/عن العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان المكتب الإقليمي . كلميم -كليميم
شهدت مدينة كلميم اضطرابات جوية وأمطار عاصفية غزيرة وعلى مدى ستة أيام موزعة على مرحلتين : 1- المرحلة الأولى : و شملت الأيام : 20،21، 22 و 23 نونبر 2014 . 2- المرحلة الثانية : و شملت اليومين : 28 و29 نونبر 2014 . نتج عنها فيضان عدة أودية في الإقليم وهي : واد تامسورت ، واد تالمعدرت ، واد أم العشار ، واد بوكيلا ، واد الصياد ، واد أركنون ، مما خلف خشائر بشرية – خصوصا في المرحلة الأولى – ومادية فادحة شملت المرحلتين مما جعل عدة مناطق بالإقليم منكوبة حيث حاصرتها المياه من جميع النواحي ، ففي العالم القروي نجد سكان : أسرير ، تغمرت ، القصابي ، أساكا تاركاوساي ، فاصك ، أيفران الأطلس الصغير ، تمولاي تغمرت ، أباينو ، إكيسل ، منطقة واعرون وتوتلين وغيرها من مناطق الإقليم مناطق منكوبة ومعزولة عن العالم الخارجي بسبب إنقطاع الطرق و الاتصالات والانترنيت وكما تم تسجل نقص حاد في الأدوية والأغذية بل هناك حالات من المرض الشديد (القصور الكلوي مثلا في تاركا وساي مثلا ) وفي المجال الحضري نجد الأحياء التالية من أشد الأحياء تضررا جراء دخول السيول إلى المنازل وهذه الأحيا ء هي : حي دوار تركز، حي دوار القصبة ، وحي دوار اللوح ، وحي النخيلات ، وحي النوادر ، وحي القصبة حي الفلاحة و حي القدس الراقي و هذ ا التقرير الأولي يتناول الوضع بالمنطقة بعد السيول وذلك على خمس مستويات وهي : - على مستوى وضعية البنية التحتية . - على مستوى الضحايا والأضرار . - على مستوى تعاطي الدولة مع الأزمة . - على مستوى تعاطي المجتمع المدني . - على مستوى ردود فعل الساكنة . 1- على مستوى البنية التحتية : تتميز البنية التحية في الإقليم بالضعف وبالخصوص قنوات الصرف الصحي والطرق الوطنية والجهوية حيث يغيب التشوير ، وإن وجد في بعض المناطق فقد أصبح متلاش بفعل الزمن رغم أن هذه الطرق هي التي تربط شمال المغرب بجنوبه . مما خلف العدد المرتفع من الضحايا في المرحلة الأولى نظرا لارتفاع منسوب واد تامسورت على الطريق الجهوية التي تربط جماعة تمولاي وبلدية بوزكارن والذي جرف سيارة تقل عائلة كاملة ستة عشر شخصا ، كما أن إرتفاع منسوب واد تالمعدرت في الطريق الوطنية الرابطة بين كلميم وبويزكارن أدى إلى غرق ثلاث سيارات أجرة – لقد تم تصوير ذلك على مواقع اليوتوب .- كما أن جل المباني في العالم القروي طينية أو قديمة البنيان ، بالإضافة إلى بعض الأحياء في الوسط الحضري ( حي دوار اللوح ، حي القصبة، حي النوادر ،حي النخيلات ، حي دوار تركز ) كما تتميز مرفولوجية مدينة كلميم بوجودها على مصب الوديان المحلية مما جعل كل المدينة وبالخصوص شوارعها عبارة عن أنهار تجري ، كما تضررت المنازل في حي تركز و القصبة واللوح والنوادر والنخيلات بسبب إرتفاع منسوب واد أم العشار الذي يمر بجانب المدينة .
