بدأ المبعوث الجديد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية هورست كوهلر جولته من الرباط وسينتقل الى الجزائر ومخيمات تندوف وموريتانيا لتحريك المفاوضات حول مستقبل الصحراء الغربية، وكانت المفاجأة هو استقبال الملك محمد السادس للمبعوث الخاص وسط تكهنات كانت تفيد بالعكس. وحل كوهلر بالرباط أمس الاثنين لإجراء مباحثات مع المسؤولين المغاربة في أفق تحريك مفاوضات الصحراء، وتأتي جولته قبل تقديمه التقرير المقبل أمام مجلس الأمن لمعرفة مسار النزاع الذي لا يعرف حلا رغم كل المساعي الدولية. ولم تصدر الرباط أي بيان رسمي قبل الزيارة ونوعية المسؤولين الذين سيستقبلونه، وكانت المفاجأة أن ملك المغرب محمد السادس استقبله مساء الثلاثاء حسب بيان للديوان الملكي، وكان مرفوقا بمستشاره الرئيسي فؤاد علي الهمة ووزير الخارجية ناصر بوريطة. ولم يضف الدوان الملكي أي معلومات حول مضمون اللقاء. وشكل الاستقبال مفاجأة لأن ملك المغرب لم يستقبل خلال الأيام الماضية رئيس الحكومة الروسية مدفديف رغم وزن بلاده عالميا. وتم تعيين كوهلر مبعوثا جديدا خلفا للأمريكي كريستوفر روس الذي انتهت ولايته واحتج المغرب على وساطته واعتبره منحازا لأطروحة جبهة البوليزاريو والجزائر، وطالب بتغييره. وتولى كوهلر مناصب متعددة من قبل أبرزها رئيس المانيا. ويجهل الطريقة التي سيتعاطى بها كوهلر مع نزاع الصحراء الغربية، وكشف ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة أحمد البوخاري في تصريحات للصحافة الصحراوية أن كوهلر سيتبادل وجهات النظر حول مسلسل السلام مع أطراف النزاع لتكوين فكرة للعمل مستقبلا. ويعتبر نزاع الصحراء الغربية من النزاعات القديمة وسط الأممالمتحدة، وتطالب جبهة البوليزاريو باستفتاء تقرير المصير ويقدم المغرب في المقابل الحكم الذاتي الموسع للصحراويين لإنهاء النزاع. ويرفض كل طرف مقترح الآخر، ولم تنجح الأممالمتحدة في التوفيق بينهما. ولهذا، لا يسود التفاؤل وسط الأممالمتحدة حول مساعي المبعوث الجديد لأنه سيسقط في دوامة الجولات المكوكية بدون نتائج.