يبدو أن التسيب و الفوضى قد وصلا مداهما في ثانوية مولاي رشيد التأهيلية في مدينة كلميم، حتى أصبحت سمعة هذه المؤسسة سيئة جدا لدى عموم المواطنين، و حتى لدى بعض رجال التربية و التعليم الغيورين على مستقبل بلدهم. من خلال تواصلنا مع مجموعة من التلاميذ و الأساتذة على السواء، تبين أن السيد رئيس المؤسسة ، و طوال هذه السنوات التي قضاها مديرا في ثانوية مولاي رشيد، لا هم له سوى انتظار تقاعده الذي أصبح وشيكا، حيث فهم منه جميع التلاميذ و كذا العاملين بالمؤسسة إشارة الضوء الأخضر، ليبدأ مسلسل طويل من الفوضى التي لا صلة لها بأمور التربية. و قد صرح لنا أحد الأساتذة أن باب الثانوية يظل مفتوحا على مصراعيه، حتى صار عادة لدى التلاميذ أن يتأخروا بنصف ساعة عن مواعيد حصصهم الدراسية، أما ظاهرة الغياب المستفحل فحدث ولا حرج، فالتلميذ الذي قد يتجاوز ساعات كثيرة في تغيباته، يمكنه و بكل سهولة الحصول على ورقة السماح بمتابع دراسته دون استدعاء ولي أمره أو حتى إبلاغه! و هذا ما يطرح علامة استفهام كبيرة حول دور المؤسسة في محاربة الظواهر الأخلاقية الخطيرة التي غدت مستشرية بين صفوف التلاميذ، في الوقت الذي يعتقد آباؤهم أنهم في حجرات الدرس! كعكة المدير للأسف أراد الجميع تذوقها، فصار من العادي أي أن يضيف عدد من الأساتذة أياما قبل و بعد العطل الرسمية، ناهيك عن تغيبات مستمرة لعدد منهم. أما دور الحراس العامين فأقل ما يقال عنه انه مخجل، حيث وصل بهم الأمر إلى إجراء تناوب منظم في تغيبهم عن العمل، بل الأدهى و الأمر، أنهم أقحموا في خطتهم بواب المؤسسة الذي صار بين الفينة و الأخرى يقوم مقامهم،و يستعطف الأساتذة من أجل السماح للتلاميذ المطرودين من حجرات الدرس بالدخول بحجة أن الحراس العامين متغيبون!! و حتى في حالات تواجدهم فإنهم يفضلون الجلوس في مكاتبهم للدردشة، تاركين التلاميذ في زوايا المؤسسة بدون حسيب ولا رقيب في أوضاع غير تربوية بتاتا. و في سؤالنا لأحد المواطنين الذي تدرس ابنته في هذه الثانوية، قال بأنه أصبح يخشى على مستقبل ابنته الدراسي، و أيضا على أخلاقها"..لقد حاولت مرارا، يقول، تنقيلها إلى ثانوية أخرى و لكنني لم استطع فاستسلمت للأمر الواقع". ونود الإشارة إلى أن مجلس التدبير، و الى حدود كتابة هذه الأسطر، لم ينعقد لا في دوراته العادية و لا الاستثنائية في خرق سافر للقوانين المعمول بها. السؤال نوجهه إذن للسيد النائب الإقليمي و للسيد مدير الأكاديمية، وصولا للسيد وزير التربية الوطنية، أين رقابتكم و مسؤوليتكم التي حملها لكم من وضعوا ثقتهم فيكم؟ و هل نجاح المدراء و من يليهم في المسؤولية، و الذين تنتقونهم بمعاييركم الخاصة، لا يعني في قاموسكم غير استتباب الأمن و لو كان على حساب تمدرس و أخلاق أبناء هذا البلد؟