لا تبالي بالدلائل الدامغة التي تؤيد قتلك للآخرين؛مسلمين كانوا أو كتابيين أو حتى لا دينيين.عراقيين,سوريين,أردنيين,أمريكيين,فرنسيين أو يابانيين.من سألك الدليل؟ انتماؤك لداعش يغني عن كل دليل. لا تتعب نفسك بالبحث في كتب ابن تيمية.انحر,أحرق,أشنق وبعد ذلك ابحث عن الدليل الشرعي في مملكة الغربان والعناكب والخفافيش. وهل يهم الدليل؟ وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟ وتستمر البلوى في هتك عرض الإسلام والمسلمين بتنظيمات حشاشي هذا الزمان وصّباحِهم البغدادي, وتصادر حياة الناس باسم خلافة الشيطان الإسلامية وباسم الجهاد من أجل إعلاء كلمة الرب داعش. لا تنسى أن تصور عمليات الذبح والحرق والشنق؛ فالأنفوميديا سلاح فتاك. لا تنسى التكبير وأنت تذبح وأرفق الشريط بنشيد يحث على الجهاد. ماذا عسى أن نكون إن سكتنا عن هذا الإرهاب الهمجي الذي يوثق وحشيته مستعينا باليوتوب والتويتر؟ أبعد كل هذا الخراب لا يزال بين ظهرانينا من الساديين من يتعاطف مع هذا التنظيم الشيطاني؟ وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل لكن الوقائع تدل على أن أطروحة التنظيم لا تزال تلقى صدى لدى بعض الشباب المتحمسين لفكرة الجهاد ودولة الخلافة,والحالمين باليوتوبيا الدينية التي لم تكن يوما حقيقة قائمة على مدى التاريخ,إنما هي تصور وتهيؤ نابعين من غشاوة غطت العقل والقلب معا,مستبدلة صورة الواقع بالسوريالية المذهبية وجنة عدن وطمأنينة نفسية لم تكن يوما واقعا فعليا. إلا أنه من غير المتوقع أن نقنع أشخاصا؛ مسلوبي الإرادة, أن يسلكوا مسلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والدفع بالتي هي أحسن. فآيات القتل تسبق لديهم آيات العفو. ومن يكن الغراب له دليلا يمر به على جيف الكلاب داعش,مسيرة عقد من الإرهاب الأسود انطلق مع قاعدة الجهاد في بلا الرافدين,الذي شكله أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004 ليستقل التنظيم عن القاعدة والتي مهدت لدولة العراق الإسلامية عام 2006بزعامة أبي عمر البغدادي.بعد مقتل هذا الأخير؛ أبريل 2010 يخلفه أبو بكر البغدادي على رأس التنظيم. أواخر 2011 يشكل التنظيم جبهة النصرة في سوريا بزعامة أبي محمد الجولاني. وفي أبريل 2013 يعلن أبو بكر البغدادي دمج التنظيمين ليصبح الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ). التنظيم قائم على استقطاب الشباب المتشبع بالأفكار الجهادية عن طريق اصطيادهم بطرق عدة واستدراجهم للحاق بدولة الخلافة في العراق والشام. استطاع التنظيم اختراق قلب أوروبا عن طريق الدعاية عبر الشبكة العنكبوتية؛ عدد من الأوروبيين التحقوا بالتنظيم الإرهابي. في سبيل حماية الخلافة, وبيعة الأمير,لا تتورع عناصر التنظيم المغيبة فكريا,والمعزولة عن محيطها الاجتماعي, عن الأفعال الإجرامية. من العمليات الانتحارية إلى الرجم والذبح والحرق. الخوف من الاتهام بالخروج وهو ما يعني الكفر,وتمنية النفس بالحور العين؛وهل يوجد الحور العين في جهنم؟ هل صار قتل البشر هواية يمارسها البعض لتمضية الوقت؟ أم أنها نتيجة لتفكك الدولة المركزية؟ هل هي مؤامرة داخلية وخارجية من أجل تحقيق أهداف مرسومة مسبقا؟ إنه خليط من هذا وذاك.فالتنظيمات الراديكالية غالبا ما ترتبط بالوضع السياسي والديني العام الذي تنمو فيه.وهي كذلك نتيجة اختلالات بنيوية في هذا الوضع السياسي والديني. أيها الذاهبون إلى الموت/أو أيها الذاهبون إلى الانتصار/ويا أيها الصامدون على الحد/أو في بطون الديار/ليس في قدرتي أن أغني/ولا أن أصيح/وما كنت يوما لأصدح فوق القبور/كديك فصيح/أنا مثلما تعلمون,ضعيف/وأوهن من عشبة في الجدار/ولكنني لا أخون الوطن. أبيات للشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين. ونحن نقول أن كل الدواعش ذاهبون إلى الموت...قاتل أو مقتول, لا منزلة بين المنزلتين...ثمة طريق ثالث.لا تكن داعش.