كما عودتنا عليه الجماهير الصحراوية بشتى أطيافها وتلاوينها في جميع بقاع الصحراء من أحداث متسلسلة مبنية على أساس القوة، والعزيمة، والإرادة، وروابط الجأش انتقالا منها إلى الصراع مع الزمن على أساس الممارسة، والحنكة، والتجربة، وتراكم الحدث ومرورا بها عبر خطوات إلى الوراء من أجل خطوات إلى الأمام مفادها تسجيل المواقف ونهاية بها إلى الإنتصار. ولعل المتتبع للأحداث المستمرة على مدار الأيام والشهور والسنوات... والتي أصبح صداها مرتقب لا على المدى القريب أو البعيد، إضافة إلى ما يحدث في الساحة على مرأى و أمام أنظار الرأي العام أو ما شابه ذلك، وارتباطا بما هو مشهود من روح نضالية من قبل المجموعات المعطلة والتي أساسها الإصرار والعزيمة وقوة الجأش في ما هم مقبلين عليه من صراع مع الزمن بشقيه سواء المادي أو المعنوي، وفي الأخير لا نجد أية حلول لها من طرف المسؤولين المكلفين بها سوى كلمات متداولة ومتكررة ألا وهي : '' فاقد الشيء لا يعطيه '' والصحيح هو '' مالك الشيء لا يعطيه '' وكأنها تفتقد الحلول أو إن صح التعبير: أنها منعدمة الحلول. ولعل ما أصبح متداولا بين وسائل الإعلام سواء منها السمعية أو البصرية وما جاء على ألسنة مسؤولين كبار هم في آخر المطاف يعدون من أهل الثقة في ما يشاع عنهم، وما صرحوا به في الآونة الأخيرة من حقائق سوف تطال عامة الشرائح الإجتماية المقهورة ألا وهي الإستفادة والتمكين من جميع الحقوق المفروضة والمستحقة لكافة الأطياف – أطر ، معطلون ، معوزين ، أرامل ، يتامى ، معاقين... ونقول لهؤلاء المسؤولين في وعودهم : كما قال الحبيب المصطفى لسلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنه '' لمن يسأل حقه ويمنع حق الغير منه '' فأمره الحبيب في الإعراض إلا في الثالثة فجذبه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا ، وعليكم ما حملتم ) رواه مسلم . على إثر خلفيات اللقاءات التي قام بها والي العيون مع وزير الداخلية بالرباط، والتي كشف النقاب فيها عن الميزانية التي رصدتها وزارة الداخلية لجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء والتي منحت من خلالها 120 مليار سنيتم، لحل المشاكل الاجتماعية والإقتصادية التي تعاني منها فئات كبيرة من ساكنة المنطقة إلى جانب ما وعد به والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء عددا من المعطلين بالدفاع عن ملفهم المطلبي وحقهم في التوظيف، وذلك بإقتراح "كوطا" لمعطلي المنطقة الحاملين للشواهد العليا، كما وعدَ حوالي 65 ألف مواطن بالحصول على منصب شغل وسكن. وكما سبق لوزير الداخلية محمد حصاد، أن وعد خلال زيارات متكررة لمدينة العيون، تنسيقيات المعطلين وبعض الفئات الإجتماعية، بإيجاد حل لمعاناتهم من خلال مقترحات تم مناقشتها مع الوالي بوشعاب يحضيه، والمتمثلة أساسا في التوظيف المباشر ومنح الأسر المعوزة وبعض الحالات الإجتماعية بطائق إنعاش وبقع أرضية. وما علينا أن نقول لهم إلا كما قال الحق سبحانه في محكم تنزيله ﴿ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ﴾. وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال : « آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان » متفق عليه . والسؤال المطروح هو هل ستستفيد هذه الفئات المهمشة من هذه الحقوق أم أنها لا تغدوا أن تكون مجرد إشاعات صحفية لكسب الوقت والتخفيف من حدة الإحتجاجات والتوتر الجماهيري الذي تغلي به الصحراء ؟