يبدو أن المسؤولين في كلميم عن حقل التربية و التعليم، منشغلين أو غير مكترثين لحجم الفساد و سوء التسيير الذي أصبح يتغلغل داخل المؤسسات التعليمية بهذه المدينة. فصمت مدير الاكاديمة و النائب الإقليمي عن الخروقات المفضوحة، شجع كل من هب و دب ليرتجل و يتحايل و يتهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقه. فبعد أن نشرت صحراء بريس في مقال سابق تقريرا عن الفوضى التي تعرفها ثانوية مولاي رشيد بكلميم، و لامبالاة مديرها و أطرها الإدارية، يبدو أن لا أحد من المسؤولين قد حرك ساكنا للتحقيق فيما نشر و محاسبة المعنيين، وكأن مستقبل التلاميذ و مصلحتهم أصبحت خطابا لا يعني أحدا. النتيجة هي أن الفراغ الذي تعرفه هذه المؤسسة، جعل الأساتذة يعيشون جحيما لا يطاق، حيث أن التلاميذ يلجون حجرات الدرس و يخرجون وقتما شاؤوا، و يزعجون الأساتذة بموسيقاهم الصاخبة أثناء جلوسهم بالقرب من نوافذ الحجرات أو مرورهم المتكرر و المستفز بالممرات دون الحديث عن الكلام الغير تربوي الذي شنفوا به أسماع أساتذتهم. و مادام يغيب الحسيب و الرقيب، فقد وجدوا الفرصة ليتمادوا في سلوكاتهم الغير مسؤولة، حيث تعرض أستاذ مؤخرا للقذف ببيضة من قبل أحد التلاميذ، حيث أن هذه الحادثة هي الثانية من نوعها في وقت وجيز، و هذا يفسر بأن العقوبة في المرة الأولى كانت لينة إلى حد بعيد( حضور التلميذ المسؤول عن ضرب أستاذه ببيضة و جلوسه بمقر الإدارة يوميا لمدة 15 يوما!). معاناة الأساتذة ستستمر و ستعرف تطورا، إذ ستتعرض أستاذة و معها تلاميذ فصلها إلى الهجوم من قبل أحد التلاميذ بواسطة عقرب سام، سبب الهلع في نفوسهم، حيث ظلت الأستاذة في حالة رعب شديد لمدة ساعات دون أن يتطوع أحد باستدعاء إسعاف لنجدتها. ليمر الحادث بعد ذلك بشكل عادي و كأن شيئا لم يقع! المشهد أصبح مأساويا جدا، حيث تطاول مجموعة من التلاميذ على أستاذ آخر بالسب و الشتم، و دخلوا بعد ذلك في عراك كلامي ساقط مع الناظر، و الأيام القادمة ربما تحمل مفاجآت أخرى. فإلى متى أيها السيد النائب و السيد مدير الأكاديمية ستستمران في سكوتكما السلبي عما يحدث في مثل هذه المؤسسات؟