يبدو أن كليميم أصبحت قبلة لتجارة المخدرات والتهريب الدولي ،وأن منتخبيها خصوصا النافذين منهم أصبحوا الوكلاء الحصريين لهذه التجارة الغير مشروعة،فقد كشفت جريدة الصباح في عددها الاخير تفاصيل جديدة ومثيرة عن عون السلطة المنحدر من إقليم اسا/الزاك والذي ضبطت بحوزته 154 كلغ من الشيرا على متن سيارة رباعية الدفاع(نيسان). وقالت "الصباح " أن كمين نصبته عناصر الدرك الملكي بكلميم أطاح بعون سلطة، أخيرا، أوقف متلبسا بمحاولة تهريب 154 كيلوغراما من مخدر الشيرا على متن سيارة رباعية الدفع، إلى مدينة صحراوية ، وتسليمها إلى شبكات للمخدرات لنقلها بحرا إلى جزر الكناري. وأفادت مصادر “الصباح” أن “المقدم” التزم الصمت أثناء تعميق البحث معه من قبل الدرك الملكي، وكان لكل مناسبة يتهم جهات بكلميم بوضع المخدرات في سيارة رباعية الدفع للانتقام منه، وواصل إنكاره بعد إحالته على النيابة العامة صباح السبت الماضي. وأكدت المصادر أن العون كان محط مراقبة من قبل مصالح أمنية ودركية بالمدينة، للاشتباه في تورطه في نشاطات محظورة، سيما بعد أن راكم ثروة مهمة في ظرف وجيز، إلى أن تأكد حدس المصالح الأمنية باعتقاله متلبسا بحيازة هذه الكمية الكبيرة من المخدرات والتي تقدر قيمتها ب300 مليون. وجاء إيقاف المتهم عندما استقل سيارة رباعية الدفع، تعود ملكيتها لأحد أبناء المدينة، في طريقه إلى مدينة ساحلية بالجنوب، واضعا لثاما صحراويا على وجهه، لإخفاء ملامحه، وفي الطريق صادف سدا قضائيا تشرف عليه عناصر الدرك، فحاول التمويه عليهم بحركات بيديه لفسح الطريق له للمرور، لكن دركيا أمره بالتوقف، فزاد في سرعة السيارة واخترق الحاجز بقوة. واضطر عدد من الدركيين المشرفين على السد القضائي، إلى امتطاء سيارة رباعية الدفع تابعة للمصلحة، ومطاردة المتهم في الطريق لمسافة طويلة، قبل أن يتمكنوا من إجباره على التوقف، وعند استفساره عن رفضه التوقف واختراق السد بسرعة كبيرة، ادعى أنه تلقى إشارة من دركي تسمح له بالمرور. وطلب من العون فتح الصندوق الخلفي لسيارته، فتحجج أن قفله معطل، وأنه في طريقه إلى إحدى مدن الصحراء لإصلاحه. لم تنطل الحيلة على الدركيين، الذين أصروا على فتح صندوق السيارة، وهو ما استجاب له المتهم في الأخير، ليكون الجميع أمام مفاجأة، إذ كان الصندوق مليئا بصفائح من مخدر الشيرا، تزن كل واحدة منها 100 غرام، وعند حجزها وقياسها بلغ الوزن الإجمالي للمخدرات المحجوزة 154 كيلوغراما. ونقل العون إلى مقر سرية الدرك بكلميم، لتعميق البحث معه بتعليمات من النيابة العامة، إذ التزم الصمت في البداية، بسبب صدمة اعتقاله، قبل أن يدعي أنه ضحية تصفية حسابات من قبل جهات، وضعت المخدرات في السيارة دون علمه. ولم تستبعد المصادر تورط جهات نافذة بالمنطقة في ترويج المخدرات، إذ استغلت صفة المتهم الموقوف لتكليفه بنقل هذه الشحنة المهمة من المخدرات، ووضع سيارة رباعية الدفع تحت إمرته، على أن يسلمها لأفراد شبكة، مهمتهم تهريب المخدرات بحرا إلى جزر الكناري، ومن ثم إلى باقي الدول الأوربية. وأشعرت عناصر الدرك المسؤولين الترابيين بكلميم باعتقال العون من أجل رفع تقرير إلى وزارة الداخلية لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حقه، في حين ما زالت عناصر الدرك تواصل تحرياتها لتحديد هويات شركاء العون بالمنطقة ومزوديهم بالمخدرات، من أجل اعتقالهم في أقرب الآجال.