سنة ونصف من الإعتصامات والاحتجاجات المتواصلة أخلت مجموعات المعطلين شوارع العيون بعدما تم الإتفاق بين ممثلي تلك المجموعات وولاية العيون المشرفة على عملية تدبير ملف التوظيف والذي توج بإعطاء وعود باستفادة المعطلين المنضوين تحت التنسيقيات التي كانت مرابطة باعتصام في شارع مكة في عملية التكوين . وإذا كانت الحكومة الآن بصدد الإعداد لتفعيل وعدها حسب ما هو مرجح فإن فئة من المعطلين المعنيين بعملية التكوين لم تعد تكتم توجساتها بخصوص نية الحكومة في الوفاء بوعدها في الموعد المحدد. ولعل تلك التوجسات تتأسس على ما يمر به الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي من مستجدات استحقاقية وإكراهات مالية قد يستند عليها أصحاب القرار لتبرير تسويفاتهم بخصوص تنفيذ ماالتزموا به . لكن الأمل يبقى معقودا عند فئة واسعة من أولائك المعطلين في أن تلتزم الحكومة بإدماجهم وهدا فيه نضر وعليه فإنه من المتوقع أن تشهد العيون في بحر الأشهر الثلاثة المقبلة توافد المعطلين لخوض الإعتصامات المطالبة بالتوظيف ، وسيكون ذلك بمثابة اختبار وتحد للحكومة الحالية التي توشك على جمع حقائبها استعدادا للاستحقاقات المقبلة. هكذا ستجد السلطات المحلية بالعيون نفسها في غضون ذلك أمام اتساع واضح لرقعة الحراك الاجتماعي الذي سيتطلب منها فيما يرجح أن تخلي ساحات العيون من المعطلين في ظل أجواء الترتيبات للانتخابات المحلية على غرار ما أقدمت عليه خلال الفترة التي سبقت كالتصويت على الدستور وأيضا الانتخابات التشريعية وفي ذات السياق لا يمكن الحيلولة دون تراكم الملفات العالقة للمعطلين ادا لم يتم الحسم في المعنيين بأمر التكوين وهو الأمر الذي سيخلف ارتياحا في نفوس المعنيين وذويهم . غير أن مثل هذه التكهنات تثير في الواقع أكثر من تساؤل حول صدق نية الحكومة في تفعيل هذا الإجراء وحول المعيار المحتكم إليه في ذلك سيما إذا علمنا أنها لم تهتد حتى الآن لحل مشكل مجموعة من المعطلين كحاملي الشهادات 2011 وأيضا المجازين والتقنيين، كما أنها سبق لها وأن أصدرت بلاغا في السابق اعتبرت فيه أن المجازين غير معنيين بعملية التوظيف المباشر الذي حصرتها في حاملي الشواهد العليا مشيرة إلى أن توظيف حاملي الإجازة وما دونها يتم عن طريق المباريات أضف إلى دلك أن عملية التكوين قدمت للمجازين فرصة استكمال دراستهم على أساس حصوله على شهادة عليا ولكن في الحقيقة أن هدا وهم بحسب المشرفين على عملية التكوين وبحسب كصادر مطلعة .، وهذا ما يعطي الانطباع بأن ما يسرب من أخبار حول نية الحكومة في توظيف المجازين لا أساس له من الصحة ولا يعدو أن يكون بالون اختبار أو من شطحات الدعاية الانتخابية ، ويمكن أن نسوق في هذا الإطار تصريح السيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أن المعطل يحلم لو امن بأنه سيحصل على الوظيفة ويبقى للقارئ واسع النضر