بعدما تم اعلان اقليمكلميم منطقة منكوبة، استبشر اهالي تيمولاي بهذا الخبر على الاقل لان هذه المنطقة هي التي كلفتها الفيضانات خسائر جسيمة في ارواح الشهداء الذين جرفتهم سيول وادي تيمسورت ولان المصائب ان حلت على قوم تأتي تباعا، فبعد الفاجعة بأيام وجد جل الساكنة الذين يقطنون بالحي العتيق لتيمولاي انفسهم في العراء بعد ان هدمت منازلهم على رؤوسهم بفعل المطر، ولولا تدخل الفاعلين الجمعويين و شباب المنطقة وقاموا بإجلاء المنكوبين من منازلهم، لزاد لا قدر الله اعداد الهالكين بفعل هذه الامطار التي لم تشهد المنطقة مثيلا لها منذ ستينات القرن الماضي. وفي خطوات تضامنية تأهب المجتمع المدني بالمنطقة كل حسب موقعه من اجل ايجاد صيغ بديلة تحفظ ماء وجه الاسر المنكوبة، وفتحت مقرات الجمعيات والمنازل الغير المأهولة، وبعد تزايد اعداد المتضررين تم ايواء بعض الاسر و خصوصا النساء في دار الشباب التي اصبحت بناية مهجورة . كل هذا في غياب تام لأي تدخل من طرف السلطات المحلية و المنتخبة، وتكاثفت الجهود بإنشاء تنسيقية الدعم الانساني لضحايا ومنكوبي الفيضانات بتيمولاي من اجل مؤازرة المنكوبين في محنتهم بعد ان اخلت السلطة المحلية و المنتخبة بالتزاماتها تجاههم، وفي الوقت الذي يتم فيه انتظار توصل المنكوبين بحصصهم من المساعدات الانسانية بعد اعلان كلميم منطقة منكوبة، تفاجؤوا بزبانية السلطة التي نزلت بثقلها من اجل اخلائهم من دار الشباب، مع العلم ان هذا المقر خارج عن الخدمة، ما عرض العديد من الاسر للتشرد ووجدوا انفسهم في الشارع بعدما تكالبت عليهم قسوة الطبيعة وظلم بني الانسان من جلدتهم و كذا السلطة المسلطة على رقابهم. واذا كان اعلان منطقة ما منكوبة يقتضي توفير الظروف الملائمة للمنكوبين من اجل بقائهم على قيد الحياة، وتهيئة الملاجئ واماكن الايواء وتوفير المؤن الغذائية لهم كما تنص على ذلك المواثيق الدولية، فربما مسؤولي اقليمكلميم لهم راي اخر، ولعل الطريقة التي تعاملوا بها مع الفواجع التي المت بالساكنة بأودية تيمسورت وتالمعدرت لخير دليل على حجم الاستخفاف واللامسؤولية والارتجالية التي تطبع تدخلهم، هذا ان كان هناك اصلا تدخل.