هنا أحاول أن أتكلم بلسان إحدى الشخصيات الطانطانية ، وللإشارة، فإن هاته الشخصية ليس لها علاقة بالواقع هي من وحي الخيال فقط . وإن حدث وتطابقت مع إحدى الشخصيات في الواقع،فان ذلك لا يعدو أن يكون إلا من محض الصدفة . وليس لنا أية مسؤولية في ذلك . أنا بسن زميلي ، أو أكبره بقليل ، مستوى تعليمي ليس بالشئ الكبير، عشت ببيت قديم من طوب بأفقر أحياء طنطان في أقصى الضفة الغربية للمدينة. اشتغلت مع أحد القياد سائقا ، مياوما ، وأحيانا راعيا.. معه تعلمت تقبيل يد الأسياد ، بغير مناسبة وفي الأعياد.. دقت الذل وعشت عليه وعرفت أنه قد يكون مطيتي للوصول ونيل المنى والمراد ثم شاءت الأقدار، أن أعرف سواحا أجانب ممن يهوون البداوة والصحراء... شغلوني بشهادة مذلتي نلت إعجابهم ، يمتازون بسخاء هم وأنا... أمتاز برقتي فلم يروا مني إلا كل.. رقيق أبيض ومع ارتفاع سخائهم تزداد جودة رقتي ، هي مهانة سأتحمل.. مهانتي وأضيف بها مذلة أخرى إلى رصيد مذلتي ، فرب مذلة نافعة في إحدى الاستحقاقات ترشحت بإحدى الجماعات ، فلعب الحظ معي لعبته وكنت على رأسها و من حسن الحظ أيضا أن تزامن ذلك مع تغيير المسؤول الأول بالإقليم ، حيث قربتنا المصالح دون مشقة ، فكنت له نديما وكان لي زبونا كان أغلب الأحيان يعيش وحده أوانسه نهارا أروي له كل صغيرة وكبيرة.. وبالليل يسمر ببراعة رقتي، تزداد طلباته.. ولأنني صياد ماهر لا تنفد مني الذخيرة بذلك..صرت أتصرف بالجماعة تصرف المالك ، لاحسيب ولا رقيب فالضمير هالك ، ولا ينال الرضى إلا من يعمل في الظلام الحالك والنتيجة أنا اليوم من ذوي العقار إقامة باسم أحد الأنهار ...واحمد لله على نعمة الستار ولأتعلم النخوة اشتريت إبلا وأصبحت ذا باع ومتاع ورعاة وخدم امر فأطاع والآن أستعد للسكن بفيلا بشارع الأثرياء الجدد ،هناك حيث لحكمة جمعنا المنان فربما تحفظ ذكرانا ويشير التاريخ إلينا يوما هؤلاء من دنسوا عفة طنطان وختام القول بلساني ومن سيتكلم من زملائي من بعدي بعد أن وصلنا ما وصلنا أدركنا أننا دائما مثار احتقار وغضب وكأننا بلسان حالكم يردد قول الشاعر يبقى الأسد أسد ولو قضت مخالبه ويبقى الكلب كلب ولو صيغ من دهب