استهل الرفيق الحسين عاوطوف الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم بجهة كلميم-السمارة الندوة بتقديم كلمة الشكر للمنابر الإعلامية الحاضرة ولعموم الشغيلة و جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ وللإطارات المختلفة على حضورها أشغال الندوة الصحفية التي تأتي في سياق عام وطني و جهوي وصفه بالموسوم بالتراجعات على مستوى مكتسبات الشغيلة في بلادنا، حيث بعدما تبين فشل الميثاق الوطني للتربية و التكوين، سارعت الدولة إلى وضع برنامج استراتيجي، وليس استعجالي كما أريد تسميته، لكونه يرهن مستقبل المنظومة التعليمية و معها مستقبل المتعلمين لسنوات وعقود. كما أشار الرفيق إلى جملة المخططات التي تسعى الدولة إلى تمريرها مثل مشروع قانون الإضراب و قانون النقابات وغيرهما من أجل فرض مزيد من القيود على العمل النضالي و الحريات النقابية . أما على المستوى الجهوي، فحدد المتدخل بعض الخروقات التي يعرفها تسيير الشأن التعليمي بالجهة وكذا الاعتداء على الحريات النقابية مقدما مثالا للاعتداء الذي تعرض له المناضل عبد الجليل حافظ عضو المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم بآسا-الزاك حيث اعتدى عليه النائب الإقليمي شخصيا وسط حرم النيابة وفي اجتماع رسمي، واختتم الرفيق عاوطوف مداخلته بالتنويه بنجاح المؤتمر العاشر للاتحاد المغربي للشغل تاركا المجال لبقية الرفاق لكشف المستور في تسيير الشأن التعليمي إقليما وجهويا. بعد ذلك، تناول الكلمة الرفيق عزيز مني، كاتب عام المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم بالسمارة وعضو المكتب الجهوي لذات الإطار، حدد فيها معالم سوء تسيير الشأن التعليمي بالسمارة مما انعكس سلبا على استقرار الشغيلة التعليمية ولعل أبرزها قيام مدير الأكاديمية بإسناد مناصب إدارية وفق مقاربة انفرادية . بدوره تلا الرفيق رشيد مود، عضو المكتب المحلي لكلميم والمكتب الجهوي، التصريح الصحفي الذي تضمن بالتفصيل مجمل الخروقات التي وقف عندها المكتب الجهوي استنادا إلى تقارير المكاتب الإقليمية و المحلية بالجهة وعبر تتبعه لتدبير الشأن التعليمي جهويا، وابرز المتدخل جملة الفئات المتضررة جراء عدم تنفيذ الوعود والمحاضر المشتركة بين النقابات ومدير الأكاديمية، كما وقف الرفيق على تهرب المسؤول الأول على قطاع التعليم بالجهة من إجراء الحوار مع مكتبنا الجهوي رغم مراسلته من طرف الكاتب الجهوي و الأمانة الوطنية لمركزيتنا النقابية، مشددا على ضرورة فضح مثل هذه الممارسات . عقب ذلك، فتح باب مناقشة مضامين التصريح الصحفي وطرح تساؤلات المنابر الإعلامية الحاضرة وكانت البداية بمداخلة الصحفي ارجدال بجريدة واد نون الذي تسائل عن الجدوى من عقد الندوة في غياب الأدلة الملموسة و الحجج الدامغة . ردا على التساؤل سرد الرفيق مود رشيد أمثلة لسوء التدبير بالأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين وغياب هيكلة واضحة لنفس المؤسسة مما يخلق ارتباكا وتداخلا في الاختصاصات وغياب طرف محاور عندما يتعلق الأمر بملف نساء ورجال التعليم، نفس الاتجاه دهب إليه الكاتب الجهوي الحسين عاوطوف حين أشار إلى رفض الأكاديمية إطلاع الرأي العام على ميزانية البرنامج الاستعجالي و غياب الشفافية في صرف ميزانيات المؤسسات. وفي مداخلة مماثلة للرفيق عبد الكريم اوبجا عضو المكتب الجهوي، أكد أننا نقابة تضع مسافة نقدية عن الإدارة وهذه الأخيرة هي المسؤولة عن مختلف أشكال سوء التسيير بالنيابات و الجهة، وسرد جملة من الأمثلة لسوء التدبير وغياب البنايات كما هو الأمر بالنسبة لثانوية المختار السوسي التأهيلية بإفران الأطلس الصغير التي لم تر النور إلى غاية اليوم رغم تحديد الموسم الدراسي 2010/2011 في محضر مشترك بين مكتبنا الجهوي و بين مدير الأكاديمية كموعد لبداية الدراسة بها، و كنتيجة للإخلال بمضمون المحضر المذكور، تم تكديس تلاميذ الثانوي الإعدادي و الثانوي التاهيلي في إعدادية بئرانزران التي لا