مر المغرب من امتحان عسير في القمة العربية-الإفريقية التي احتضنتها غينيا الإستوائية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، فقد رفضت كل الدول الإفريقية بما فيها الصديقة للمغرب الانسحاب احتجاجا على مشاركة جبهة البوليزاريو كعضو في اللقاء. ويقوم ملك المغرب محمد السادس بجولات شملت خلال الشهور الأخيرة دول أفريقية منها صديقة للمغرب وأخرى لا تجمعه بها علاقات جيدة، ويهدف من وراء تحركاته تعزيز موقف المغرب وسط الاتحاد الإفريقي عندما سيتم المصادقة على عودته كما يهدف الى محاصرة الجزائر والبوليزاريو. وكانت قمة الجامعة العربية-الاتحاد الإفريقي امتحانا لتحركات المغرب قي القارة الإفريقية وهل ما تقوله به من تحقيق مكتسبات سياسية كبيرة سيفيدها في تجميد البوليزاريو وسط الاتحاد الإفريقي. فقد احتج المغرب على حضور البوليزاريو القمة، وتحضر هذه الحركة التي تمتلك صفة الدولة في الاتحاد الإفريقي، لأول مرة قمة عربية-إفريقية. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد حال دون حضورها سنة 2010 كما منعت الكويت البوليزاريو من الحضور سنة 2013. لكن غينيا الإستوائية لم تستطع اتخاذ نفس القرار لأن البوليزاريو تتمتع بالعضوية كدولة، والقمة تجري في دولة إفريقية. وانسحب المغرب من القمة، واتخذت الدول الملكية العربية نفس القرار وهي السعودية والأردن وقطر والإمارات العربية وعمان ثم اليمن والصومال تضامنا مع المغرب. وكانت المفاجأة هو عدم انسحاب أي دولة إفريقية من القمة تضامنا مع المغرب. فقد بقيت الدول العربية الإفريقية وهي مصر وتونس وليبيا والجزائروموريتانيا. وكان رئيس موريتانيا محمد بن عبد العزيز أكثر المدافعين عن بقاء البوليزاريو في القمة. وبقيت الدول الإفريقية الحليفة للمغرب وبالخصوص السينغال والغابون. وجرى نقاش بين الدول العربية والإفريقية، وقالت بعض الدول الإفريقية وبالخصوص الجزائر وجنوب إفريقيا أن القضية الصحراوية للأفارقة مثل القضية الفلسطينية، فكليهما يتعلقان بتصفية الاستعمار. وترفض دول عربية مثل السعودية والإمارات هذه المقارنة لأنها ترى في البوليزاريو حركة انفصالية. وتستغرب مصادر سياسية للاتحاد الإفريقي عن موقف المغرب الذي يقبل بالعودة الى الاتحاد رغم استمرار البوليزاريو في عضويته، وموقفه من حضور الجبهة في اللقاء العربي-الإفريقي. وتعتقد هذه المصادر في أن ثنائية المغرب-البوليزاريو ستهيمن على أجندة الاتحاد الإفريقي بمجرد عودة المغرب الى الاتحاد، وسيكون الأخير مطالبا بالبث النهائي لوضع حد للجدل حتى لا تتأثر أشغال الاتحاد مستقبلا.