أصبت بالصدمة والدهشة لما قرأت مقال الأستاذ المحترم عبد الرحيم بوعيدة الذي ينتمي الى قبيلة نتقاسم معها التاريخ والمجال بحلوه ومره ،وتجمعنا بها مصاهرات وروابط عائلية عديدة، لست من دعاة القبلية ،لأنني لست شوفينيا ولا أطمح لمنصب ولا مكان ولا أدافع عن عائلة لها تاريخ ،بل تاريخي هو انتمائي بفخر لعائلة كادحة على غرار عائلات عديدة في تكنة وغيرها ،تجمعنا بها الانتماء إلى قبيلة الكادحين . لا أخفي كوني من المتتبعين لمقالات الأستاذ في موقع وادنون ،أو من على صفحات جريدة الأسبوع لمصطفى العلوي، لقد كان صوتا صادحا في مواجهة الفساد والمفسدين ،وهي معركة يتقاسمها سكان كليميم ووادنون جميعا في وجه أخطبوط فاسد يتربع على عرش الجهة وعلى المجالس بها، لكن المقال الأخير للأستاذ عرى الوجه الحقيقي وكشف لنا رجلا أكاديميا غارقا في الذاتية حتى القدمين ، فبحثنا عن الموضوعية فلم نجد لها مكانا في مقال الأستاذ المليئ بالمغالطات التي تكشف عدم إدراك الأستاذ لعدد من الحقائق ،كان مفروضا عليه أن يدركها بحكم مستواه المعرفي كأستاذ جامعي،وسأحاول في هذا المقال المتواضع الرد ببعض الحقائق الساطعة عن ماروج له من مغالطات في مقاله الأخير. الإنتقائية في محاربة الفساد في الوقت الذي ندين فيه أخطبوط الفساد في كليميم ،والذي يحاول بعائلته التربع على المنطقة ،وعلى الجهة ،وحتى على إقليم سيدي إفني ،في هذا الوقت كنا ننتظر من البعض أن يحارب الفساد كلية لا بشكل انتقائي يهدف إلى مصالح معينة، سواء كان هذا الفساد في الغرف ، في الجهة، في المناصب البرلمانية،في المجالس البلدية.....،بدل أن نركز على شخص معين وقبائل معينة.أين هي الموضوعية هنا؟؟؟ مزغنة وادنون وردت كلمة مزغنة وادنون في مقاله، والحال أن الأستاذ يجهل قبائل تكنة جهلا مطبقا، أو يتجاهل وهذه طامة لا تغتفر، يا أخي معروف عن تكنة أنها فدرالية قبلية تنضوي تحت يافطتها قبائل أمازيغية وعربية، من القبائل الامازيغية : ايت حماد سكان فاصك وماجاورها ،ايت براهيم سكان تغجيجت، ايت بوهو....، وقبائل تتكلم الحسانية في الغالب،وأضيف للأستاذ حققة تاريخية تقول بكون تكنة تأسست في القرن 11،ومن بين مؤسيسيها فخد أيت الخمس بأيت بعمران. إذا فرضية المزغنة سقطت كأوراق التوت ، وأضيف لأستاذي المحترم أن ايت احماد الناطقة بالأمازيغية تشترك مع أزفاض وياسين في جد مشترك عليك بالبحث عن اسمه معالي الأستاد المحترم. تغجيجيت.....منبع تكنا......تتكلم الأمازيغية قبل أن يستحدث مركز وادنون التجاري كان هناك مركز تغجيجت، وهي منطقة بحوض وادنون، وكل قبائل تكنة تواجدت بهذه المنطقة ودليل ذلك أسماء حصص المياه بهذه الواحة ، وهذه حقيقة موجودة في كتب التاريخ ،علك تبحث عنها تجدها في الحين. حوض وادنون ....جغرافية بهويات متعددة خطأ فضيعا أخر يرتكبه الأستاذ بقوله أن أيت بعمران لا علاقة لهم بوادنون، نسي الأستاذ أن حوض وادنون في جزءه الغربي يحتضن قبيلة أيت علي بجماعة فم فاست وبأراضي النعيمات التي تجاور تراب أيت لحسن،نسي الأستاذ أيضا قرية تلوين التي تقطنها قبيلة أيت أيوب من أيت بعمران...،نسي أيضا قبيلة السماهرة، فأباينو وتوتلين...وهذه مراكز بعمرانية لا تبعد عن وسط المدينة سوى بأقل من 6 كلم،وهي تجاور لقصابي مركز قبائل ايت لحسن التي طردت أولاد ادريس واستوطنت مكانهم. أسكا....سافلة حوض وادنون ومرسى تاريخي لعلاقة قوية بين أل بيروك وايت بعمران حوض وادنون ،مصطلح جغرافي يراد به مجالا يجمع كميات من الماء من العالية في اتجاه السافلة ،أي مصب واد أسكا ،مجال قبيلة اصبويا، التي توجد في سافلة حوض وادنون أي مصبه ،وتجاور تراب أيت لحسن في المشبوك وراس الطرف ،وتفصل بين القبيلتين قبيلة شرفاء أولاد بوعيطة. اصبويا لا تحتاج صكوك العروبة من أحد توظيف قبيلة اصبويا حصريا ربما أريد به تحريك أمور دفنت في الماضي ولم تعد بارزة ، وهو غرض أريد منه الدفاع بطريقة مكشوفة عن مصالح بعض العائلات التي لفظتها قبائلها ولم تعد لها القيمة التي كانت لها ، فالتاريخ لا يعيد نفسه، وتلك القبائل فيها من الشرفاء والنزهاء ما يعلوا على أصوات أعيان كرسوا القبيلة سلاحا للدفاع عن مصالحهم. أما عن اصبويا عربا أو أمازيغا فهذا محفوظ في كتب التاريخ بدءا بالمختار السوسي وصولا الى دو لاشابيل، ووقوفا عند تصريحات الباحث الانتربولوجي رحال بوبريك في الجريدة الاولى لمديرها علي أنوزلا في أيام السبت الأسود لأحداث سيدي افني، زد على ذلك ما يقره أهل الساحل من علاقات تاريخية مع اولاد دليم وركيبات وابي السباع...ما على الاستاذ إلا أن يطلع قليلا على ما أوردناه وسيكتشف حقيقة ما كان عنه معرضا. أحداث كليميم وأكديم إزيك لعل الأستاذ نسي أن نصف المعتقلين على خلفية أحداث كليمم هم من اصبويا وايت بعمران، واجهوا الفساد مهما كان انتماءه القبلي ،أما أكديم إزيك فعشرات الخيام ومئات من الشباب نصبوا خيامهم به مطالبين برفع التهميش ومحاربة الريع واحقاق العدالة الاجتماعية. على سبيل الختم أقول للأستاذ بأن الصحراء لم تكن يوما مجالا لغطرسة قبيلة على أخرى ، وأقول بأن القبيلة لم تعد سوى بقايا في الذاكرة، رغم محاولات الأعيان إحياءها طمعا في مصالح معينة ،وأتمنى لك أن تدرك المجال جيدا قبل محاولتك إخراج ناس يمتد مجالها إلى الحوض الغربي لوادنون،وإلى تخوم شنقيط ،لس بشهادتك أنت ،بل بشهادة الإحصاء الإسباني لسنة 1974. هذا رد بسيط رام الوقوف عند بعض الحقائق ليس انتصارا لانتماء قبلي ،بل وقوفا عند محاولات تغليط الرأي العام.