منذ بداية الموسم الدراسي الحالي و فوج من تلاميذ المستوى الأول بمدرسة حي المسيرة ببويزكارن بين الكر والفر والذهاب والإياب من بيوتهم إلى المؤسسة ومن المؤسسة إلى البيوت، لا يلتحقون بالفصل على غرار زملائهم الآخرين بالمؤسسة وذلك بدعوى عدم وجود أستاذ يدرسهم في هذه المؤسسة المتواجدة بالمدار الحضري لبلدية بويزكارن. تواصلت احتجاجات أمهات التلاميذ أمام إدارة المدرسة عدة أيام دون جدوى ودون حتى تدخل السلطات المعنية لمعرفة ما يجري وما السبب ولعمل ما بوسعها للحد من هذه الظاهرة. والغريب في الأمر أن هذه المؤسسة كانت تتوفر على مدرسين احتياطيين نقلتهم المصالح النيابية إلى مؤسسات أخرى أكثر أهمية من مؤسسة المسيرة التي يدرس بها أبناء الطبقات الفقيرة من المجتمع و محكوم عليهم بالفشل منذ نعومة أظافرهم. وبعد تعالي الأصوات عينت المصالح النيابية مدرسا جديدا بدأ التحاقه بالمؤسسة برخصة مرض مزعومة مدتها شهرين واستأنف عمله عبر الهاتف ثم أدلى برخصة أخرى، والأستاذ ينعم بصحة جيدة يقضي معظم أوقاته في مقاهي بويزكارن وهو شاب في مقتبل العمر أعزب، نشيط في العمل السياسي والنقابي. وأخيرا وكحل ترقيعي أسند هذا القسم المغضوب عليه من الجهات المختصة، لأستاذ كهل أنهك المرض قواه البدنية وهو مقبل على التقاعد (3سنوات) قضى قرابة 34سنة من العمل كلها بالعالم القروي، لم تترك له هذه المدة حتى القدرة على الوقوف ، فما بالك بالشرح والتصحيح وضبط التلاميذ. والأستاذ الكهل هذا أكبر سنا حتى من مدير المؤسسة، ومما زاد الطين بلة أن شاء القدر أن يصاب الأستاذ الطاعن في السن هو كذلك في يده اليمنى في حادثة منحته المصالح الطبية على إثرها رخصة مرض. وما يزال الأبرياء بين الكر والفر يستغيثون ولا مجيب رغم أن عدد الفائضين بنيابة التعليم بكلميم اكبر من عدد الذين يزاولون التدريس بالفصول . فهل ستستجيب حكومة البيجيدي الجديدة والنائب الجديد لمطالب أمهات هؤلاء الأبرياء بتوفير مدرس يحد من محنتهم و يرجع لهم حقهم المسلوب، الحق في التعليم الذي هو حق جميع الأطفال؟