حسم حزب الاستقلال مبكرا موقفه من الدستور الجديد، وأعلن عن التصويت ب " نعم "، وذلك خلال نزول قواعده بالعيون إلى ساحة المشور مباشرة بعد الخطاب الملكي للمشاركة في تظاهرة عرفت مشاركة المئات من المواطنين دعما لمسودة الدستور الجديد. ودعا عباس الفاسي الأمين العام للحزب، جميع هياكل ومنخرطي حزبه خلال ترأسه صباح يوم الأربعاء 22 يونيو الجاري، مهرجانا خطابيا بقصر المؤتمرات بمدينة العيون، التي اختارها الفاسي أن تكون بداية انطلاق الحملة الوطنية لتعبئة المواطنين للتصويت ب " نعم " على الدستور ، إلى الانخراط في هذه الحملة مشيرا إلى مضامين الخطاب الملكي التي كانت كلها إيجابية حسب وصفه، موضحا في كلمته أن معالم التمايز الجديد بين الدساتير السابقة والدستور الجديد الذي عرضه الملك محمد السادس خلال خطابه الأخير على الاستفتاء يوم فاتح يوليوز القادم، يمنح الحكومة سلطات واسعة بمهام واضحة. وثمن عباس الفاسي، الذي كان يتحدث بقاعة قصر المؤتمرات، مرفوقا بأبرز قيادات حزب الاستقلال الممثلين في اللجنة التفيذية للحزب يتقدمهم " حميد شباط " و" نزار البركة " و " توفيق احجيرة" و " عبد القادر الكيحل " و " سعيد العلمي "، إلى جانب " حمدي ولد الرشيد " و " أحمد لخريف "، الصلاحيات الواسعة التي خولها الدستور المقترح للبرلمان في مجال التشريع، وقال الفاسي إن الملك محمد السادس كان ديمقراطيا، حينما خاطب الشعب المغربي يوم 9 مارس من أجل مراجعة الدستور، متحدثا عن سبعة محاور، وحاثا مستشاره محمد المعتصم على توسيع باب التشاور مع الشعب المغربي، عبر مكونات الطيف السياسي والنقابي، وجمعيات المجتمع المدني، فكان أن تمت الاستجابة لعدد من المقترحات، من قبيل الابقاء على تركيبة مجلس المستشارين، خاصة ضمان تمثيلية المركزيات النقابية، وذلك بعض ضغط مارسه حزب الاستقلال والاتحاد العام للشغالين بالمغرب. مضيفا أن حزبه وجد مقترحاته ماثلة في الدستور الجديد. وأعرب عباس الفاسي عن ارتياحه لاستجابة الدستور المقترح لمطلب الحزب، المتعلق باعتبار الحسانية رافدا أساسيا ضمن النسيج الثقافي المغربي. وقارن الأمين العام بين مسودة الدستور الجديد المعروض على الاستفتاء الشعبي وبين دساتير بعض الدول الأوربية كفرنسا وإيطاليا، وقال الفاسي بأن دستور المغرب الجديد يبقى هو الأفضل. وأكد الفاسي أنه حضر إلى مدينة العيون لصلة الرحم مع ساكنة الأقاليم الجنوبية للجهات الثلاث التي كانت ممثلة بالتجمع الخطابي في منتخبيها عن حزب الاستقلال والتي كانت دائما حسب الفاسي في صف المدافعين عن الوطن، حيث تضع مصلحته فوق كل اعتبار. وردد أنصار حزب الاستقلال الذين غصت بهم قاعة قصر المؤتمرات شعارات مؤيدة للدستور وتدعو المواطنين للتصويت عليه ب " نعم " . واعتبر حمدي ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاسقلال ورئيس الجماعة الحضرية للعيون وبرلماني عن دائرة إقليمالعيون، خروج المواطنين لمساندة الدستور " تلقائيا " وتجاوبا مع الحملة التي يقوم بها الحزب على الصعيد الوطني. كما نوه ولد الرشيد الذي كان كعادته نشيطا، بالمواطنات والمواطنين الذين تحملوا حرارة الطقس والمنتخبين عن الجهات الثلاث من آسا والزاك وطاطا وكليميم وطانطان والسمارة لحضور المهرجان الخطابي ولتأييد كذلك مضامين الخطاب الملكي الذي عرض خلاله الملك محمد السادس مسودة الدستور الجديد للاستفتاء. ودعا حمدي ولد الرشيد منخرطات ومنخرطي حزب الاستقلال إلى تعبئة المواطنين للتوصيت ب " نعم " على الدستور الجديد وشرح مضامينه حتى يبقى المواطن على اطلاع جيد بإيجابيات هذا الدستور.