في قرار مفاجئ هذه المرة، ألغى الملك المغربي محمد السادس مشاركته في القمة العربية التي تحتضنها الأردن رغم أن نظيره الأردني الملك عبد الله انتقل الى المغرب الأسبوع الماضي ليقنعه بالمشاركة، ويفضل ملك المغرب العمق الإفريقي في سياسته الخارجية على الاهتمام بالقضايا العربية. ونقلت جريدة “الأيام 24″ المغربية اليوم عن مصدر دبلوماسي مغربي أن جميع التحضيرات كانت قد اتخذت للمشاركة في القمة العربية، وفي آخر المطاف قرر الملك عدم المشاركة وتعيين شخصية سامية لتمثيله في القمة التي كان يفترض أن تكون “قمم الملوك العرب”، ولم يصدر بيان عن مكتب الملك محمد السادس يوضح فيه أسباب عدم المشاركة. ويعتبر القرار مفاجئا لأن الأنظمة الملكية كانت ترغب في الخروج موحدة من هذه القمة، وتبرر مصادر مغربية بعدم فعالية وجدوى القمم المغربية. وكان ملك المغرب قد اعتذر السنة الماضية عن احتضان القمة العربية ويرفض الآن الملك المشاركة، مما يعني بداية الطلاق صامت بين المغرب والجامعة العربية. ويأتي قرار الملك في وقت يتحرك فيه على المستوى الإفريقي في جولات طويلة ولكن يمتنع عن زيارة الدول العربية باستثناء الإمارات العربية بين الحين والآخر، ويتميز محيط الملك محمد السادس بوجود شخصيات سياسية لا ترغب في تعزيز العلاقات مع العالم العربي كثيرا لأنها مصدر التوتر ولا تنفع المغرب البعيد جغرافيا عن الشرق الأوسط ولكنه يقدم الكثير سياسيا وأمنيا. ومن عادته، لا يحضر الملك محمد السادس القمم الكبرى ويفضل الزيارات الثنائية، ومن المرة القلائل التي حضر فيها قمة كبرى كان خلال شهر يناير الماضي في قمة الاتحاد الإفريقي بعد قبول عودة المغرب الى حظيرة هذا التجمع القاري بعد غياب 33 سنة بسبب قبوله عضوية جبهة البوليزاريو.