تستطيع استيعاب الأعداد المتزايدة من المتعلمين، كما قدم نماذج أخرى لمدارس مثل مدرسة أديس بطاطا وأخرى بكلميم تعاني من وضع يتسم بالهشاشة و الاهتراء، و أشار الرفيق إلى عماية إعادة الانتشار المشؤومة و التكليفات المجحفة التي تضرب الاستقرار النفسي و الاجتماعي للشغيلة التعليمية و التي تتم في بعض النيابات خارج إطار اللجن المشتركة و في بعض الأحيان بتدخل مدير الأكاديمية بنفسه، و صمم الرفيق على أن الجامعة الوطنية للتعليم سوف تدافع عن الشفافية إلى أقصى حد وسوف تفضح التلاعب في تسيير الشأن التعليمي و تدافع عن المدرسة العمومية. من جانبه عاد الرفيق عزيز مني إلى تقديم أمثلة حية عن سوء تدبير قطاع التعليم على مستوى إقليمالسمارة، وعلى سبيل الذكر إدارة ثانوية مولاي رشيد التأهيلية التي أسندت لمجموعة من المدراء تباعا هذا الموسم ومن طرف مدير الأكاديمية مباشرة، ومدرسة ابن الهيثم التي تم تحويلها إلى ثانوية إعدادية دون توفرها على الملاعب الرياضية و المختبرات العلمية متسائلا عن مآل بناية الإعدادية ومعرجا عن وجود عشرات الفائضين بالنيابة الإقليمية للسمارة مما يعكس سوء تدبير الموارد البشرية. منبر الجريدة التربوية الاليكترونية بدوره تسائل عن دواعي غياب التنسيق النقابي وعن الخطوات النضالية المزمع تنفيذها مستقبلا وعن مبررات استهداف الجامعة الوطنية للتعليم لشخص مدير الأكاديمية دون غيره من المسؤولين. في معرض ردودهم عن التساؤل، أشار الرفاق إلى أنهم ليسوا دعاة الاحتجاجات وأن الهدف الأول هو الوصول إلى فتح قنوات الحوار ثم إعمال الشفافية والمساواة في صفوف الشغيلة التعليمية وان النقابة ستدافع إلى أقصى حد عن المدرسة العمومية واستنكروا الروح الانتقامية لمدير الأكاديمية و محاولة معاقبة مناضلي الجامعة الوطنية عبر تهديدهم بالمجالس التأديبية، كما عبر الأعضاء الجهويون عن استعدادهم للتنسيق مع الإطارات النقابية الراغبة في التصدي لمختلف الخروقات التي تعرفها الجهة مؤكدين أن مسؤوليتها يتحملها مدير الأكاديمية من جهة و النواب الإقليميون من جهة ثانية بمعنى أن المعركة ذات بعدين اثنين بعد إقليمي وبعد جهوي . الصحراء الأسبوعية بدورها كانت حاضرة من خلال طرح مراسلها لتساؤل حول الغاية من تحديد هذا التوقيت للتصعيد وتنظيم الندوة وعن علاقة النقابة بجمعيات الآباء وأفاق المعركة المفتوحة. ردا على التساؤل تقدم سعيد مروش عضو المكتب الجهوي و المكتب المحلي بكلميم بجملة من الأمثلة على خروقات تسيير المنظومة التعليمية إقليميا وجهويا، متسائلا عن تفسير سبب تراجع مدير الأكاديمية عن منح تراخيص للأساتذة الذين ولجوا هذا الموسم المدارس العليا للأساتذة قبل مراسلة المدير المذكور لمدراء تلك المدارس العليا لإنهاء ولوج الأساتذة للتكوين بعد نجاحهم في الامتحانات الكتابية و الشفوية ومتابعتهم للتكوين لأزيد من شهر، كما أثار مسألة تهديد الأطر النقابية من طرف مدير الأكاديمية كما هو حال مناضلي النقابة بطاطا، مشيرا إلى عدم تفعيل محاضر موقعة بين النقابة وذات المسؤول كما هو الأمر بشأن عدم تسوية الوضعية المادية و الإدارية لجميع أساتذة توظيفات مباراة 3 غشت إلى غاية اليوم، للإشارة ففي محضر سابق حدد متم ابريل 2010 كأجل لتسوية وضعية أساتذة هذه الفئة، واستغرب المتدخل إغلاق مدير الأكاديمية باب الحوار مع المكتب الجهوي مما يمثل خرقا للقوانين المعمول بها في إطار علاقة الإدارة بممثلي الشغيلة التعليمية، مختتما مداخلته بتقديم أمثلة لإحداث مؤسسات تعليمية دون تجهيزها مثل ثانوية التعليم الأصيل بكلميم. وفي الختام، شدد الرفيق اوبجا عبد الكريم على ضرورة التنسيق بين الجامعة الوطنية للتعليم وبين جمعيات الآباء ومع الإطارات النقابية الأخرى الراغبة في التصدي للخروقات، وذكر بالبرنامج النضالي المبرمج في شطره الأول، و مستغلا المناسبة لإعلان تضامن الجامعة الوطنية للتعليم مع الأساتذة الحاصلين على الإجازة في سياق معاركهم النضالية من اجل الترقية وتغيير الإطار.