وجه قيادي استقلالي، مقرب من عباس الفاسي، الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال، رصاصة الرحمة إلى نزار بركة الذي يقود «الميزان»، وسط عواصف تنظيمية، مصدرها قيادي وافد على الحزب من تخوم الصحراء. وقال العربي الشرقاوي، في رسالة استقالة اختار أن يوجهها إلى كل الاستقلاليين والاستقلاليات، حتى يكونوا على بينة من أسبابها، إن «زمرة من المحسوبين على الاستقلال، من طينة مخالفة لطينة أحرار الحزب، وهم عصابة من الانتهازيين والوصوليين والانقلابيين، يبذلون جهدا كبيرا لشراء ذمم مستضعفي الضمير من أجل أن يكونوا قدوة في كل شيء، وخصوصا في مراكز المسؤولية، ومن صناع القرارات، والآمرين الناهين في دواليب الحزب، لأنهم، وفي غفلة من الاستقلاليات والاستقلاليين، استولوا على الهيآت والمنظمات الموازية للحزب، وعلى مؤسساته المحلية والإقليمية والوطنية، وأضحوا يتحكمون في مصير الحزب». وقال الشرقاوي، الكاتب الوطني للشبيبة المدرسية، «إنه أصبح، مع هذه العصابة، مثل «مسيلمة الكذاب»، أي، بكل بساطة، ذاك المثال غير النموذجي لمناضلات ومناضلي الحزب، مما بات معه من اللازم أن أستعجل الانسحاب والتنحي من كل مسؤولياتي الحزبية، وأكون منسجما مع قناعات ومبادئ زماني الغابر، ليبقى كل الاستقلاليين والاستقلاليات أمام ما يمليه عليهم ضميرهم». وأضاف الشرقاوي، في رسالة استقالته، «شخصيا لا أطيق النفاق والكيل بمكيالين ولغة الخشب والمجاملة الضارة، أو الانبطاح والهرولة، لأني تعلمت الوفاء والصدق وقول الحقيقة وآمنت بالحرية». ومما سرع بقرار الاستقالة، ما أسماه الشرقاوي «المأساة» التي عاشها، السبت الماضي، بالقاعة المغطاة بمركب مولاي عبد الله بالرباط، حين «كنت شاهدا على تنحية المبادئ التي تربيت عليها، وعاينت اغتيال قوانين الحزب التي كانت عبر سنين القاسم المشترك الذي جمع كل الاستقلاليات والاستقلاليين، كيفما كانت مسؤولياتهم ومراكزهم الاجتماعية، رأيت بعض المناضلات والمناضلين الذين خبرتهم لسنوات ينبطحون أمام جبروت المال وأصحابه، والبعض الآخر مذهولا لما يقع لحزب علال الفاسي، ذلك الحزب الذي كان يلقب بضمير الأمة». ومضى يقول «شاهدت بعضا ممن صدرت في حقهم أحكام قضائية، كيف يقررون في مصير الحزب، تألمت كثيرا لأن الأمل الذي عشت من أجله تبخر في رمشة عين، لأن الحزب الذي ناضلت من أجله، لم يعد حزب الاستقلال الذي التحقت به». وخرج عادل بنحمزة، الناطق الرسمي السابق للحزب هو الآخر عن صمته، بخصوص ما جرى في اجتماع المجلس الوطني الذي «انتخب» اللجنة المركزية، وقال، إن «المجلس الوطني كان خيبة أمل كبيرة على أكثر من صعيد، والخلاصة أن هوية الحزب، تضيع بشكل أسرع من تشاؤمنا، ويتجذر فيه منطق ملوك الطوائف، وشكل مشوه لحزب فدرالي قام دائما على فكرة الوطنية». وقال بنحمزة، بعد خسارة حزب الاستقلال التنظيمية «بدأت أفكر جديا في المغادرة، مغادرة الجدران الباردة والخواء الفكري ورمادية المواقف والانتهازية الرخيصة والجبن السياسي واختزال السياسة والنضال في المكاسب والمصالح الشخصية وفي الجلوس مع من لا يجمعه بهوية الحزب، إلا الخير والإحسان».