واجهت المبادرة الأمريكية المدعومة من بريطانيا و روسيا، العضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي، حملة فرنسية شرسة تسعى لنزع الطابع الإستعجالي الذي جاءت عليه . فبعد أن نص مشروع القرار على مهلة 60 يوم أمام الأمين العام الأممي لإعادة تفعيل نشاط بعثة المينوروسو في الأراضي الصحراوية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليزاريو ، تم تمديد هذه المهلة بتدخل من فرنسا، لتصبح 120 يوما (اربعة اشهر) لإطلاع مجلس الأمن الأممي حول ما إذا كانت المينورسو تعمل بشكل تام في هذا التاريخ. وهو ماوصفه ممثل البوليزاريو بمحاولة فرنسية لربح مزيد من الوقت.. كما تمت إضافة فقرة تتضمن "بحث أفضل الطرق" لإستئناف بعثة المينورسو لنشاطها في حين شدد النص الأصلى على "إجراءات فورية" في حال عدم عودة بعثة الأممالمتحدة ال "مينورسو" إلى ممارسة مهماتها بقدرات كاملة، وأمام هذا الوضع، طلبت كل من روسيا و فنزويلا و الأوروغواي و أنغولا خلال الجلسة المغلقة التي تم خلالها تعديل نص المشروع، إستشارة عواصمها حول النص المعدل .. ورفض ممثلوا الدول المذكورة الإلتزام بالمشروع في صيغته الجديدة، في حين تتواصل المشاورات حول الوثيقة على مستوى الخبراء و ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وعليه فإنه من الممكن أن تتأخر عملية التصويت على المشروع إلى يوم غد الجمعة، بعدما كانت مقررة اليوم الخميس. وبهذا الخصوص، قال مندوب روسيا الدائم بمجلس الأمن الدولي، فيتالي تشوركين، أن المناقشات حول هذا النص "لن تكون سهلة". من جانبهم، أكد أعضاء في المجلس الدولي وخاصة الولاياتالمتحدة و بريطانياوفنزويلا و أنغولا و الأورغواي و نيوزيلندا، ضرورة التأكد من قدرة البعثة الأممية على تنفيذ مهامها مشيرين إلى مخاوف من تشجيع دول أخرى تنتشر فيها بعثات أممية على السعي للتخلص منها مثلما يريد المغرب. ورافع المبعوث الخاص لرئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي المكلف بالصحراء الغربية، جواكيم ألبيرتو شيسانو، يوم الثلاثاء بمجلس الامن لصالح تصفية الاستعمار بالأراضي الصحراوية ، وطلب الرئيس الموزمبيقي السابق من مجلس الأمن تحديد تاريخ لتنظيم استفتاء، داعيا أعضاء المجلس إلى تحمل مسؤولياتهم في حالة إخفاق المسار الأممي. وكانت جبهة البوليساريو قد اكدت ان اي تقليص لعمل البعثة الاممية في الصحراء الغربية يحول دون اداء المهمة التي وجدت من اجلها يفتح المجال لعودة الحرب من جديد لان صبر الصحراويين قد نفد في ظل وعود المنتظم الدولي الفارغة والمحكومة بمصالح الدول الكبرى. وحذر وزير الدفاع الصحراوي في حوار مع جريدة الخبر الجزائري من افراغ بعثة المينورسو من محتواها السياسي قائلا " لما يُفرغ المغرب بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية من محتواها المدني والسياسي، يبقى فقط مكوّنها العسكري لمراقبة وقف إطلاق النار، ونحن لن نتحمل رحيل المكوّن السياسي للمينورسو، فبعد 40 سنة من الصراع و25 سنة من مسلسل السلام نشعر اليوم بنوع من الإحباط حول تعامل المجتمع الدولي بطريقة غير شفافة".