أعطت سياسة الترهيب والقمع التي تنهجها إدارة كلية الحسن الثاني بعين الشق بالدار البيضاء في شخص كاتبها العام تجاه الطلبة الصحراويين المعتصمين من اجل التسجيل لإتمام تعليمهم , (اعطت) صورة مصغرة للمعانات اليومية التي يعاني منها الصحراويين مع الادارة المغربية. ففي الوقت الذي تغرد السلطات بالمغرب نهارا وليلا بالحقوق التي يتمتع بها المواطن الصحراوي وتضعه في خندق واحد مع باقي أطياف المجتمع المغربي , وتجند الكثير من الموارد البشرية والمادية والامكانيات الضخمة من اجل اقناع المجتمع الدولي والمتتبعون للوضعية الحقوقية بالصحراء , بحقيقة الوضع كما يريده المسؤول المغربي , الا ان حبل الكذب قصير وسرعان ما ينقلب السحر على الساحر نتيجة تعامل المسؤولون المغاربة مع المواطن الصحراوي الذي لا يطالب سوى بحقه الدستوري. ونأخد نموذجا من الموقع الجامعي كلية عين الشق بالدار البيضاء ,فمنذ انطلاق السنة الدراسية الجديدة وبحكم غياب أي جامعة بالصحراء وصل بعض الطلبة ذوي الاصول الصحراوية الي الجامعة قادمين من عمق الصحراء ( المئات من الكيلومترات) , ودالك بعد إتمامهم لجميع الاجراءات والوثائق القانونية من اجل التسجيل بالجامعة المذكورة . الا ان الطلبة فوجئوا بعقلية مخزنية تكره العرق الصحراوي لتبدأ سلسلة من المعانات اليومية على يد أستاذ يتحول ليلا الي شيطان رجيم يتفنن في ممارسة ساديته تجاه الطلبة الصحراويين المعتصمين بالكلية . فصول جرائم الاستاد/الجلاد إتخدت أشكال وألوان مستوحاه من الحقبة البصرية اومايعرف بسنوات الرصاص , فالماء البارد يصب على رؤؤس الطلبة وهم نيام...والنار تشعل في الاغطية منتصف الليل والطلبة نيام كدالك ... والكلاب البوليسية فجرا.. واخر ما توصلت اليه عبقرية رجل التعليم المذكور التصفية الجسدية للطلبة ودالك بتجييش البلطيجة ... فأين الحق والقانون ؟ واين السلطات الامنية ؟ وأين وأين.... ؟ مالا يعمله الكاتب العام ومن يقف ورائه ان الربيع العربي الذي بدأ مع مخيم "كديم ايزيك" بالعيون ويعلم الله اين ينتهي , قد أرسى درسا بليغا وهو ان القمع والترهيب لن يزيد المستضعفون في الارض الا صمودا وتحديا وهو ما عبر عنه الطلبة الصحراويين اليوم بعد لملمة جراحهم التي خلفها الاعتداء الاخير , ودالك من خلال تنظيمهم مسيرة سلمية راقية من داخل الحي الجامعي ولسان حالهم يقول " رغم القمع و الترهيب نحن صامدون صامدون " (الصور) . ومن هدا المنبر نناشد الحركات المعطلة وفعاليات المجتمع والمنظمات الحقوقية ان تهب للنجدة ابنائنا الطلبة بالدار البيضاء قبل ان يسقط قتيل اخر... ؟