إذ أنت تزور مدينة السمارة قبل دخولها تستقبل بروائح كريهة مصدرها قنوات الصرف الصحي وكأن المدينة ليست ببلد الشرفاء ولا اصل الكرماء والأولياء، لن تفرط في ضيوفها كتفريط المسؤولين والقيمين عليها، مدينة ضاربة بأعماقها في التاريخ بحكم أنها العاصمة العلمية للصحراء ومجال خصب للدارسين والأدباء، روائح تنم على أن المدينة لا زالت تعيش تأخرا تنمويا يرجع إلى زمن بعيد حسب ما تدلنا نواحيها المليئة بالنقوش الصخرية وشوارعها التي تعاني التعرية، فهيا بنا عزيزي القارئ نغوص معا في جولة سريعة عبر مختلف مناحي الحياة في مدينة كادت تبقى طي النسيان في الركب التنموي : @ على المستوى الأمني والسياسي: قد لا يختلف اثنان على أن المدينة مدينة أمنية بامتياز باعتبار أنها اقرب المدن للحاجز الرملي وأكثرها من حيث الجيش والشرطة، حتى كادت أنها تخنق بالإفراط الأمني، امن وأمان تطمح له الشعوب أينما كانت ، لكن هذا الإفراط قد يؤدي إلى احتكاكات فصدمات فأحداث تأتي على الأخضر واليابس، لن تنفع فيها حتى النخبة السياسية التي تعشعش منذ زمن بعيد وتسيطر على المدينة بلوبيات يحفظ لها المخزن البقاء والاستمرارية رغم انف الساكنة، نخبة لاتعدو سوى فولكلورا يصفق وقت ما شاءت الدولة ويندد وقت ما أمرت ويختبأ حين ما زمجرت، واقع سياسي لا يمكن القول عنه سوى انه مليء بتوازنات قبلية صعبة الفهم ومستعصية الاختراق من طرف الأحزاب التي تبقى أشباه أشباح تطل علينا زمن الانتخابات. @ على المستوى الاقتصادي والاجتماعي: الكل يجمع على عقامة مدينة السمارة اقتصاديا بحكم افتقارها للقطاعات الحيوية المنعشة كالبحر، السياحة، والفلاحة اللهم عيشها على سياسة الريع التي تمنحها الدولة في شكل بطائق الإنعاش الوطني ودعم المواد الأساسية مما ولد تراكم لنسبة بطالة أثرت بشكل جلي على الوضع الاجتماعي الذي يبدو هشا خصوصا بالنسبة للساكنة الأصلية للإقليم، فسيطرت الأخطبوط المتمثل في نخبة الأعيان والمنتخبين على كل صغيرة وكبيرة، ناهيك عن فساد إداري واضح جعل كل المشاريع التنموية تذهب أدراج الرياح، رغم قدوم العامل الشاب إلى الإقليم ورغبته الكبيرة في التغيير فإذا به يصطدم بواد جارف لا تراعي سوى مصالحها دون رحمة من يتوق إلى عيش كريم ولقمة يسد بها رمقه. @ على المستوى العمراني والتنموي: وأنت تتجول في شوارع وأزقة المدينة ما سيثير انتباهك هو العشوائية التي تطبع البنية العمرانية للمدينة مما ينم عن فوضى وروائح طبخات في قسم التعمير والقسم التقني للبلدية أصبح يعرفها القاصي والداني ويفكك شفرتها حتى الزائر بجولة قصيرة، ناهيك عن نظافة تدل على سباة عميق للمصالح البلدية المكلفة بذلك اللهم بعض الشوارع الرئيسية، فكيف نريد طريق تنموي نحو الأفضل ولا زالت أهم المصالح الحيوية في دار غفلون؟؟أين تذهب ملايير الدراهم التي تخصص سنويا لذلك؟؟ أما آن الأوان للحساب الدنوي قبل أن يقف ملك الموت على أي واحد سولت له نفسة أن مال الدولة مستباح فشرح الواضحات من المفضحات @ على المستوى الرياضي والثقافي: هل تعلم أن مدينة السمارة قد تدخل كتاب غينيس للارقام القياسية من حيث عدد الجمعيات ولسان حالها يقول كفى من الجمعيات الكرتونية فانا العاصمة العلمية للصحراء وبلاد الشرفاء الأتقياء فبشراي بجمعيات تبذل الغالي والنفيس في الدفع بالمشهد الثقافي جمعيات تحميها اطر ذات تكوين وكفاءة يذكي حماستها الانتماء إلى المدينة فهيهات هيهات هل من مستجيب لصرخة في وادي؟؟؟ وأخيرا وليس أخرا فلسان حال الرياضة ليس بأحسن حال من مما سبق فإذا أسندت الأمور لغير أهلها فانتظر قيام الساعة. كلما فكرت بكتابة هذه الأسطر كان دائما يبقى في نفسي شئ من حتى، لكن حتى هاته تحولت إلى " إلى متى" ونحن نتجرع هذا الصمت حول مدينة تثير الكآبة لزائرها فما بالك لساكنهتا، فكفانا صمتا وكفانا انتظارا لربيع يهب لانقاد السمارة من براثين الفقر والتهميش.