بقديم ː في خضم الحديث عن الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين ببلادنا ‚ ارتأينا المساهمة من جانبنا بهدف إثراء النقاش والمساعدة على الفهم و ربما التهيؤ لبعض المباريات و الامتحانات المهنية. على ان التعريفات و المفاهيم التي نتبناها ليست لغوية محضة بقدر ما هي تقنية مستعملة في ميدان الإدارة الإستراتيجية( strategique management Le). الرؤية ː هي التصور المستقبلي للأشياء و هي عنصر أساسي في الإدارة الإستراتيجية. الإستراتيجية ː خطة و فن إدارة العمليات و هي بذلك آلية تطبيق الرؤية. وبناءا عليه فان الرؤية الإستراتيجية هي تصور إستراتيجية أو مجموعة استراتيجيات مستقبلية يروم من خلالها المسيرون تحقيق أهداف المنظمة(1). سنحاول في إطار مبحثنا هذا أو مقالتنا هاته إن نعالج مسألة الرؤية الإستراتيجية من خلال المحورين التاليين ː 1)الرؤية الإستراتيجية في علوم الإدارة الإستراتيجية. 2) الرؤية الإستراتيجية 2015/2030 بقطاع التربية و التكوين بالمغرب. المحور الاول ː الرؤية الإستراتيجية في علوم الإدارة . تعد الرؤية الإستراتيجية أهم خطوات رسم فلسفة المنظمة, على اعتبار أنها تمكن اجراء تنبؤات دقيقة أو قريبة الى الواقع اعتمادا على أدوات علمية ( رياضية, إحصائية و محاسباتية ) مضبوطة. في مجال التدبير و التسيير الإداري فان تبني رؤية إستراتيجية ما يتم عبر مراحل يمكن إجمالها فيما يلي ː أ_ مرحلة إعداد الرؤية. تتبع خلالها عدة خطوات أبرزها ː 1_ التحليل الاستراتيجي يتم خلاله تحليل بيئة المنظمة ( الشركة, المقالة او المؤسسة ) الداخلية كما بيئتها الخارجية من خلال المصفوفة المشهورة SWOT (2) والتي تقوم على تحديد الفرص و التهديدات و مقارنتها بعناصر القوة والضعف و هو ما يعني تحليل الوضع العام للمنظمة. نقاط الضعف _ ...................... _....................... _....................... نقاط القوة _ الموارد البشرية _ الموارد المالية و المادية _التكنولوجيا الداخلية
التهديدات _..................... _..................... _..................... الفرص _ الاستقرار السياسي _ العوامل الاقتصادية _ العوامل الاجتماعية والثقافية _ البنيات التحتية
التحليل الاستراتيجي للمنظمة يمكن أن يكون ايضا من خلال مصفوفة PESTEL (3) . ب_ مرحلة صياغة الاستراتيجية . بعد تحديد العوامل المؤثرة في بيئة المنظمة داخليا و خارجيا ومقارنة نقط القوة و الضعف والفرص و التهديدات تتم صياغة الإستراتيجية الملائمة . ج_ مرحلة تنفيذ الاستراتيجية . عقب تحديد الإستراتيجية يتم تنفيذ وأجرأة مراحلها من خلال تنزيل بنودها و تطبيقها واقعيا. إلا أن الطريق ليست دائما مفروشة بالورود فقد يظهر أنها غير فعالة حينها يتم التخلي عنها فتصبح متجاوزة (deduite strategie) ليلجأ المسؤولون إلى إيجاد إستراتيجية منبثقة (emergente strategie) بهدف تصحيح المسار للوصول دائما لنفس الهدف. د_ مرحلة الرقابة وتقييم الاستراتيجية . في اطار كونها جزء لا يتجزأ من عملية الإدارة الإستراتيجية فان مرحلة الرقابة و التقييم تأتي أساسا بهدف التأكد من صحة التفكير و دقة التخطيط وكفاءة التنفيذ و التأكد من جودة الإستراتيجية و جودة الأداء الفعلي ومدى مطابقته للمخطط المستهدف. المحور الثاني ː الرؤية الإستراتيجية 2015/2030 بقطاع التربية و التكوين . بعد الميثاق الوطني للتربية و التكوين و المخطط ألاستعجالي اللذين لم يحققا الأهداف المرجوة , ارتأى المسؤولون عن المنظومة التربوية بالمغرب اللجوء إلى إصلاح جديد تمثل في انجاز رؤية إستراتيجية انبثقت عن المجلس الأعلى للتربية و التكوين. و كما هو موضح أعلاه كان لزاما المرور بمراحل وضع خطة إستراتيجية ( رؤية , إستراتيجية , تنفيذ ثم رقابة ) أ) مرحلة إعداد الرؤية. الرؤية شكلت على أساس الرهانات التالية ː * ترسيخ الإنصاف و تكافؤ الفرص. * مدرسة الجودة للجميع. * مدرسة الارتقاء الفردي و المجتمعي.
