بقلم:عزيز طومزين تتسارع الإحداث في حاضرة وادنون وتدنوا من النهاية وكما يبدوا أنها تراجيديا السقوط الوشيك للفساد ورعاته أو الانكماش والتقهقر لفرسان التغيير, حيث أن المشهد السياسي لم يعد يخفي حضور الفاسدين بقوة وإعادة ترتيبهم لأوراقهم مع اقتراب موعد الانتخابات حيث أصبح لا يمر يوماً واحدا دون أن نسمع أو نقرأ عن حملات انتخابية قبل الأوان لأباطرة الفساد في هذا الحيز الجغرافي وفي المقابل سلسلة مقالات وتقارير صحفية تفضح هذه التحركات وتفضح حقيقة العلاقة القائمة بين الفاسدين وامتداداتهم مركزيا،كل هذا يؤكد على ضرورة سرعة إيجاد آلية وإستراتيجية جديدة يتوجب على الشرفاء في هذه المدينة تبنيها من أجل مواجهة الفساد القادم إلى كليميم عبر عناوين مختلفة ويافطات متنوعة . وبينما لا تبدو المعارضة السياسية التي تقودها الأحزاب أفضل حالا من رئيس البلدية وشلته، فمن يدعون زورا وبهتانا أنهم المعارضة السياسية بهذه المدينة يخرجون علينا كل يوم بائتلاف أو مكون جديد، وكل يوم ينبئونك عن ميلاد جبهة ضد الفساد، وبأسماء تنتحل صفات «محاربة الفساد» أو «العدالة» أو «مكونات كليميم تنتفض»، ولا أحد فيهم يمثل أحدا، بل هو المزاد المفتوح لمحاولة السطو على الكراسي في المؤسسات التمثيلية، والمسالك المطروقة إلى حقائب الأموال، والرقص على جثة حلم كان اسمه يوما : معاً لإسقاط الفساد بكليميم.
نعم، من حق ساكنة كليميم أن يثوروا ضد الفساد الذي غزا معظم المؤسسات وأصابها بالتهاب الجيوب المالية، وقد بدأوا ثورتهم بطريقة سلمية تماما وبعيدا عن من يكيدون المؤامرات والدسائس لهذا الحراك، استلهموا ثورتهم مما جرى فى عدد من أقطار أمتهم،وخرجت مظاهرات ضد الفساد ورعاته مركزيا ، تتحدى قهر وفساد من أوكل لهم تدبير أمورنا ممن انطبقت عليهم بفجاجة مقولة "حاميها حراميها" ، وتواصلت المعركة المبشرة بالنصر لما يناهز أربع سنوات ونيف ، وكادت بصمودها المتألق أن تصل إلى مبتغاها بإسقاط رموز الفساد بهذه المدينة دون استثناء ،إلى أن وصلنا للحظة انقلبت فيها الأمور رأسا على عقب حيث قفز إلى سفينة التغيير شلة من البؤساء ممن احترفوا تماما الفساد طيلة سنوات قضؤها كممثلين للساكنة،فعملوا على توظيف الحراك لصالحم قصد غسيل سمعتهم وتحقيق مكاسب سياسية والتقرب من الشباب الذي كان في البداية المبادر لإشعال هذه المعركة ، وكانت النتيجة مروعة، فقد انحسرت مشاهد التظاهر العفية، وحلت مشاهد الانتهازية والوصولية والقبلية ، واستجابت لها شرائح من ضعاف النفوس، ثم سرعان ما تعقدت الصورة، ودخلت على الخط شخصيات لا علاقة لها بقضية التغيير من أصله،بل الأصل أن تكون هي كذلك مشمولة بالتغيير ، فلا شرف ولا نضال ولا ضمير فى القصة كلها، وهذه طبائع المعارك التي يتصدر فيها المفسدون المشهد تكون مدفوعة بدواعي الانتقام وحده، والتي تدفن حلم التغيير، ثم تنتقل إلى دفن من دعا له أول مرة. من يتابع الوضع في كليميم و ردود فعل الساكنة والمتثقفين إزاء كل ما يجري يتجلى له وبوضوح أن ما يسمى النخبة السياسية في معظمها أصبحت تشكل عبئآ ثقيلآ على المدينة والمنطقة