في إطار فعاليات النسخة السادسة من مهرجان الداخلة للمسرح الحساني المنظم هذه السنة تحت شعار:"المسرح الحساني و حقوق الانسان "، تم يوم أمس الأحد 21 شتنبر الجاري بمدينة الداخلة لؤلؤة الصحراء تنظيم ندوة فكرية حول موضوع:" نحو سياسة ثقافية هادفة بالصحراء". الندوة التي عرفت حضور عددا لا بأس به من المشاركين و المهتمين بالمشهد الثقافي على المستوى الوطني عموما و بالأقاليم الصحراوية خصوصا فضلا عن عدد من الضيوف الكرام من العراق الشقيقة. العرض الأول و الذي خصص لمقاربة إشكالية "السياسة الثقافية بين الحقيقة و الوهم" أطره الأستاذ الشرقي خطري باحث في العلوم السياسية و الاعلام بجامعة محمد الخامس-أكدال،في حين خصص العرض الثاني لتناول موضوع :"الثقافة الحسانية من خلال وسائل الاعلام" من تأطير الأستاذة عزيزة الشقواري صحفية و شاعرة و رئيسة رابطة كاتبات المغرب. من جهته حاول السيد بلال صامبا عضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان الداخلة أوسرد مقاربة الموضوع من زاوية حقوقية محضة من خلال موضوع :"السياسة الثقافية و حقوق الانسان، أية علاقة؟". العرض الأخير المبرمج في هذه الندوة الفكرية خصص ل"مسألة الفعل الثقافي الرسمي يالصحراء " للدكتور محمد بوزنكاط أستاذ بكلية الآداب و العلوم الانسانية بجامعة ابن زهر بأكادير و الذي تعذر عليه الحضور، حيث ألقى العرض نيابة عنه الدكتور السالك بوغريون. و قد حاول الأساتذة الباحثون تشخيص الواقع الثقافي بالصحراء و طرح جملة من الأسئلة المرتبطة ب: - أي ثقافة نريد و تريد الدولة للصحراء؟ - كيف يمكن إرساء لبنات سياسة ثقافية هادفة بالصحراء؟ - و كيف يمكن إدماج هذه الثقافة و استثمارها كرافد للتنمية المستدامة على المستوى المحلي؟ و قد أجمع الحاضرون على غياب في الوقت الحالي لسياسة ثقافية بالصحراء و فضلوا الحديث عن فعل ثقافي يحتاج إلى المزيد من العمل و تظافر جهود كافة المتدخلين سواء الهيئات الرسمية و الأحزاب السياسة و النخب المحلية و المجالس المنتخبة و فعاليات المجتمع المدني و كل الطاقات و القوى الحية بالمنطقة، و شددوا على ضرورة أن يلعب الاعلام الوطني و الجهوي دورا كبيرا في التسويق الجيد و العقلاني للثقافة و التراث الحساني بعيدا عن الصور الفلكلورية و النمطية التي يتم تقديمها حاليا عن ساكنة الصحراء، كما طالبوا بضرورة خلق لجنة للعمل و التفكير تنتقل من إرساء دعائم سياسة ثقافية إلى صناعة هذه الثقافة. و في ختام هذه الندوة التي عرفت نقاشا تفاعليا بين السادة المحاضرين و الجمهور تم الخروج بعدد من التوصيات الهامة تروم أجرأة و تفعيل الفصل الخامس من الدستور و الذي نص صراحة على أن الدولة تعمل على صيانة الحسانية باعتبارها جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الموحدة، خاصة إذا ما تم استحضار أن هذه الثقافة إذا ما تم استثمارها بشكل جيد يمكن أن تلعب دور موحد بالمنطقة نظرا لامتداداتها الجغرافية التي تطال عددا من بلدان الجوار و وسيلة تقريب و نقاط التقاء بين شعوب المنطقة و حلقة وصل بين المغرب و عمقه الافريقي.