2 - على مستوى الضحايا والأضرار : الضحايا وصل عددهم إلى 33 قتيل إضافة إلى العثور على جثتين حملتهما السيول إلى حي تركز حسب ما تم تدوله من أخبار وكذلك وفاة سيدة إثر سقو ط المنزل عليه بالقرب من تغمرت . أما ا الأضرار التي خلفتها الفيضانات فقد تجاوز عدد المنازل المهدمة داخل نفوذ الإقليم كاملا ما يفوق 150 منزلا والحصيلة في تزايد مع توالي الأيام ويمكن أن نورد بعض المعطيات حسب ماهو متوفر إلى حدود الساعة على الشكل التالي :
- تهدم مسكن المدرسة العتيقة بدوار تكموت جماعة تغجيجت . - سقوط احد أبرج قصبة تيمولاي واوملوكت التاريخية . - إنهيار المعلمة التارخية " تكمي أمغارن " بدوار تيمولا أوفلا - جماعة أسرير سقوط عدد من المنازل . - جماعة القصابي وتلوين 15 منزل . - تارمكسيت 20 منزلا . - تاركمايت 20 منزلا . - انهيار حمام في حي النخيلات وسط المدينة . - سقوط أحد المنازل في شارع الجيش الملكي زنقة تركز . - تهدم عديد من المنازل في حي القصبة . - تضرر كبير لحي تركز والقصبة وحي اللوح وحي النوادر و حي النخيلات ، وحي الفيلا الذي عرف تضرر أربعين منزلا ، كما دخل الماء إلى جل المنازل وتضرر الممتلكات . - تيمولاي حربيل جماعة أدي عدد المنازل المنهارة في دوار تيمولاي واوملوكت ستون منزلا وبدوار تيمولاي توزموت ثلاثون منزلا . كما أن من بين مخلفات الفيضانات نفوق عدد من الماشية والحيوانات في البادية وبعض الإحياء وبالخصوص حي دوار تركز . ونسجل في هذا التقرير أولية وليست نهائية . 3 – على مستوى تعاطي الدولة مع الأزمة : تميز تعاطي الدولة مع أزمة فيضانات إقليم في مرحلتها الأولى بالارتباك وعدم التعاطي معها بالمسؤولية اللازمة ويتجلى ذلك في : - عدم إنقاد ضحايا الذين يستنجدون لساعات دون جدوى . - ضعف التجهيزات و وسائل الإنقاذ لدى المصالح المعنية . - نقل الجثث في شاحنة الأزبال . - عدم توفير الأطقم الكافية للبحث عن الضحايا وقيام الساكنة بذلك وبوسائل بدائية . - عدم وجود حواجز تمنع مرور وسائل النقل في أماكن الخطر بسبب الفيضانات . - التراشق الإعلامي بين أقطاب المسؤولية المحلية عن المتسبب في مخلفات الكوارث. - الإهتمام النسبي بالمدينة على حساب البادية التي لا يزال جلها يعيش العزلة وقلة الإمكانيات .
أما المرحلة الثانية فقد حاولت الدولة تدارك ذلك وخصوصا بعض تدخل الجهات العليا وكذلك الضغط الإعلامي نتيجة ثقل حصيلة الضحايا وتناول الوضع الكارثي للمنطقة من طرف الإعلام الدولي و تجلى هذا التدارك في : - وضع نقط المراقبة في الأماكن الخطيرة من مصالح الدرك الملكي و الأمن الوطني ومنع المرور في الأوقات الصعبة . - إيواء الساكنة التي تضررت منازلها من جراء الفيضانات في الأماكن الآمنة ففي وسط مدينة كلميم تم إيواء 288شخصا في مركز الإستقبال التابع لوزارة الشباب والرياضة ، و60 شخصا في مقر العصبة المغربية للطفولة ، أما في العالم القروي فقد فتحت الداخليات والمؤسسات العمومية للساكنة ، ففي جماعة تغمرت إستقبلت داخلية إعدادية الإمام مالك 41 اسرة ، كما لجأت الساكنة في دوار " تيسلان " إلى المؤسسة التعليمية الوحيدة الموجودة بالمنطقة . - توفير الماء الصالح للشرب ووضعه في مجموعة من النقط . - حضور الناطق الرسمي بإسم الحكومة وإن كان ذلك بصفته الحزبية . - حضور وزير النقل والتجهيز للمنطقة . - حضور وزير الداخلية الذي زار مجموعة من المناطق وما رافق الزيارة من احتجاجات كانت احتجاجات بويزكارن أكبرها - تمت توظيف المروحيات في الأزمة . - توقيف الدراسة في المؤسسات التعليمية . لكن رغم ما تم ذكره من مجهودات لا تزال مجموعة من الدواوير منكوبة ومنها للذكر لا الحصر تاركا وساي التي لا تزال تعيش العزلة مند السبت 22 نونبر 2014 بسبب إنجراف التربة وانقطاع الطريق الرئيسة التي تربطها بالمدينة مع نقص حاد للمواد كما أن الساكنة التي تقطن بإعدادية الإمام مالك بتغمرت تشكو الإهمال التام من طرف السلطة ، وكذلك في جماعة أباينو وبالخصوص سكان إكيسل . 