أصبح من غير الطبيعي ، أن يمر موكب السيد عبد الله عميمي ، والي جهة كليميم-السمارة ، دون أن يستقبل بأصوات التنديد و الإستهجان من قبل الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام مقر ولاية الجهة. و هاهو اليوم – الأربعاء 4 أبريل - يُجبر على تغيير البروتوكول الرسمي المُتبع و يُضطر الى سلوك طريق مختصر عبر دهاليز الولاية هرباً من سماع الأصوات التي أضحت تؤرقه و تذكره بفشله في حل مشاكل المنطقة . قبل أيام فقط ، إستقبلت الإطارات الصحراوية المعتصمة من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، والي الجهة و الوفد المرافق له بشعار – إرحل – و بشعارات أخرى تصف سنة من ولايته للمنطقة ، لكن الغريب أن يخرج هذا الوالي يده من سيارته و يحيي المحتجين بابتسامته ، كأنه يعيش في عالم آخر ، و هو ما يذكرنا بمقولة للإعلامي د. فيصل القاسم : الديكتاتور لشعبه : ثوروا ضدي، دوسوا على صوري، حطموا تماثيلي، امسحوا الأرض بكرامتي، أهينيوني، اشتموني بأقذع المسبات وطالبوا برحيلي، لكنني لن أرحل. تلك هي عقلية الطغاة، تبصق في وجوههم فيتظاهرون بأن السماء تمطر . إعتصام الإطارات الصحراوية من أمام ولاية جهة كليميم-السمارة ، الذي يدخل يومه ال 119 على التوالي ، و الذي فشلت كل المقاربات الأمنية و القمعية في تفكيكه ، دون أن يسجل أي تهديد للأمن العام أو للمتلكات العمومية أو حتى أن يرفع شعارات سياسية ، حيث حافظ على مساره السلمي و على طبيعته النقابية البحتة ، يوضح بالملموس الفرق الشاسع بين الشعارات السياسة حول التنمية بالصحراء و مدى التطبيق على أرض الواقع ، مما يجعل التساؤل هنا ضرورياً عن جدوى وجود مسؤول غير مسؤول ، لم يرى الإقليم من سياسته سوى القمع و الحفلات ، مع البروتوكول الديني الذي لم يمنعه من رعاية الفساد المالي و الإداري بالمنطقة – كما سبق و أثبتته وثائق نشرت عبر وسائل الإعلام - ، كما يثار كذلك التساؤل عن دور الهيئات الحقوقية و المدنية في إيصال صوت هذه الفئات الصحراوية المهمشة ، التي تفترش الشارع منذ أربعة أشهر ، دون أن يعبء بها من يطبل بالإستثناء الصحراوي و بأولوية المناطق الصحراوية ، مما يجعل الحديث عن مواطنة حقة مع مثل هذه السياسة كمن يريد الحديث عن فن الطبخ في أوقات المجاعة . و مع بداية الشهر الرابع من الإعتصام المفتوح الذي تخوضه مجموعة من الإطارات الصحراوية من أمام ولاية جهة كليميم السمارة ، ممثلة في كل من : مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة ، الأطر المجازة المعطلة سواء مجموعة الشيلة للمجازين أو مجموعة الأحرار المعطلين ، و مجموعة المقصيون من المقاطعة 5 ، مجموعة الأرامل و المطلقات و عائلات فقيرة ، مجموعة الجنود الأحرار ، مجموعة أبناء جيش التحرير و قدماء المقاومة ، تتجدد العزيمة على الإستمرار في المعركة النضالية التي بدأت منذ 8 دجنبر من سنة 2011 و تستمر حتى تحقيق المطالب العادلة و المشروعة التي ترفعها هذه الإطارات منذ اليوم الأول و التي أكدت على مشروعيتها عديد الهيئات الحقوقية و المدنية .