الكلام عن المجالس التمثيلية الثلاث بكليميم يكاد لا ينتهي، والإنصات لكلمات المنتخبين بها وتصريحاتهم التي تتناقلها مواقع السوشيال ميديا، يدفعك نحو شعور يخبرك بأن هؤلاء مثل تلاميذ المدارس ألابتدائية تشابه إلى حد كبير، فرحة تلاميذ الابتدائى وهم فى طريقهم إلى المدرسة وعلى ظهورهم «المحفظة» الثقيلة بمحتوياتها تدمر العمود الفقرى كما تدمر العقل تماماً، مثلهم فى ذلك مثل من يجلسون في مقصورة المجالس التمثيلية يدخل اليوم إلى دورة المجلس و فوق كتفه أمانة ثقيلة، جزء منها يخص الناخب الذى منحه صوته، والجزء الآخر يخص المنطقة بأكملها. بعض المستشارين الجماعيين والجهويين يحملونها هكذا أمانة يدركون جيداً أنها قد تتحول إلى قنبلة قد تنفجر فى وجوههم إذا خانوها، وقد تنقش اسماءهم في صفحات التاريخ، إن صانوها، والبعض الآخر من المستشارين يدخل إلى الدورة وهو يحمل فوق ظهره «المحفظة» فيها كل شىء إلا الوعود التى هتف بها فى الحملات ألانتخابية والتصريحات التى أدلى بها إلى المواقع ألالكترونية، ولكن يبقى أهم ما فيها بالنسبة للمستشار(ة) وهو ألامتيازات وما أدراك ما ألامتيازات وما يمكن أن تفعله بالبشر، مثلها مثل «محفظة» تلاميذ الابتدائى قادرة على تدمير العمود الفقرى للمنطقة ، وعقلها الرقابى. إليك أكتب هذه المرة عزيزى المستشار، تذكر وأنت فى طريقك إلى دورة المجلس البلدي أو الاقليمي أو الجهوي.. أن الذى جاء بك حيث أنت هو صوت مواطن بسيط فقير يريد منك أكثر من مداخلة، أو حتى كلمة ساخنة، أو تصريحات مثيرة لصحفي أو جريدة، وتذكر ياعزيزى أن الذى جاء بك إلى حيث الكرسي، قادر على أن يسحب الكرسى مرة أخرى وأنت بنفسك قد شاهدت كيف فعلها مع سياسيين أكثر منك قوة ونفوذا وجبروتاً،ولكم في الحصان البرتقالي وتلميذه عبّرة لمن يعّتبر. عزيزى المستشار، هذه مراجعة أخيرة قبل أن تدخل لدورة المجلس وتلتقطك عدسات المصورين، تذكر جيداً أن هذه المؤسسات التمثيلية التي جاءت بعد انتخابات شتنبر 2015 تختلف عما هو ماض وما هو مقبل فى عمر هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا، والخطأ داخلها يأخذ صاحبه أو يأخذ المؤسسة بأكملها إلى مزبلة التاريخ، فتذكر جيداً ماهو تالٍ. - لا تنصب على الناس بوعود بالواسطة لحل مشكل يواجهونه (رخص بناء،تجاوز القوانين والنظم المعمول بها،...). - لا تجعل من وجودك بالبلدية أو الجهة ستاراً لنهب أموال الدولة، أو مجرد فرصة تسمح لك بالحصول على تسهيلات لعقاراتك وأراضيك أو امتيازات خاصة مقابل بيع ذمتك. -لا تجعل اكثر همّك سيارة جديدة وضع عليها لوحة ترقيم خاصة لتمييز نفسك عن المواطنين، والعبور من نقط مراقبة المرور دون أن يحقق أحد فى مخالفتك. -لا تتغيب أبداً عن ابناء دائرتك وحاول حل مشاكلهم، ولا تتوقف عن النزول إلى المقاهى والأحياء التى توسلت فيها للناخب من أجل الحصول على صوته. -تعلم جيدا أن الكرسي وإن طال جلوسك عليه، فهو زائل لا محالة، فلا تفقد سمعتك و مُرُوءَتك من أجل شيء زائل. - تذكر دائما ً أن ديننا الحنيف يذم مخلف الوعد ،وأن من أخلف الوعود للساكنة يفقد رجولته قبل أن يفقد مقعده. ختاماً،فلتعلم عزيزي المستشار أن تمثيل الناس في مؤسسة منتخبة تكليف وليس تشريفا، لا يقدر عليه إلا أصحاب الهمم العالية والنفوس الشريفة الرفيعة،و لا تنسى أن هناك شريحة واسعة من اهل المنطقة تناضل لمحاربة الفساد، وأنت أحد أسلحتها فى هذه المعركة ، فلا تخذلها وتكون سلاحاً عليها لا لها. اخر الكلام: قال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، عندما تولى الخلافة،: "أيها الناس: إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حسن فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم، ألا إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له، وأضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه ".