شهدت "صحراء بريس" وقفة توسل لمجموعة من النساء أمام باب عمالة السمارة يوم 10 يناير الحالي، و حسب البيان الذي تحتفظ الجريدة بنسخة منه، فإن هذه المجموعة من النساء ترفع تظلمها إلى رئيس الحكومة حول ما تعانيه المرأة ذات الجذور المنتمية إلى شمال المملكة، حيث و رغم كونهن أنجبن أجيالا و بنين بسواعدهن كل أطلال هذه المدينة، لا زلن و رغم كل المحاولات لا يجدن الآذان الصاغية، و يواجهن بالطرد التعسفي و الإهمال و الإقصاء و التهميش .وتؤكد "النساء"حسب نفس البيان"، أنهن و كل مواطني المدينة يعرفون أين تذهب بطائق الإنعاش الكثيرة التي توفرها الدولة، هذه البطائق توجه لأهل و ذوي القربى لبعض المسؤولين، و يعرف منطق توزيعها كل طرق والزبونية و المحسوبية، كما أن المساعدات الموجهة للمساكين تباع في السوق السوداء قبل وصولها لمستحقيها، لتبقى المرأة الأرملة أو التي قضى زوجها زهرة عمره في تنمية المنطقة دون معيل للأبناء، حتى بلغ اليأس بالبعض منهن لتوقيف أبنائهن من الدراسة لعدم القدرة على التكفل و ضمان كل الحاجيات…و ذهب البيان إلى ذكر أن من المسؤولين من يصنف الساكنة على أساس عرقي و قبلي بمنطق صارخ يقوم على إقصاء ساكنة المدينة من أصل شمال المملكة…و حتى تتوقف الجريدة على حقيقة الأمر، و وجهة نظر المسؤولين، جالسنا عامل المدينة، الذي أعطى عدة مبررات، وجدنا أكثرها منطقيا، و لكن لسان الحال و واقعه يبين أن من بين ساكنة المدينة نساء مشردات، و الحاجة و الفقر لا يخضعان للتحليلات المنطقية فيما تذهب طموحات أبنائهن أدراج الرياح… فلا شيء أشد على المرء من يرى أبناءه يقتلهم الفقر و يتوقفون عن الدراسة كرها، و يحرمون من كل مقومات الحياة، و المنطق الوحيد الذي يجب أن يستعمل و بالسرعة الفائقة هو تصنيف الحالات و الاستعجال بمد الأكثر عوزا منهم بمساعدات الدولة…و المواطن العادي، لا يمكن إقناعه على أن الطريق غير معبدة لسنوات هو بسبب مياه تأتي من حيث لا يعلم أحد، لأن المواطن يعرف أن المياه إذا اختلطت بالتربة تعطي طميا و ليس أرضا مزيتة، و لن يفهم المواطن أن طبقات من تربة “الشيست” هي التي تنتفخ فتصيب المنازل بتشققات، بل هو متيقن أن كل ما ينتفخ هو جيوب المسؤولين الذي يغيرون من أنواع سياراتهم، و منهم من يسكن قصورا وسط الساكنة، فيما تعاني الساكنة من انقطاعات كهربائية و مائية، حتى نظمت مسيرة سميت بمسيرة الحياة، في رسالة واضحة أن الماء و الكهرباء هم من أهم عناصر الحياة اليومية….فالوعود كاذبة حتى و إن غطتها بعض الأشغال التي تكررت حتى أصبحت جزءا من الحياة اليومية في الطرقات و الملعب و القاعة المغطاة و الحدائق و دور الشباب و التعليم و المستشفى…فكم هو عمر مستشفى السمارة و عمر طرقات السمارة و عمر ملعب السمارة و عمر حدائق السمارة؟ و كم سينتظر المواطن من سنوات أخرى؟ و كم من عامل إقليم آخر؟ و كم من شروحات أخرى؟ و كم من قصور ستبنى على حساب سرقة معونات الدولة للفقراء؟ و إلى متى؟