صحراء بريس/عن الجمعية نداء لكل الجمعيات، والفاعلين الجمعويين بوادنون في يومهم الوطني يشكل 13 مارس، اليوم الوطني للمجتمع المدني، محطة سنوية لإبراز الوظائف المتميزة ،والخدمات الجليلة التي تقدمها مختلف فعاليات المجتمع المدني، خدمة لقضايا الشأن العام.إذ تعتبرجمعيات المجتمع المدني رافعة أساسية في مسيرة بناء تنمية وطنية فاعلة ، لا نختلف البتة فيها ، لكننا ننقسم شيعا وقبائل في الإجابة عن مجموعة من الأسئلة الحادة التي تهمنا جميعا.فهل اكتملت شروط الوعي المدني في بلادنا ؟ وهل الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني النشيطة تستهدف تعزيز الحريات؟ أم لها رؤية نفعية لاقتسام منحة الريع / الدعم ؟ هل الدولة تدفع بالجمعيات المدنية للقيام بدورها الطلائعي؟ ام إلى مزاحمة الأحزاب السياسية والنقابات بالتدافع نحو استقطاب المريدين؟ هل جمعيات المجتمع المدني بلغت سن رشدها؟ / ان ضرورة مأسسة العمل الجمعوي وإصباغه بالديمقراطية والشفافية هو مطمحنا جميعا. لكن لازال الواقع يأبى ذلك، لان الخطاب التضليلي يهيمن، و يجبر الحقل الجمعوي على التراجع والتدجين. فعلى المستوى الوطني لا زلنا نسجل الاقصاء مع سبق الاصرار، للجمعيات المشهود بجديتها، والمعروفة بنضاليتها، من اجل استقلال الفعل المدني. وسيادة قيم المساواة واحترام حقوق الانسان. كما لا يزال التضييق ممارسا على الجمعيات والتنظيمات النسائية، والحقوقية، وعلى جمعيات المعطلين. وكم من الجمعيات الفاعلة والمتفاعلة مع هم المواطنين وقضاياهم ،لا تحضى ولو بتغطية اعلامية لأنشطتها؟ ان الواقع يجعلنا نعيش نوعا من النكوص والتشويه للحقل الجمعوي، مما اصبح يملي علينا وبشكل ملح اكثر من أي وقت مضى الابتعاد عن الخطابات المنحرفة والمحكومة بثنائية الريع والحق . اننا في وادنون لانخرج عن السياق العام لما يعيشه الحقل الجمعوي عموما. فعلى المستوى المحلي نسجل مجموعة من الاختلالات التي عانت و تعاني منها المدينة لعل اهمها: - مرور سنة على استشهاد شهيد حركة المعطلين بكليميم، ابراهيم صيكا ، وما تعرض له رفاقه ، ويتعرضون له ،من تضييق وتكميم لأصواتهم والاجهاز على حقهم بشتى الوسائل وصلت حد التفرقة و التفتيت والدخول في مرحلة العمل على الذوبان الكلي، - التضييق على مجموعة من الاطارات الجمعوية الحقوقية، وحرمانها من التعبير عن مواقفها ،من القضايا والاشكالات وهو ما يعتبر مناقضا للخطاب الرسمي . - الاستمرار في انتهاك مجموعة من الحقوق، على راسها الحق في الشغل . والحق في التظاهر ، كما لا يزال اهدار المال العام قائما ( الانعاش الوطني ) نموذجا. - تردي قطاع الصحة بالمدينة والجهة عموما، واجهاض حلم الجامعة . - غياب اي ترافع جدي للفاعل الجمعوي، امام المؤسسات المنتخبة في اطار الديمقراطية التشاركية،المعززة والمؤطرة للديمقراطية التمثيلية... ((تفعيل التدابير و الادوار التي جاء بها الدستور: الحق في تقديم العرائض ،المبادرة التشريعية الشعبية،والديمقراطية التشاركية،ومراقبة السياسات العمومية وتقييمها،ومجلس الحياة الجمعوية وغيرها؛)) - غياب قواعد وضوابط ،وانعدام المساواة ،بين الجمعيات في توزيع المنح المالية ، فبدلا ان تمر هذه المنح عبر خانات العمل الجاد ،و عبر النتائج النوعية لعمل الجمعيات يتم الامر عبر الموالاة ، وعبر العطف والمحاباة. ووضع معيار ،هدا معي وانت ضدي . - غياب القاعات وانغلاق ابواب المتواجد منها ،في وجه مجموعة من المبادرات ، ونهج سياسة الكيل بمكيالين في الترخيص للانشطة . - بلقنة الحقل الجمعوي وتسخير بعض الجمعيات خدمة للمصالح والاهواء بما يتوافق مع بعض الجهات المنتخبة. كثيرة هي الاختلالات..والهموم الجمعوية منها ماهو داتي صرف وماهو موضوعي . لدا نغتنم المناسبة- اليوم الوطني للمجتمع المدني -، لنتوجه لكل الجمعيات والتنظيمات الجمعوية ، من اجل ايصال رسالة عبر هدا النداء ، مفادها ،ان الجمعيات هي بمثابة مدارس للتربية المدنية وايضا لتكوين الاطر السياسية، وللفعل الجاد والمبادرات الحية والهادفة والاجنحة التي يجب ان تحتوي الفعل السياسي وتحتضنه بما يخدم المصلحة العامة ويخدم الناس . - اننا في جمعية منتدى المدينة نتوجه الى كافة الجمعيات ولكل الفاعلين بتجاوز الخلافات الضيقة، والصراعات المقيتة ، والالتفاف بروح من التعاون والتضامن ، وتوحيد الجهود ، والانخراط في بناء فضاء ،للنقاش العام والعميق .من اجل تشخيص العلل ، وتقييم مشترك للواقع الوادنوني .بمايخدم مصالح الساكنة و المدينة والاقليم وايضا الجهة . - العمل على التشبيك الجمعوي الهادف، من اجل بلورة استراتيجية جمعوية تنموية حقيقة. والدفاع عن المصلحة والحقوق. - تكثيف الجهود والتنسيق من اجل الدفاع عن قضايا الساكنة ومعالجة الاوضاع المزرية للقطاعات الحيوية كالصحة و الجامعة وغيرهما؛ - بناء القدرات ،والتعاون ،من اجل الضغط على كل المصالح المعنية، من منتخبين ،وسلطات ،وادارات .من اجل بلورةتصورات، واهداف المجتمع المدني. وفق مقاربة تشاركية حقيقية،للحد من اهدار المال العام ،وخلق فرص للعمل وتشجيع المبادرات، الرامية الى المساهمة في عملية التنمية،و ذلك عبر خلق وحدة جمعوية متراصة الصفوف. - تخليد يوم للفاعل الجمعوي المحلي ،من اجل التقييم والتشجيع والتطوير. للفعل والفاعل الجمعوي. - خلق مبادرة ترمي الى تنظيف الحقل الجمعوي من الطفيليات ،ورد الاعتبار للعمل الجمعوي الجاد والهادف . وفي الختام ،تحية تقدير منا ،وعرفان، لكل الجمعويات ،والجمعويين، ولكل الفاعلات والفاعلين. الغيورين والشرفاء والملتزمين بقضايا سكان ومنطقة وادنون .ومزيدا من العطاء والفعل . وكل عام وانتم فاعلون ،مناضلون. حرر بكليميم يوم 13 مارس 2017