بعد أكثر من ستة أشهر من إعتصامها من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، جسدت مجموعة المعاقين بكليميم اليوم وقفة سلمية من أمام الباب الجانبي لولاية جهة كليميم السمارة ، قبل أن تفاجأ بهجمة قمعية غير مبررة ، لتنهال آلة القمع المخزنية على ذوي إحتياجات خاصة لاحول ولا قوة لهم ،لا ذنب لهم سوى أنهم إنتفضوا ضد سياسات التهميش و القهر الممارسة في حقهم ، و خرجوا يطالبون بأبسط متطلبات العيش الكريم ، و هي مطالب كان يفترض أن تمنح لهم بطريق الأولوية و بدون حاجة الى الإحتجاج ، و لولا تدخل مجموعة من الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام ولاية الجهة و التي شهدت بداية هذه الحملة القمعية ، لكان الأمر أكثر كارتية و مأساوية . شهادات المعاقين ممن طالتهم العصا القمعية كانت صادمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، أحدهم كان مغمياً عليه تحت أرجل جلاديه ، في ما كانت مرافقته تشرح التنكيل الذي طاله و هي تنتظر وصول الإسعاف – التي لم تأتي بسرعة بطبيعة الحال - ، شهدنا كذلك حالات لا تقوى على حركة العربة التي تتنقل عليها فبالأحرى أن تسلط عليها عصي و أرجل أجهزة القمع . لكن لعل ما أثار دهشة الجميع هي شهادة المرأة المعاقة ، التي حاول عميد الشرطة المسمى : موسى الحسناوي دهسها بسيارة الأمن ، في فعل أقل ما يقال عنه أنه رعونة مسؤول بعيد كل البعد عن المعنى الفعلي لكلمة –مسؤول- ، و حتى عندما واجهته بتصرفه أمام بعض الرفاق لم يكن جوابه سوى : - أش غادي يديرو لك هادو إلا كُلتيها ليهم - ، قبل أن يوجه تهديداته للشخص الذي كان يصور الواقعة – و هي موثقة بالفيديو - ، هذه الأفعال و غيرها التي تتكرر كثيراً في حق الإنسان الصحراوي باتت دليلاً على سياسة قمعية موجهة ضد نضالات الصحراويين السلمية ، و تنم عن كره دفين لكل ماهو صحراوي أو يمت للصحراويين بصلة ، حتى أصبحنا نجد مسؤولاً من طينة هذا العميد يحتدى به و يترقى في مراتب الشرطة لا لتحقيقه الأمن للمنطقة و ساكنتها – التي إرتفعت وتيرة الجريمة بها بشكل كبير – بل لأنه تفنن في قمع و إهانة كل ما يرتبط بالصحراء و الصحراويين ، فهو الذي ركل نساء صحراويات عجائز في سن والدته و ضرب أطر عليا صحراوية و عنف نساء صحراويات ، أما ما ينطق به من كلام نابي فحدث ولا حرج. أمام هذا الواقع المرير الذي تعيشه كليميمنا الحبيبة اليوم ، لم نجد سوى المساهمة على قدر إستطاعتنا في فضح هذه الممارسات و الساهرين على حمايتها و رعايتها ، رغبة منا في إعادة الإعتبار للإنسان الصحراوي عامة و للمعاق بشكل أخص و لقيمته الإنسانية و معاقبة الأيادي العنصرية التي لا تخفي حنينها لسنوات الرصاص .