أثناء كل حرب إبادة يشنها الكيان الصهيوني على إخواننا العزل المحاصرين في سجن غزة , يطل علينا المتطرفون الأمازيغ لتذكيرنا بمآسي إخواننا في الجبال النائية في الأطلس الذين يموت أطفالهم و عجائزهم من شدة البرد ، و حرب هذه الأيام تتزامن مع فصل الصيف فتذكر المتطرفون الشاذون إخواننا أمازيغ أزواد في مالي و معاناتهم من ويلات الفاقة و الجوعو الحرب , يدعي المتطرفون أن هؤلاء أولى بالمساعدة و التعاطف ,و يرددون بعض المقولات العنصرية المتهافتةضد العرب إخوانهم في الدين و الوطن.هذه الدعاوى تجعلنا نتساءل عن خلفيات هذه المواقف التي تستغل معاناة الآخر لتبرير العدوان الصهيوني و صرف نظر الأمة عن التعاطف و دعم الشعب الفلسطيني . و نتساءل كذلك عن طبيعية العلاقة الصهيوأمازيغيةو سبل الحد من ظاهرة التطرف الأمازيغي العرقي المدمر ؟ القرية الصغيرة التي نعيش فيها و في ظل انتشار المعلومة عبر وسائل و وسائط متعددة لم تعد تسمح لأحد بإخفاء أجندته السرية و توجهاته الخبيثة , فمهما تظاهر المتطرفون الأمازيغ بالدفاععن الحقوق الكونية من كرامة و مساواة , و النضال من أجل العدالة في اقتسام الثروة , تأبىالمواقف و ردود الأفعال إلا أن تسقط أقنعتهم , فقد فضحت وجههم القبيح و البشع مواقفهم من الاحتلال الصهيوني و حروب الإبادة التي يعيشها الفلسطينيون, و كشفت حقيقتهم كذلك دراسة للباحث الإسرائيلي في مركز " موشي ديان " بريس وايتزمان التي أماطت اللثام عن الدعم الصهيوني للتيار المتطرف في الحركة الأمازيغية و أكدت بأنهم أداة لتلميع صورة هذا الكيان المحتل تحضيرا للقبول التدريجي له اجتماعيا , و أيضا وسيلة لتنفيذ السياسة الخارجية لإسرائيل في شمال افريقيا من خلال وسائل متعدد كالتطبيع الثقافي من خلال المهرجانات الثقافية و الدندنة حول تاريخ اليهود في المغرب و الترويج للمحرقة اليهودية و تبادل الزيارات تحت مظلة البحث العلمي الأكاديمي و التنقيب عن المشترك التاريخي, و في الجانب السياسي أصبح الارتماء في حضن الكيان الصهيوني عند النشطاء السياسيين الأمازيغ المتطرفين وسيلة للدفاع عن النفس و التجاء لحليف تاريخي للأمازيغ ضد القومجيةالعربية و المتطرفين الإسلاميين و قد صرح بذلك الدغرني مؤسس الحزب الأمازيغي الديمقراطي المحظور . من عجيب مواقف المتطرفين الأمازيغ اعتبار الكيان الصهيوني أحد قوى السلام في العالم و أن من حق المستوطنين الغاصبين أن يعيشوا بأمن و حرية و من حق الكيان سحق حماس و الجهاد وقوى المقاومة المختلفة, نتساءل لو كان هؤلاء زمن الاستعمار ماذا كانوا سيعتبرون فرنسا و إسبانيا و إيطاليا , هذه الدول التي احتلت و عاتتفسادا في مختلف مناطق المغرب الكبير إضافة إلى قتلها لملايين الشهداء الذين قدموا أرواحهم الغالية دفاع عن تراب أوطانهم , من جهة أخرى بماذا كان سيصف هؤلاء حينئذ عمر المختار و موحا احموالزياني و ابن باديس و الأمير عبدالقادر و عبد الكريم الخطابي هذا الأخير الذي يتبجح المتطرفون بكل وقاحة بحمل أو بالأحرى تدنيس صورته في ملتقياتهم و مسيراتهم . إن أمازيغ العالم الأحرار يتبرؤون من هاته الشرذمة التي تسبح ضد التيار و التي شوهت النضال الأمازيغي المشروع , و إن الخلط بين الانتماءات و المواقف الأيديولوجية و السياسية المتطرفة و المطالب الأمازيغية العادلة من شأنه أن يضر بالقضية و يجعلها منبوذة شعبيا .و هذا ما حصل بالفعل حيث ترسخ عند الكثيرين أن الحركة الأمازيغية معادية للدين و مهددة للتعايش التاريخي بين المكونات المختلفة للشعب المغربي . و للحيلولة دون اتساع رقعة التطرف المدمر بين مكونات الحركة الأمازيغية لابد أن تتعالى أصوات المعتدلين الذين يرون في الأمازيغية شأنا عاما و مشروعا مجتمعيا لكل المغاربة ومن شأن إنجاحه تعزيز التنوع الثقافي و اللغوي ,و تقوية الأخوة التي تربط بين أفراد المجتمع وكذلكالحفاظ على الثوابت الوطنية التي يأتي على رأسها الدين الإسلامي الذي نصره الأمازيغ و تنافسوا في حفظه و خدمة علومه المختلفة عبر التاريخ .