4- على مستوى تعاطي المجتمع المدني : شكلت الفيضانات وارتفاع عدد الضحايا وطريقة تدبير الأزمة محط اهتمام الهيئات السياسية والمدنية والحقوقية التي تضامنت مع ذوي الضحايا وقدمت واجب العزاء ونسجل هنا الزيارة التي قام بها الكاتب الإقليمي للعصبة لجماعة تيمولاي لتعزية الأسرة التي فقدت 16 شخص دفعة واحدة يوم الثلاثاء 25 نونبر 2014 ، كما زار وفد من العصبة لجنة المتابعة التي شكلتها الساكنة بتغمرت زوال يوم الإثنين 01 دجنبر 2014 إلى جانب هذه الزيارات الميدانية أصدرت العديد من الهيئات مجموعة من البيانات نذكر منها : - بيان العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان . المكتب الإقليمي بمدينة كلميم . - بلاغ المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان . - بلاغ مركز إفني – أيت بعمران للحقوق والمواطنة . - بيان الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان كلميم . - بيان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع كلميم . - بيان مشترك لكل من : جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان فرع كلميم و لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان بكلميم وجمعية الخيمة الدولية بهولندة فرع كلميم . - بيان الشبيبة الاستقلالية فرع كلميم . - بيان حزب العدالة والتنمية كلميم . - بيان النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء ك د ش المكتب المحلي بكلميم . أما الإعانات نسجل مساعدات مؤسسة قطر الخيرية التي قدمت مساعدات مالية وعينية وغذائية .
5- على مستوى ردود فعل الساكنة : تعتبر الساكنة الطرف المتضرر من هذه الأزمة سواء من حيث فقدان الضحايا أو من حيث سقوط المنازل أو تضررها الكلي ,أو ضياع ممتلكاتها أو المعاناة من قلة ذات اليد ، وكذلك الإهمال والعزلة سواء في العالم الحضري أو القروي . وما أن تبددت الغيوم حتى بدأت الساكنة تتحرك سواء لمعرفة حجم الخسائر أو للاحتجاج عن تقصير وإهمال السلطات وأهم هذه الوقفات الاحتجاجية نسجل : - 13 وقفة احتجاجية يوم الأحد 30نونبر ستة منها بالوسط الحضري والباقي بالوسط القروي . - وقفة احتجاجية لساكنة تسكنان جماعة القصابي تكوست يوم 01 دجنبر 2014. - وقفة احتجاجية لساكنة دوار أيت مسعود جماعة أسرير . - اعتصام سكان جماعة أباينو أمام مقر الجماعة تم اقتحام دورة المجلس الجماعي . ولاتزال الأمور مرشحة لزيادة الوقفات الاحتجاجية نظرا لارتفاع حجم الأضرار وحجم الأمل وخصوصا بعد إعلان المنطقة " منكوبة " واستقبال المنطقة للمساعدات .
خلاصات : وعلى سبيل الختم لهذا التقرير الأولي وفي انتظار انكشاف مزيدا من المعطيات وعلى امتداد تراب الإقليم الواسع والذي يتكون عشرين جماعة ونظرا لثقل عدد الضحايا والخسائر المادية التي تقدر بمليارات الدراهم فإن المكتب الإقليمي يخلص إلى مايلي : - هشاشة الطرق وقنوات الصرف الصحي في المنطقة . - غياب وسائل تدبير الأزمات والكوارث الطبيعية بالإقليم . - ضعف الجاهزية لدى المصالح المعنية مع قلة الإمكانيات واللوجستيك . - إعلان المنطقة منكوبة يقتضي إتخاذ مجموعة من الإجراءات و الواقع المعيش للمنكوبين يبين غيابها . - المراهنة على التكافل الاجتماعي للمواطنين عوض تحمل المسؤولية في إطعام وإيواء المتضررين في وقت يعاني عموم المواطنين وضعية اقتصادية متدنية وصعبة . - ضرورة تحديد المسؤوليات وتشكيل لجن تقصي الحقائق للوقوف على الإختلالات ومكامن الضعف لتداركها مستقبلا . - جبر الضرر وتعويض الأسر التي فقدت أهلها ومنازلها وممتلكتها .