الزائر لأحياء وأزقة السمارة يصاب بصدمة قوية من هول مظاهر التهميش والحيف اللذان يطالا اغلب الساكنة ، و مظاهر البؤس والفقر الواضحة ، وكذا البنيات التحتية المهترئة . ويسأل نفسه هل نحن فعلا في سنة 2014 ؟ أم عقارب زمن السمارة متوقفة ؟ فالمدن المجاورة قطعت أشواطا لأباس بها من التنمية البشرية والعمرانية فترى لماذا السمارة لا تساير الإيقاع ؟ أجيبك أيها الزائر يكفيك التنقل إلى بيوت الأعيان والمنتخبين ورجال السلطة النافذين وانبش في ممتلكاتهم من فيلات وشقق وبقع أرضية بالعيون ومدن الشمال ، وقطعان الإبل وأساطيل سيارات الدفع الرباعي ، والأرصدة البنكية وبطائق الإنعاش وحصص التموين المخصصة لمخيمات الوحدة والمواد المدعمة / الزون / ، والمشاريع الاقتصادية الممولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأسماء ذويهم ، والشركات الوهمية . لعلك زائري الكريم تجد الجواب الشافي عن تأخر السمارة ، ومظاهر البؤس ، وعيون الساكنة الدامعة ووجوههم الشاحبة وأجسادهم المنهكة وعقولهم الحائرة من تكاليف الحياة من أكل وشرب وكراء وفاتورة ماء وكهرباء ومصاريف أبناء منهم من يتابع دراسته بالجامعات أقربها تبعد بأكثر من خمسمائة كيلومتر ساكنة إذا مرضت ما عليها إلا أن تؤدي مصاريف تنقل الإسعاف لان المستشفى مع وقف التنفيذ ، إذا احتجت ما عليها إلا أن تئن تحت سوط الجلادين ، إذا حاورت ما عليها إلا أن تعلق أمالا مفقودة لوعود زائفة لا محالة أتوسلك زائري الكريم لا تنسى ترك رسالة لمن يهمم الأمر، قل لهم : أيها الساجدون على عتبات الفقر ثوروا فان الخبز لا يأتي بالركوع .