قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " النَّاسُ مَعَادِنُ ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُوا " . على هدي هذا الحديث الشريف وأمام بعض الممارسات اللاانسانية واللاأخلاقية التي قام ويقوم بها بعض المنتخبين في سياق فيضانات كليميم،بتسييسهم لبعض الاعانات التي يروج لها بكونها أعمالا خيرية لا يراد منها جزاء ولا شكورا،لكنها تخفي حملات انتخابية سابقة لأوانها،حملات تتاجر وتقتات على بؤس ومعاناة منكوبي الفيضانات،منهوبي المنتخبين،على هدي هذا الحديث نقول خياركم قبل موسم الانتخابات،خياركم في وقت الأزمات،لكن للاسف لا نراكم قبل الانتخابات لاننا بالنسبة لكم مجرد ارقام،تشترى وتباع كسلعة في السوق الذي لا يعرف من المعادلات الا معادلة العرض والطلب. انه زمن عجيب حقا،اختلت فيه المعايير،وأصبح فيه لبعض الكائنات الانتخابية ميزان يتناقض مع كل ماهو انساني وتضامني،بل ويتناقض مع ميزان المجتمع المدني بحاضرة واد نون،الذي لا هم له الا الدفاع عن انسانية الانسان وكرامته المستعبدة من طرف الاستبداد والفساد،ولأن ثقافة حقوق الانسان هي ثقافة كونية أممية لا تهدف لتغيير الديكتاتوريات ورؤوس الفساد فحسب،بل تتجاوز ذلك لنسف الأسس التي تنبني عليها والعمود الفقري الذي يكونها.انه زمن عجيب فعلا حينما يحاول حزب سياسي لا ميزان له،صنع تماثيل لقيادته،على قياس دنائتها..لا على قياس عظمتها! ففي عز النكبة التي خلفتها الفيضانات ومن ورائها سياسة الدولة بحاضرة واد نون،تصر بعض الكائنات الانتخابية القذرة على الانخراط في نادي "هاني شوفوني" من خلال التقاط صور وفيديوهات لبعض المتضررين اثناء استفادتهم من بعض الأغطية والأفرشة،والإعلان أن القائد الحزبي الفلاني المناضل المنحاز للمنكوبين هو الجهة المانحة المنحازة للمنكوبين والمقهورين،في محاولة لإسباغ الوجه المشرق عليه،وتقديمه للناس بصورة ايجابية ممثلنة وصولا الى الاستحواذ على الافئدة،وإطلاق عملية التعلق من موقع الإعجاب والافتتان. لذا سجلت جمعيات المجتمع المدني المنسقة مع صراصير هذا الحزب الذي لا ميزان له ولا مبادئ،سجلت موقفا صريحا من هاته السياسات والممارسات التي لا تعترف بانسانية الانسان،بالانسحاب من مهمة التنسيق الميداني مع هؤلاء الأقزام،وعدم اعطائهم لوائح المتضررين من الفيضانات للعمل عليها،لا سيما وان أعضاء نادي شوفوني قدمو للجمعيات التي قامت بالتنسيق الميداني استمارات مخطوط في اعلاها اسم الحزب المانح مع عبارات التفخيم للقائد المناضل فلان بن علان،كما تحمل معلومات عن المتضرر مع رقم الهاتف الذي يعتبر من الخصوصيات التي تجمع بين المنسقين الميدانيين والمتضرر،وهو الشيئ الذي لا يستصاغ لا سيما وان هاته الارقام من المحتمل أن تستخدم لمآرب انتخابوية أخرى لا تكاد تخفى في خطاب هؤلاء المتحزبين. وبهذا خير المجتمع المدني بحاضرة واد نون ما بين الوفاء لقناعاته التي ترفض المتاجرة بمعاناة المنكوبين والساعية لأنسنة سلوكياتنا،وما بين تمكين المتضررين من بعض الأغطية والأفرشة البالية و التي تفتقد للجودة أصلا،فاختار الخيار الأول بشكل مطلق لايمانه بأن العمل الانساني والخيري لا فائدة منه ان لم يحفظ الكرامة ويتماشى مع الخطاب الديني الذي يوجب في قَبول الصَّدقات عند الله أن يكون إعطاؤها قُرْبَى إلى الله.. وابتغاء وجهه.. وبعيدًا عن المَنِّ بها، والأذى بسببها، أي أن يكون إعطاؤها بعيدًا عن جُرْح إحساس المُعطَى إليه.. وعن الرِّياء بها. وفى ذلك يقول الله تعالى : (ومَا تُنْفِقُونَ إِلاّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ) (سورة البقرة،الاية: 225) وفي الأخير لا يسعنا إلا القول أن الانسان والكائن الانتخابي،يفعلان نفس الشيئ ولكن لأسباب مختلفة ،فالانسان يفعل الشيئ من أجل حفظ كرامته وانسانيته،أما الكائن الانتخابي فيفعل الشيئ من أجل الاجهاز على كرامة الناس واستعبادهم واحكام قيودهم.