ظل مجال التعمير أحد النقط الإيجابية في مشاركة حزب العدالة و التنمية في تسيير دواليب جماعة طانطان حيث استطاع الأخ ماء العينين اعبيد المفوض له بتدبير هذا الملف ( رغم النقص و العيب الذي اعترى هذا التفويض ) خلق دينامية جديدة في قسم التعمير من خلال إحداث الشباك الوحيد و الحد من فوضى التعمير بالمنطقة و كان من وسائل ذلك اعتماد الكفاءة و النزاهة في اختيار مسؤول هذا القسم الذي يعد البؤرة الأساسية التي ينتعش فيها لوبي الفساد و العقار ( الترامي على أملاك الغير و التجزئات السرية ...) مجهودات الأخ أعبيد و التزامه بتطبيق القانون و التطلع إلى واقع عمراني جديد بطانطان و الذي سيبلور بتدخل مختلف الشركاء خاصة الوكالة الحضرية من خلال إخراج تصميم التهيئة للوجود و الذي سيضفي جمالية على المدينة و سيخلق طفرة نوعية على صورة المدينة و فضاءاتها المختلفة ،وبعدها العمل على تمكين المواطنين من تحفيظ عقاراتهم التي اعتبرها لوبي الفساد لعقود لقمة صائغة يختطفونها دون حسيب و رقيب ، و للتصدي لهاته الطموحات الكبيرة و الواعدة تحرك لوبي الفساد بكل قوة و ضغط على الرئيس (الصورة) الذي يخاف على مشاريع شركته أكثر من حرصه على القانون أو مصالح الساكنة و رضخ في الأخير للوبي العقار و أعفى المسؤول عن قسم التعمير مما سيؤدي إلى آثار سلبية و خطيرة نلخصها فيما يلي : • عودة قوية لفوضى العمران بالمنطقة و إلى سياسية الأظرفة تحت الطاولة و انتعاش جيوب جميع الشركاء المستفيدين من هذا الوضع و خاصة لوبي العقار الذي سيحرر مشاريعه العمرانية العشوائية التي عطلت منذ وصول ماء العينين عبيد إلى قسم التعمير . • إعفاء هذا المسؤول الذي يشهد له الكثيرون بالنزاهة هو عقاب كذلك لجميع الموظفين بالجماعة ( رغم قلتهم فالأغلبية هي عبارة عن موظفين أشباح ) فرسالة الرئيس للجميع هنا هي أن الموظف المثالي المرضي عنه هو الذي يساير الفساد و لوبياته ولتذهب الكفاءة و النزاهة و الجدية إلى الجحيم . • القضاء على النفس الإصلاحي لدى حزب العدالة و التنمية بالجماعةو استدراجه ليتعايش مع هذا الوضع الذي ستدافع عنه الأكثرية بحجة التدرج و المصلحة العامة و غيرها من مفردات الانبطاح و التنازل و الاستسلام دون إبداء مواقف قوية و حازمة . أخيرا لقد أكد رئيس جماعة طانطان بممارساته بما لا يدع مجالا للشك تنكره لجميع التزاماته مع حزب العدالة و التنمية و خالف العهد الذي قطعه معهم بخدمة التنمية و مصالح الساكنة إلى الحرص الشديد و الأوحد على حماية مصالحه و الدفاع عن مشاريع شركته ، وكذلك العمل بمنطق مدير الشركة وليس كمنتخب و مسؤول له حلفاء في تدبير الشأن العام ، بالإضافة إلى التمادي في السلطوية و الاستفراد بالقرار و التلاعب بحليفه الذي أوصله إلى الرئاسة من خلال استقطاب أربعة من عناصره الضعيفة ، أمام هذا الوضع الكارثي و حتى لا يموت هذا الحزب و يتيه في دوامة الفساد و مصالح الرأس مال و لوبي العقار ، وحتى لا يضيع الزمن السياسي بالتسويف و المهادنة و الجري وراء مصالح متوهمة زائفة و بعيدا عن المواقف الضعيفة المهادنة لا مناص و لا مفر من قرار تاريخي مشهود شجاع بالخروج إلى المعارضة و بداية معركة جديدة لفضح كل التجاوزات و كشف جميع الملفات وفاء لمبادئ الحزب و لأصوات الساكنة التي رأت في حزب العدالة و التنمية أمل طانطان في التنمية و المستقبل الزاهر على مختلف الأصعدة . _____ * عضو حزب العدالة و التنمية و نائب الكاتب الإقليمي للشبيبة بطانطان .