ب) مرحلة صياغة الإستراتيجية . تقوم الإصلاح على ثلاثة و تدبير تتوزع إلى تسعة محاور. المحور الأول ː التمكن من التعلمات الأساسية. التدبير الأول ː تحسين مسارات تعلم جديدة للسنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي. التدبير الثاني ː عتبات الانتقال بين الأسلاك التعليمية. المحور الثاني ː التمكن من اللغات الأجنبية. التدبير الثالث ː تقوية اللغات الأجنبية بالثانوي الإعدادي و تغيير نموذج التعلم. التدبير الرابع ː المسالك الدولية للباكلوريا المغربية. المحور الثالثː دمج التعليم العام و التكوين المهني وتثمين التكوين المهني. التدبير الخامس ː مسار اكتشاف المهن. التدبير السادس ː المسار المهني بالثانوي الإعدادي. التدبير السابع ː الباكلوريا المهنية. التدبير الثامن ː التوجيه نحو التكوين المهني. المحور الرابع ː الكفاءات العرضانية و التفتح الذاتي. التدبير التاسع ː مؤسسات التفتح ( الأنشطة الثقافية و الفنية و الرياضية و اللغات ). التدبير العاشر ː روح المبادرة و الحس المقاولاتي. المحور الخامس ː تحسين العرض المدرسي. التدبير الحادي عشر ː تأهيل المؤسسات التعليمية. التدبير الثاني عشر ː توسيع العرض التربوي. التدبير الثالث عشر ː المدارس الشريكة. التدبير الرابع عشر ː التعليم الأولي المحور السادس ː التأطير التربوي. التدبير الخامس عشر ː المصاحبة و التكوين عبر الممارسة. التدبير السادس عشر ː جودة التكوين الأساس للمدرسين. المحور السابع ː الحكامة. التدبير السابع عشر ː تدبير المؤسسات التعليمية. التدبير الثامن عشر ː اللامركزية الفعلية. التدبير التاسع عشر ː النظام الأساسي لمهن التربية و التكوين. المحور الثامن ː تخليق الفضاء المدرسي. التدبير العشرون ː النزاهة بالمدرسة و القيم. المحور التاسع ː التكوين المهني ( تثمين الرأسمال البشري و تنافسية المقاولة) . التدبير الواحد والعشرون ː استراتيجية التكوين المهني. التدبير الثاني و العشرون ː تثمين المسار المهني. التدبير الثالث و العشرون ː التكوين المستمر في قطاع التربية الوطنية و التكوين المهني. ج) مرحلة تنفيذ الإستراتيجية . ابتدأ تنفيذ إستراتيجية الإصلاح بالتنزيل الفعلي للتدابير ذات الاولوية ابتداءا من الموسم الدراسي 2016/2015 : (1) الشركة ، التعاونية ، المقاولة أو المؤسسة. S=Strengths , W= Weaknesses , O= Opportunities , T= Threats :(2) P= Politique , E= Economique, S=Socioculturel, T= Technologique, E=Ecologique, :(3) L= Légal. المراجع Cours universitaires des professeurs Abd Rahim Barakat et Hind Malaainine_ _ ملخص الرؤية الاستراتيجية للاصلاح 2015/2030 _ المذكرة الوزارية رقم 099/15بتاريخ12اكتوبر2015