سعيد شكراوي * قد يفرح القليلون من رفاقي الكونفدراليين ،لكن قد يغضب الكثيرون من زملائي الأساتذة وأنا أحاول الكتابة عن ظاهرة "السليت" المتكررة لبعض الأساتذة عديمو الضمائر والذين لايملكون أعذارا مقنعة لغيابهم المبكر سوى جملة يقولونها لمدرائهم أو للسائلين والفضوليين في الأيام الموالية (آسف مكاينينش التلامذ ...). يجد الاستاذ الهارب فرصة للسفر دونما حاجة تضطره إلى مغادرة موطن العمل سوى رغبته في تغيير الأجواء أو لحضورفعاليات مهرجان الصويرة أو الخروج مع الخطيبة إلى قصبة الأوداية أو شاطئ طنجة ليمنحها الدعم العاطفي بعد أن طالب من طلبته عدم الحضور بشكل علني وواضح وبعد أن أنهى المقرر الدراسي مسرعا وتوقف عن الشرح وتمارين الدعم والتقوية ،ولعل فضولنا يتساءل أين إدارة التربية ؟ أين المفتشون ؟ أين مصلحة الحسين بامو ؟ أين الوزير العجوز؟ أين فدرالية جمعيات ابراهيم الصديقي ؟ أين ممثلي جمعيات الأباء؟ أين الأسرة ؟ أين الضمير وأخلاقيات المهنة ؟ أين مخافة الله ؟؟، إلا أن الإجابة ربما تتضح في مكتب النائب الجديد للوزارة ،حيث سيكون الملف في انتظاره بمصلحة الضبط ،إن استطاع إصلاح ما أفسده النائب السابق . إن ظاهرة غياب الأستاذ قبل موعد العطلة إذا جاز لي تسميتها بالظاهرة وبدون عذر مقنع ومقبول أضحت مقلقة ومزعجة الأمر الذي جعل بعض رؤساء المؤسسات التعليمية يشتكون منها شفويا وما اكتوى والله بنارها إلا أبناؤنا التلاميذ ،فغياب الأستاذ عن المدرسة في هذه الأيام تنتج عنه أمور سلبية لا حصر لها،قد لايعرفها من ليس لهم علاقة بالتعليم، فغياب الأستاذ ليوم واحد يحدث ارتباكا في جداول أعمال المؤسسة التعليمية، أضف إلى ذلك ما قد يحدث من فوضى داخل الفصل الدراسي وخارجه من قبل التلاميذ،هذا إذا ماعرفنا بأن حصة الإنتظار أو الحصة المقرصنة أو الضائعة مع الآسف لا تستثمر كما ينبغي كإصطحاب التلاميذ إلى صالة المطالعة أو إلى المكتبة المدرسية . كما أن بعض مديري الثانويات يسهمون بشكل غير مباشر في استمرار بعض الاساتذة في الغياب قبل موعد العطلة المحدد في رزنامة العطل المدرسية ،حينما يتغاضون عن غيابهم وهذا يحدث حينما لايقومون برفع قوائم بأسماء الغائبين إلى المصالح النيابية المختصة،مما يخلق أيضا نوعا من الإشكالات لدى ذوي الضمائر الحية وبل حتى الميتة نظرا لما يرونه من فساد إداري وتمايز في المعاملة من قبل مدير الثانوية ،والطامة الكبرى إذا كان مدير الثانوية من أصحاب الغياب المتكرر وهو القدوة في مؤسسته ؟. إن مسألة غياب الأساتذة قبل الموعد ثم حصول الأكثرية منهم على تقارير طبية تفتقر إلى المصداقية يجعلني وأنا أعلم سلبيات غياب الأستاذ عن القسم أتساءل وبكل صراحة عن مصداقية الشواهد الطبية والجهات التي تمنحها وعن الطريقة الصحيحة التي يجب أن تسلك للتأكد من صحتها مع رغبتي في إيجاد حلول وأنصاف حلول تقلص من تغيب الأستاذ بدون عذر مقنع .... وفي القريب العاجل أعدكم ببيان كونفدرالي للمعلم الهارب والذي لايعجبه العجب النقابي ولا الصوم في رجب ،فتجده هذه الليلة مجادل مفترس يدخل في نقاش عقيم وخصام عنيد ضد ما دونته أعلاه في التعليقات أدناه وتراه غدا يمزق محتويات لوحتنا النقابية.