حصلت الجريدة على «شهادتين مدرسيتين مزورتين من موريتانيا (الصورة) » لرئيس بلدية بوجدور عن حزب الاستقلال عبد العزيز أبا، الذي سبق له أن أدلى بهما للسلطات المحلية أثناء انتخابه سنة 2009 رئيسا للمجلس، وهما شهادة «الميتريز» صادرة عن جامعة نواكشوط، وشهادة أخرى صادرة عن «الثانوية السياحية» بنواكشوط. كما حصلت «المساء» على وثيقتين تنفي كل منهما أن يكون عبد العزيز أبا قد تابع دراسته في أي ثانوية أو جامعة موريتانية، حيث يؤكد مدير التعليم الثانوي بموريتانيا أن «المدعو (العزيز أبا) لم يجلس على مقاعد الدراسة في موريتانيا طيلة حياته». وبينما تفيد شهادة «تحديد المستوى»، التي تحمل توقيع مدير «الثانوية السياحية»، التابعة لإدارة التعليم الثانوي بوزارة التهذيب الموريتانية، بأن «التلميذ عبد العزيز أبا حصل على المعدل العام 13/20 في سنة 2008»، تؤكد وثيقة النفي أن الشهادة مزورة. ونجد في مضمون الوثيقة، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، ما يلي: «نفيد نحن مدير التعليم الثانوي أن تحديد المستوى باسم عبد العزيز أبا... الصادر عن الثانوية السياحية بتاريخ 26/06/2008 لا أساس له من الصحة لأن الثانوية السياحية غير موجودة أصلا في موريتانيا، وأن المدعو لم يجلس على مقاعد الدراسة في موريتانيا طيلة حياته، وأن عُمره لا يسمح له بالدراسة نظرا لنظام الدراسة في موريتانيا». وإذا كان أعضاء المعارضة قد أدلوا فيما يخص الوثيقة الأولى بما يثبت أن «الثانوية السياحية» غير موجودة أصلا في موريتانيا، فهم يؤكدون على أن شهادة «الميتريز في الآداب» التي يحملها الرئيس عبد العزيز أبا تحمل تاريخا سابقا عن وجود الجامعة في موريتانيا. ونجد في «شهادة الميتريز في الآداب» الصادرة عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط ما يلي: «يشهد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط أن عبد العزيز ولد امحمد ولد امبيريك، حاصل على الإجازة دبلوم الميتريز في الأدب العربي». بينما تقول الشهادة المضادة الموقعة من طرف حمودي ولد حمادي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنواكشوط، أن «شهادة الإجازة في الآداب الممنوحة للطالب عبد العزيز ولد امحمد ولد امبيريك تحت الرقم 00067/ دورة يونيو 1974 غير صادرة عن مؤسستنا». يذكر أن أعضاء المعارضة، الذين سبق لهم أن تقدموا بطعن في صحة الشهادتين أمام المحكمة الإدارية بأكادير في يوليوز 2009، كانوا قد أدلوا بشهادة صادرة عن ضابط الحالة المدنية بالعيون تؤكد أن «عبد العزيز ولد امحمد ولد امبيريك هو نفسه عبد العزيز أبا». وقد حكمت المحكمة بقبول الطعن شكلا ورفضه مضمونا، معللة ذلك بالقول: «حيث إن ما يتمسك به الطاعن بخصوص التناقضات بين ما هو مضمن بالشهادة المدلى بها والسجلات الممسوكة بالمدرسة مانحة الشهادة، فلا تأثير له على مصداقيتها، مادام أن طرق الطعن في مضمونها ومحتواها مفتوح أمام الجهة القضائية المختصة». وفي اتصال ل»المساء» بعبد العزيز أبا، رئيس جماعة بوجدور، في الموضوع، قال إنه لا رد له مادامت «المحكمة قالت قولها في الموضوع». وحول الشهادتين الصادرتين عن مدير إدارة التعليم الثانوي وعميد كلية الآداب بجامعة نواكشوط، اللتين تنفيان أن يكون قد سبق له الدراسة بموريتانيا، أضاف عبد العزيز أبا «لقد وقع خطأ، فأنا درست في ثانوية صلاح الدين الأيوبي وليس الثانوية السياحية. أما الشهادة العليا فأنا حاصل على «الدوغ» من الإدارة الإسبانية أيام الاحتلال، وقد تمت معادلته بشهادة الميتريز». وختم عبد العزيز أبا اتصاله ب»المساء» قائلا: «وخا يعياو ما غادين يصورو والو». فيما أكد أحد أعضاء المعارضة أنه أثناء مقابلته مع الرئيس عبد العزيز أبا في المحكمة «قلت للقاضي إذا استطاع عبد العزيز أن يكتب أي جملة سأتنازل عن الدعوى».