في انتظار التئام مجلس الامن الدولي في جلسة استماع رسمية لتقرير الأمين العام الاممي بان كي مون حول مستجدات ملف الصحراء تتوالى بكواليس الاممالمتحدة المشاورات الثنائية حول صيغة تقرير بان وآفاق التسوية السياسية للنزاع المفتعل. المعلومات المتسربة من داخل مبنى المنتظم الدولي بنيويورك ، تفيد بأن مساعد الأمين العام للشؤون السياسية الأمريكي جيفري فيلتمان يجري اتصالات مكثفة مع أعضاء مجلس الامن و مع المغرب تمهيدا للتوافق على صيغة قرار جديد يضمن عودة سريعة لفرق بعثة المينورسو و يطلق مجددا مسار المفاوضات من أجل الحل السياسي السلمي . و كان مجلس الامن قد ألغى فجاة و بدون سابق إشعار قبل أسبوعين جلسة استماع لتقرير بان ، و هي الخطوة التي فسرت في حينه على انها مبادرة لفسح المجال لوساطات حبية بغرض احتواء أزمة الاممالمتحدة مع الرباط و تفادي سقوط أعضاء مجلس الامن ال 15 في فخ التوجيه الذي قد ينطوي عليه تقرير متحامل لبان على الرباط. وفي غضون ذلك تعددت الاتصالات بكواليس الاممالمتحدة بين، مسؤولين أمميين و ممثل المغرب الدائم بالمنظمة، وهو ما يعكس حرص الدول الفاعلة على التوصل الى مخرج مرضي للازمة التي خلفتها تصريحات بان كي مون المستفزة للمغرب ، و التي تأكد انها لم ترق العواصم النافذة بمجلس الامن التي وصفتها بكونها تضرب مبدأ سلوك الحياد المفروض في المسؤول الاول عن المنظمة الدولية. وتتقاطع كل المؤشرات لتؤكد ان قرار مجلس الامن الذي سيصدر نهاية الشهر لن يختلف عن سابقيه جوهريا ، و سينزل بردا وسلاما على الرباط التي ستبدي بدورها مرونة في السماح لفرق بعثة المينورسو بالعودة التدريجية للصحراء لاستئناف مهامها في مقابل ضمانات بالتحلي بالحياد و الموضوعية في صيغة التقارير التي تبعثها دوريا الى مكتب الاممالمتحدة بنيويورك . وما يرجح فرضية القرار المتوازن والمشجع لاستئناف المفاوضات هو موقف أغلبية أعضاء مجلس الامن من النزاع المفتعل. فعلى صعيد الأعضاء الدائمي العضوية الخمسة يمكن للرباط ان تعول على دعم الولاياتالمتحدة وفرنسا وتفهم الصين فيما يرجح ان تتخد بريطانيا موقفا متحفظا. فموسكو عبرت مؤخرا صراحة عن رفضها خروج الاممالمتحدة عن المعايير المحددة سلفا لقرارات مجلس الامن ذات الصِّلة بقضية الصحراء، وهذا يعني ان ممثلها الدائم بمجلس الامن سيدفع في اتجاه قرار متناسق مع سابقيه، وسيأخذ بعين الاعتبار حرص بلاده على الدفع بعلاقاتها الثنائية مع المملكة وخاصة الاقتصادية منها، والتي تمكن موسكو من التخلص من شرنقة التبعية الاقتصادية المكلفة مع المجموعة الأوربية. وفيما يخص واشنطن التي جددت مؤخرا على لسان وزير خارجيتها موقفها الثابت من قضية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي فستلعب بمعيّة باريس دورا فاعلا لدفع مجلس الامن لتبني قرار متوازن و مثمر و موضوعي من شأنه إحياء وتشجيع عملية التسوية السياسية للنزاع، وستعمل في هذا المسعى على دعم الرئيس الدوري لمجلس الامن الصين الذي كان قد رفض الانصياع لضغوطات كل من فنزويلا والاوروغواي، الهادفة الى تبني موقف داعم لبان في خلافه مع الرباط. وستتحرك الدولتان العضوان بمجلس الامن والمعروفتان بدعمهما للطرح الانفصالي، للخروج بقرار يخدم مصالح اللوبي الانفصالي لكنهما ستصطدمان بكل من السينغال ومصر اللذين يدركان تمام الإدراك تفاصيل المشروع الانفصالي والأطراف التي. تحركه من وراء الستار، وقد تحظيان بدعم اسبانيا فيما يبقى موقف الدول الاخرى وهي اليابان وماليزيا ونيوزيلاندا ثم أنغولا غير حاسم او مؤثر بالمرة قيادة الرابوني وأمام المستجدات المتسارعة بادرت الى ارسال وفود الى العواصم التي أعلنت مؤخرا تفهمها للموقف المغربي وفي مقدمتها موسكو التي حل بها أول أمس قيادي انفصالي إلا أنه لم يحظ باستقبال أي عضو بالحكومة الفيدرالية لروسيا بينما إستبق زعيم الجبهة المراكشي اجتماع مجلس الامن بمراسلة بان كي مون والتهديد مجددا بحمل السلاح .