراع" الأجيال أمر طبيعي ذاكرا أنموذج العلاقة بين الآباء والأبناء، فاعتبر أن الأب يريد أن يستنسخ من ابنه نموذجا ما يعتبره جيدا والابن يتمرد لأنه يريد أن يكون كما يريد هو وليس على شاكلة النموذج الذي يريده الأب مما يولد جوا من "الصراع والمشاحنة". وللتعامل بشكل إيجابي مع هذا "الصراع" دعا الأستاذ كلا الطرفين (الجيلين) إلى "فهم أن هذا الصراع واقع لا يرتفع عليه وأنه موجود وأن كل الشباب يعيشونه لكن بمستويات مختلفة". وأضاف أن "الواجب التعايش معه عن طريق إنتاج أدوات تدبيره". ولتجاوز هذا "الصراع" أو التقليل من حدته نبه إلى أن على الآباء (الجيل الأول) أن يعوا أن الوضع قد تغير مستشهدا بقول لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال: "ربوا أبناءكم غير تربية أمهاتكم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم"، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي دعا إلى ملاعبة الأبناء سبعا لاستفراغ الشحنات في اللعب، وتأديبهم سبعا ومصاحبتهم سبعا، لأن الابن يحتاج إلى الصحبة خلال الفترة العمرية بين 14 و21 سنة أو انتداب الأشخاص النموذجيين للقيام بذلك في حالة شغل الأب. أما الأبناء (الجيل الثاني) فعليهم أولا، أن يتعلموا فضيلة الإنصات للوالدين (الجيل الأول) لأنها الطريق إلى تحصيل خصلة التواضع، مؤكدا على أنه باكتساب هذا الخلق الحميد يكون الشاب قد وضع شخصيته على السكة الصحيحة. ودعا الشباب، ثانيا، إلى أن يبادروا إلى اكتساب فضيلة الحوار اللين لأنها أداة للتواصل الفعال ومن شأنها تحويل التصادم إلى ليونة. وأكد، ثالثا، على وجوب الحرص على تحري العلم وتطبيقه بأن يتفق السلوك مع العلم. ورابعا، نبه إلى ضرورة فهم معادلة الأصل والفرع، فالعلاقة مع الوالدين مثلا الأصل فيها برهما والإحسان إليهما أما الاختلاف في الفروع فلا يجب أن يفسد للود قضية.