بشكل عام حيث أنها غارقة في مستنقعات الفساد والفوضى الذي أصبحت رائحتها النتنة تعم المنطقة برمتها والتهمت آلة الفساد المنظم كل المليارات المقدمة من كل صناديق الدعم قاطبة واستنقدت عصابة الفساد في المنطقة كل بنوذ المساعدات والهبات والمنح المقدمة من هذة الصناديق دون أن تحقق ادنى قدر من الاستقرار أو التنمية الحقيقية على أي مستوى سوى مزيداً من الإجهاز على الحريات العامة واتساع دائرة الصراع والفقر والخطر الذي يتهدد السلم الاجتماعي.ليس هذا وحسب إلا أن الفاسدين أجادوا ايضآ اللعب على الوترين القبلي والعرقي في المنطقة بدءاً بتغليب مكون قبلي على بقية المكونات ووصولاً إلى عقد لقاء لشحن القبلي لما يسمى زورا مكونات كليميم كادت أن تشعل المنطقة برمتها و لم يكن الطائل منها سوى مزيداً من الابتزاز السياسي. هل من حل فى كليميم ؟، هنا نصل الى النقطة مربط الفرس أما ما سبق ذكره فهي كرنولوجية أحداث بات يعلمها الجميع تقريبا إلا من أبى وفضل وضع حجاب على عينيه يحول دون رؤيته للحقيقة كما هي وليس كما يريدها هو.لا حل فيما نظن بغير الاحتكام إلى إرادة الساكنة وحدها، وتنحية قادة الفساد فالتغيير ممكن لأنه ببساطة شديدة سنة الله في أرضه ولن تجد لسنة الله تبديلا،والتغيير المنشود لن يتم عبر هذه الأحزاب المشلولة فهي لا تملك ظهيراً شعبيا يسندها باستثناء أحزاب الشكارة التي تراهن على شراء الذمم.وتركوكم من أولئك الذين يرددون بشكل مستمر مقولة التغيير مستحيل والفساد باقي ،فهم في أحسن الظن يريدون إراحة أنفسهم من عناء ومشقة العمل الذي يتطلبه التغيير وكذا التضحيات التي تواكبه،وفي أسوأ الظن يحاولون جعل التغيير والتنمية الحقيقية يدخلان في دائرة الممنوع التفكير فيه أو المستحيل التفكير فيه وتتراكم بمرور الزمن في هيئة لا مفكر فيه. ختاماً، أربع سنوات ونيف من النضال والتضحيات على جميع الأصعدة(في الساحات وفي الندوات والمؤتمرات واعلامياً...) أدرك خلاله الجميع قيمتنا ولم ندركها نحن بعد , لم نستوعب بعد أن الفساد لا يستمد حالة بقائه في مدينتنا إلا من خلال استمرار حالة تشرذمنا وتفرقنا وعدم قدرتنا على الالتقاء ورص الصفوف والتوحد .انه لمن المعيب أن لا يستغل شبابنا الحالة المزرية التي يمر بها قادة الفساد وكذا حالة القلق مركزيا تجاه ما يجري في كليميم ويقدموا أنفسهم كابديل قادرا على الإيفاء بكل الالتزامات تجاه الساكنة والقضية . إن رص الصفوف والتوحد خلف الساكنة وإيجاد شراكة حقيقية لكل الشباب بمختلف مشاربهم السياسية وتعميد حراكنا بتنسيقية حقيقية تضمن مساهمة ومشاركة الجميع في صنع القرار والتأسيس المتين للعمل الجماعي والابتعاد عن التفرد بصنع القرار هو الأسلوب الوحيد و الكفيل بترجمة الفهم الحقيقي والعميق للمرحلة الحساسة التي تمر بها حاضرة وادنون وهي الآلية على الوحيدة القادرة السير بنا في الطريق الصحيح وهي الضمانة الوحيدة والأكيدة للتعجيل بزوال الفساد وإحباط محاولاته لتغيير جلده والخروج بمظهر أخر على الساكنة . آخر الكلام:لا يصح إلا الصحيح ومن يزرع يحصد والنور قادم مهما بلغت كثافة الظلام.