الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب
بيان عقد المجلس الوطني للفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء و أمهات و أولياء التلامذة بالمغرب دورته العادية الخامسة بتاريخ 4 أبريل 2011 بالعيون' على هامش قافلة الوحدة و الملتقى الوطني الثالث لجمعيات آباء و أمهات و أولياء التلامذة المنظمين أيام 2-3-4-5 أبريل 2011 تحت شعار"المدرسة المواطنة في خدمة الوحدة الوطنية". إن المجلس الوطني الذي ما فتئ يدق ناقوس الخطر و ينبه المسؤولين و الرأي العام الوطني إلى الوضعية الكارثية التي آلت إليها أوضاع المدرسة العمومية؛ و بعد تدارسه للظروف التي مر فيها الدخول المدرسي الحالي؛ يسجل من جديد وبأسف عميق تفاقم الاختلالات البنيوية للمنظومة التربوية ببلادنا بالرغم من المجهودات المبذولة و الإمكانيات المادية و المالية المرصودة للقطاع. و يمكن إجمال أهم هذه الاختلالات في ما يلي: - ضعف التعبئة حول المدرسة - ضعف المردودية الداخلية و الخارجية للمنظومة التربوية - ضعف مؤشرات الحكامة الجيدة للمنظومة التربوية على أكثر من صعيد - التمادي في تشجيع التعليم الخصوصي على حساب المدرسة العمومية - تعثر انجاز ما نعتبره ايجابيا من مشاريع البرنامج الاستعجالي ( تأهيل المؤسسات القائمة' إحداث مؤسسات جديدة' إحداث داخليات أو توسيع الطاقة الاستعابية للمتوفر منها' وضع إستراتيجية للتعبئة و التواصل حول المدرسة...ألخ) - هدر المال العام المخصص لتمويل مختلف مشاريع البرنامج الاستعجالي - تفاقم ظاهرة الهدر المدرسي بمختلف أشكالها: التكرار و الانقطاع عن الدراسة - تفاقم ظاهرة هدر الزمن المدرسي بفعل الاحتقان الذي تشهده الساحة التعليمية( الإضرابات و الاعتصامات المتكررة لنساء و رجال التعليم من جهة، وبفعل أيضا تأخر الحركة الانتقالية وإعادة الانتشار على المستويين الجهوي والإقليمي عن موعدهما المناسب ببعض الأقاليم و الجهات...ألخ) - تراكم الخصاص في الموارد البشرية للقطاع ( مدرسون؛ إداريون و أعوان) و سوء تدبير المتوفر منها و كذا اللجوء لعدة تدابير و إجراءات لاتربوية لمعالجة المشكل: ° التوظيف المباشر ° إلغاء التفويج في المواد العلمية و حذف مادة الفلسفة في الجذوع المشتركة بعدد من الأقاليم و الجهات وكذا إلغاء مادة الترجمة ° تقليص عدد الحصص الأسبوعية لبعض المواد ° تقليص البنية التربوية للمؤسسات التعليمية و ضم الأقسام؛ مما عمق ظاهرتي الاكتظاظ و الأقسام المتعددة المستويات. إن المجلس الوطني إيمانا منه بأن إصلاح المنظومة التربوية ممكن مغربي من جهة' و بأن مغرب ما بعد 20 فبراير يقتضي اتخاذ قرارات جريئة و سريعة من جهة أخرى' يؤكد أن انقاد ما تبقى من مكتسبات المدرسة العمومية المغربية في أفق إعادة تأهيلها حتى تكون بحق قاطرة للتنمية البشرية المستدامة لن يتأتى إلا من خلال: - إعمال حقوق المتعلمات و المتعلمين' المنصوص عليها في العديد من الصكوك و المواثيق الدولية ذات الصلة؛ و على رأسها حقهم في المشاركة و الحماية و التنظيم و التعبير عن الرأي في كل ما يهم ظروف تمدرسهم. - إشراك ممثلي الأسر إشراكا حقيقيا و فعليا في كل خطط و برامج إصلاح المنظومة التربوية و بصفة عامة في كل ما يهم تدبير الشأن التربوي ببلادنا مركزيا' جهويا' اقليميا و محليا. - الرفع من قيمة النفقات العمومية المخصصة لقطاع التربية الوطنية بما يتلاءم مع متطلبات تأهيل المدرسة العمومية و مع تزايد أعداد المتعلمين. - توفير الموارد البشرية الكافية و المؤهلة؛ مع اعتماد خطة تحفيزية لها و وضع آليات للمراقبة و المساءلة لمختلف الفاعلين التربويين و الإداريين. - القطع مع المنهجيات و المقاربات التي أثبتت التجربة عدم فعاليتها و نجاعتها في تدبير المنظومة التربوية - اعتماد مبادئ الحكامة الرشيدة في وضع الميزانيات و خلال صرفها. إن المجلس الوطني إذ يؤكد تفهمه للمطالب المشروعة و المعقولة منها لنساء و رجال التعليم يعلن رفضه لاتخاذ المتعلمات و المتعلمين رهائن في النزاعات الاجتماعية و يهيب بالدولة و الفرقاء الاجتماعيين بوضع المصلحة الفضلى المتعلمات و المتعلمين و المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار و يدعو كل الأطراف إلى التحلي بروح المسؤولية من خلال التعجيل بحل الملفات المطلبية العالقة احتراما لقدسية حق بنات و أبناء المغاربة في التعليم؛ و يهيب بالنسيج الجمعوي للأمهات و الآباء للمزيد من التعبئة و اليقظة و الالتفاف حول ممثلهم الشرعي: الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء و أمهات و أولياء التلامذة بالمغرب' للدفاع عن المدرسة العمومية و عن حقهم الدستوري في تعليم أبنائهم وبناتهم تعليما ديمقراطيا جيدا و مجانيا.
العيون في 04 أبريل 2011 عن المجلس الوطني الرئيس محمد كنوش