تفجرت مؤخرا بمدينة طرفاية فضيحة كشفت الممارسة اللاأخلاقية و اللاتربوية التي تعرفها مدرسة " كم " بالمدينة والتي لاتمثل إلا الجزء الظاهر من قطعة الجليد و التي تبين بالملموس أولا غياب الحس التربوي و ثانيا الانفلات الذي تعيشه المدرسة في غياب المراقبة.. الفضيحة التي ندد بها آباء و أمهات التلاميذ سواء الضحايا أو غيرهم تمثلت في معاقبة بعض التلاميذ بتجريدهم من سراويلهم أمام السبورة و أمام أعين التلاميذ الآخرين عقابا لهم على شغبهم . أمهات التلاميذ ضحايا هذا السلوك غير الانساني و غير السوي في من أسندت لها مهمة تربية الأجيال، احتججن عليه بوقفة أمام باب المدرسة رغم الترهيب الذي يمارس عليهن و رغم خوفهن من انتقام الأستاذة.. و لا ينحصر مسلسل الخروقات في هذا الفعل المشين بل يتعداه الى حالة الفوضى التي يعرفها الدخول و الخروج و أوقات العمل حيث أصبح التلاميذ عرضة للمشاجرات في الأوقات التي يظلون فيها ينتظرون أستاذاتهم اللائي لا يحضرن في الوقت المحدد لبداية الدراسة و يخرجون قبل الوقت القانوني. و لا يتورعن في التغيب بمبرر أو بدون مبرر. و لم تفلح زيارات المفتش و مكوثه بعين المكان ليومين في إعادة الامور الى نصابها مادامت العقليات لم تتغير و المطلوب ايفاد لجنة للتحقيق في هذه الخروقات: - الممارسات اللاتربوية لبعض الاستاذات و الكل يعرفهن و تماديهن في عقاب التلاميذ جسديا و نفسيا، - تحويل جهاز حاسوب و مسلاط ضوئي و آلة ناسخة في ملكية المدرسة منذ سنوات عديدة الى المجموعة المدرسية و حرمان التلاميذ منها، - الاستحواذ على حصة المدرسة من الإطعام المدرسي و الاكتفاء بالضحك على التلاميذ المغلوبين على أمرهم بتوزيع قطعة "بسكويت" مرة كل يومين عليهم، - قمع الامهات و التسلط عليهن من احد المحسوبين على الانعاش الوطني و الذي يستفيد كذلك من عقدة مع شركة خاصة للأمن أبرمتها النيابة الاقليمية و يقوم بمهمة الحراسة ليلا في بناية جديدة للدائرة بطرفاية... - حرمان تلاميذ مدرسة.كم من الانشطة المدرسية و الانتقام منهم بسبب مواقف أمهاتهم خاصة الرافضة لهذا التمييع و التدهور الخطير الذي أصبحت المدرسة غارقة فيه إضافة الى الاوساخ و الازبال التي ترتع في أقسامها و فضاءاتها. - الغياب الدائم للمدير عن المدرسة و تبريره للأمر بطول المسافة مع كونه قد قبل بتسيير المدرسة و هو يعلم أنها بعيدة عنه. و انتدابه للحارس المذكور.. في ظل هذه الوضعية التي لا تزداد إلا سوءا و استفحالا و في غياب محاور معقول ينصت لهم و يضع مصلحة التلاميذ فوق كل الحسابات، و بعد ان استنفذوا كل أشكال الاحتجاج و ملوا من التجاوزات في حق أبنائهم، قرر غالبية الآباء و الأمهات انتظار نهاية السنة الدراسية لنقل أبنائهم الى المدرسة الجديدة "عقبة بن نافع" التي ستفتح أبوابها مطلع السنة الدراسية الجديدة لإسدال الستار على مدرسة أريد لها أن تصبح مدرسة للمهمشين و مختبرا لتجارب التعدي على حقوق الطفل و نموذجا للتسيب و الفوضى في اتعدام الرقابة و خاصة رقابة الضمير.