في الشهور القليلة القادمة، ستحل استحقاقات انتخابية عدة من قبيل انتخابات المجالس الجماعية و الغرف المهنية و المستشارين...و التي -دون شك- سيحاك لها ما يجب أن يحاك في الكواليس، و ذلك وفق منطق من يعتزمون الترشح لنيل نصيبهم من الكعكة، عفوا أقصد لنيل منصب من بين المناصب المتنازع عليها، و أشدد على كلمة "متنازع عليها"، لأن هذه الكواليس عودتنا دائما أن معركة الفوز بالانتخابات يتم الحسم فيها داخل تلك المنطقة، مع ما يستدعي ذلك من استخدام لمختلف الوسائل و الطرق مشروعة أكانت أم غير مشروعة،و لعل الحكم الصادر مؤخرا من قبل محكمة الاستئناف بأكادير في حق مرشحين سابقين قد اتهموا بشراء الأصوات الانتخابية خلال انتخابات سنة 2011 خير مثال على ذلك،من هنا يتبين أن الدولة لم تفعل انذاك ميثاق الشرف الخاص بالانتخابات باعتبارها و من الواجب عليها أن تلعب دور المحايد و المراقب الذي يرصد أي تجاوزات و انتهاكات من طرف حزب أو مرشح ما.إن ما سردناه لحد الان يناقض تماما ما يعاينه الكثير من المواطنين،و الذين يكتفون فقط بمشاهدة تلك المعارك الانتخابية المكولسة و لكن في طبق ملائكي و نزيه بعيد كل البعد عن الحقيقة من إخراج ديناصورات الظلام. و من بين الأمور التي يتم الخوض فيها بالكواليس مسألة التكتلات و التحالفات القبلية - في الواقع آفة قاتلة و منتشرة بشكل كبير في الأقاليم الجنوبية - ، و هي أهم مبدأ يوليه أولئك المرشحون أهمية قصوى،لأنه بمثابة غسيل لأدمغة أغلبية المواطنين، لاسيما و أن الخطاب الموجه لهم في هذا الصدد يتخذ صبغة انقسامية و فئوية، و كأن المتوج بأحد المناصب سيكون خادم تلك الفئة أو القبيلة فقط - حسب مخيلتهم - في مختلف شوؤنهم، و المدافع المغوار عن مصالحهم غير آبهين بقول الله سبحانه و تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير،ٌ و قول الرسول (ص): يد الله مع الجماعة. و هكذا فمسار هاته الأحداث سيقود بالضرورة إلى عودة ترديد الأسطوانة الشهيرة : هذا عربي، هذا صحراوي، هذا شلح،هذا غرابي،هذا باعمراني... و الجميع يعلم النهاية غير السعيدة لتلك الأسطوانة، سنوات عجاف من الفقر و البطالة و التنمية المعاقة.