إن المنطق الأرسطي الرياضي القويم يفيد بأن لكل سبب مسبب ولكل نتيجة منتج ولكل حاصل محصل ولكل خاتمة مقدمة ومن يقول بغير ذلك فهو واهم وغالط ومتعامي كمن يحاول تغطية الشمس بالغربال مثلما تفعل النعامة التي تخفي رأسها في الرمال وهي تعتقد أن ذلك يقيها من الخطر المحدق بها . إن بداية القلاقل والأحداث والاحتقان والانفلات الأمني الذي يحدث هنا بمدينة أكلميم وضواحيها وبربما هناك في مدن أخرى تعيش على الهامش الإقتصادي والتنموي والإجتماعي والثقافي مرده ومبعثه إقدام بعض المسؤولين ومن سمو ب " المنتخبين " على استغباء المواطنة والمواطن والتقليل من مواطنته وإنسانيته وكينونته واحتقاره والتعامل معه على أنه مجرد شيء تافه لا يستحق استقباله ولا الحديث معه ولا إقناعه وأحرى تلبية حاجاته والاستجابة لطلباته اليومية وما أكثرها . والصبي والشابة والشاب وهو يستمع وينصت يوميا إلى تظلمات أمه ووالده الذي يتعرض للإهانات والإذلال أينما حل وارتحل في الإدارة المحلية وإدارة البلدية وإدارة المستشفى وفي المؤسسة التربوية وفي بقية المكاتب العمومية والشبه العمومية كإدارة الكهرباء والماء وغيرها سواء أثناء بحثه عن وثيقة يستعصي الحصول عليها بدون رشوة أو تدخل أو تهييء ملف للبناء أو نشدانا لوثيقة او بحثا عن عمل أو أي غرض آخر من الأغراض الحياتية الضرورية ، هؤلاء الشباب الذين ليست لهم قدرة التحمل والصبر وتقبل الواقع على مرارته يصرفون ضغوطات آبائهم وأمهاتهم بأساليبهم وطرقهم الخاصة في تمزيق جلود كراسي السينما مثلا وتلطيخ جدارات أو جدران الإدارات العمومية ومساكن الخواص والخروج إلى الأحياء والشوارع والأزقة للعبث وإلحاق الخسائر بالممتلكات العامة . ومواطنو مدينة ومنطقة أكلميم عموما عمالا وفلاحين وطلبة ومعطلين وعاطلات وعاطلين يعيشون كأسرة واحدة تتبادل الحديث والأفكار والرِؤى والتساؤلات حول صينية وطبلة أتاي المهيأة بالجيمات الثلاثة ( جمر + جر + اجماعة ) على عادة ساكنة باب الصحراء ، تخرج بالخلاصات والاستنتاجات عن هذه الأحوال والظواهر سواء تعلق بالأشياء أو ارتبط بالأشخاص والذوات ، ويتساءلون مع انفسهم وذواتهم فكيف يقبل مواطن متوسط التفكير مثلا أن يبلغ الغنى والثرى من الثروة مداه ومراتبه العليا لدى بعض " منتخبي " مدينة أكلميمى فيملك في سنوات قصيرة ومعدودة القصور في المدينة وفي مسقط رأسه ويملك قطيعا كبيرا من الإبل ويستحوذ على مساحات شاسعة من الأراضي والعقارات ويهرب كميات هائلة من المحروقات إلى ضيعات سوس والحوز وخزاناتها وسراديبها وبيعها في محطة مقابلة لإدارة الأمن الوطني مع أن الجميع يتحدث عن سحب واحتفاظ شركة التوزيع لرخصتها إضافة إلى إنفاقه اليومي للأموال الطائلة وإخداقها على مريديه وأتباعه ومنيري وفاسحي الطرق والسبل ومدللي الصعاب من أمامه حتى اعتلى وتربع على كرسي الثروة والغنى الفاحش وغدا بعض أبناء أسر وعائلات قبائل تاكنا مجرد أتباع يتحذلقون من أمامه وخلفه ويحيطون به في اجتماعاته وتنقلاته وسفرياته . وكيف تتقبل أكثر من ( 15 ) عائلة طرد بناتها وأبنائها من البلدية وحرمانها من قوتها اليومي ولمدة تربو عن سبع سنوات ويتعرض المستثمرون للصد والإهانة والحرمان من مجرد مقابلة بسيطة قد يحضون بها من موظف كبير في الإدارة المركزية بالرباط ولا يظفرون بها في أكلميم بل تكون من نصيب المقاولين والحاشية والأتباع ممن تفوت إليهم الصفقات وتمنح لهم التسهيلات والإمتيازاتا مثل مقاولة المسمى الخميمي/الخراز صاحب مقاولة " إديعيش " الوهمية ، أسئلة كثيرة وكثيرة يطرحها المواطن الكلميمي وهو يشاهد الغنى الفاحش والبذخ المنقطع النظير يتناثر ويطفح ويفيض في قصر تاييرت العظيم وجنباته وهو متحصل من اقتصاد الليل من تهريب للمحروقات والإبل والجمال والسلع وأشياء أخرى ... هذا القصر الذي أحاطته أنواع مختلفة من قوات الأمن منذ الثلث الأخير من شهرفبراير بالعناية والاهتمام وضربت عليه حصارا أمنيا لم تنله لا مدارس ولا مؤسسات الدولة ولا الإقامة الملكية ولا الأملاك الخاصة للمواطنين ، الشيء الذي أثار حفيظة ونقمة الجميع ممن يلاحظون هذه الهالة والحظوة الأمنية الخاصة التي أصبحت حديث الخاص والعام في الدور والمقاهي وفي مختلف المحافل والمناسبات بل وطغت حتى على الأحداث الدولية بالرغم من محاولة التعمية وصرف الأنظار في حديث قناة العيون الجهوية والاجتماع المفاجئ لرئاسة الجهة في قاعة الجهة ومواجهة المواطنين بالعويل والصياح للغته الخشبية . إن اللغة والحديث والطريقة الوحيدة المقبولة لدى الرأي العام المحلي والتي يفهمها ويتعامل بها شباب الفايسبوك والأنترنيت أو الشبكة العنكبوتية هي الصراحة والوضوح والشفافية دون غيرها من أساليب اللف والدوران ولأن الحقيقة واحدة أما الكذب فمتعدد لكن حبله قصير فلا يمكن استعمال لغة وأدوات الحرس القديم الذي يعرقل بأساليبه العتيقة خطوات التنمية والتقدم التي ينشدها العهد الجديد بقيادة الملك الشاب محمد السادس .