عرفت ثانوية الصداقة التأهيلية حالة من الفوضى طيلة فترة الدورة الاستدراكية لامتحانات الباكالوريا ، تمثلت في ضبط العديد من حالات الغش خلال اليوم الأول من امتحانات الباكالوريا الذي صادف الثلاثاء الماضي، حيث أكدت عدة مصادر للموقع أنه تم ضبط أكثر من 100 هاتف نقال( مع الإشارة إلى أن غالبية المترشحين ضبطوا بأكثر من هاتفين)، إلا أن تدخلات حالت دون كتابة تقارير في الموضوع وتم إرجاع بعض الهواتف لأصحابها، وذلك بحضور الملاحظ سالم.إ المسؤول عن مكتب الرخص بنيابة كليميم، كما تماطل رئيس المركز في تزويد الأساتذة بمحاضر لكتابة تقارير حالات الغش، مما جعلهم يغادرون الإدارة، وتركوا الهواتف في عهدته. وفي صباح اليوم الثاني – أربع قاعات علمية فقط- عرفت عملية المراقبة تشددا من نوع خاص، حيث عرفت عملية الحراسة انزالا نيابيا حيث ساهم في الحراسة كل من أضرضور- كاتب اداري - و الشويعر هذا الأخير، وفي مساء نفس اليوم فتح باب الغش على مصراعيه في القاعة 6 – الثانية باك أداب-. كما تناوب على الأقسام مجموعة من الملاحظين، وعكس اليوم الأول فقد تم تسليم الأساتذة المحاضر، وطلب منهم تحرير تقارير الغش. وبلغ التسيب الذي عرفه مركز الامتحان بثانوية الصداقة التأهيلية، مداه خلال اليوم الأخير، فحسب شهادات حصلنا عليها من مجموعة من المترشحين، فوجئ تلاميذ بإحدى القاعات – صبيحة اليوم الأخير للامتحان- بمترشح يدخل إلى قاعة الامتحان بعد أكثر من 30 دقيقة على بداية حصة التاريخ والجغرافيا، بعد تسلقه سور الثانوية، ليتم إرساله إلى الإدارة التي رفضت تمكينه من اجتياز الامتحان، واستدعت الشرطة لاعتقاله، ليقوم هذا الأخير بالعودة للاحتجاج أمام الإدارة بعد نهاية الامتحان في الساعة 11،كما ذكرت مصادر أخرى أن مترشحا آخرا دخل بنفس الطريقة، وتوجه إلى إحدى القاعات وقام بالتوقيع في محضر الحضور ب"القوة" فوق عبارة " غائب" التي سجلت سلفا بالمحضر، وآخر تم توقيفه بساحة الثانوية بعد تسلقه السور. وقد قام مدير أكاديمية كليميم السمارة بزيارة للمركز صبيحة اليوم الأخير، وتم الوقوف على حالات عديدة للغش، وحسب مصادر متطابقة؛ فقد تم ضبط حوالي 160 هاتفا نقالا( بعض الحالات ضبط معها أربع هواتف). ومباشرة بعد مغادرة المدير للمركز، شرع ممثلين عن إدارة الثانوية في الدخول إلى قاعات الامتحان أثناء اجتياز المترشحين للامتحان لتوزيع الهواتف على البعض - التي ضبطت خلال اليومين الأول والثاني- علما أن هنالك من المترشحين من استرجع هاتفه من الإدارة خلال اليوم الأول ب" القوة". كما قام موظفي النيابة سالم.إ و الشويعر المسؤول بمكتب تسيير المؤسسات بجولة على قاعات الامتحان، وطالبا الأساتذة بتسليم الهواتف للمترشحين الذين ضبطوا في حالة غش، تجنبا لوقوع احتجاجات نظرا للحالات الكبيرة التي تم ضبطها، على أساس كتابة التقارير دون إرفاقها بالهواتف النقالة، وبالفعل تم إرجاع الهواتف للعديد من الحالات ولم تتم كتابة أغلبية التقارير، نظرا لتسريب أسماء الأساتذة محرري تقارير الغش . وتم الاقتصار على كتابة تقارير حوالي 50 حالة دون غيرها. ومباشرة بعد الساعة 11 صباح ليوم الخميس، سادت حالة من الفوضى العارمة بالثانوية، حيث احتشد مجموعة من المترشحين الذين ضبطوا في حالة غش أمام الإدارة وأخذوا يرددون عدة شعارات – هذا عيب هدا عار التلميذ في خطر- وتهديدات مباشرة للأساتذة المراقبين، وعبارات السب والقدف، وتمت محاصرة مجموعة من القاعات كما حاول البعض اقتحام قاعة الأساتذة التي كان يتواجد بها الأساتذة لتحرير التقارير، وطالبوا بالحصول على هواتفهم النقالة، في حين كانت مجموعة أخرى مرابطة خارج أسوار الثانوية ، مما أدى إلى دخول الشرطة إلى الثانوية، و في غياب أدنى شروط الحماية بقي الأساتذة داخل القاعة لمدة طويلة، في حين أكد لنا مجموعة من الأساتذة عن سخطهم لعدم تكليف السيد النائب الإقليمي نفسه عناء الحضور إلى الثانوية أثناء وقوع هذه الفوضى و تحمل المسؤولية المنوطة به، علما أن العديد منهم تعرض للإهانة والتهديدات من طرف الغشاشين داخل قاعات الامتحانات. هذا وسجل بعض المترشحين امتعاضهم من سياسة الكيل بمكيالين التي تم التعامل بها مع حالات الغش، ففي الوقت الذي تم التغاضي فيه عن حالات الغش خلال اليوم الأول، وكذلك بعض الحالات خلال اليومين الثاني والثالث، تم التعامل بحزم مع حالات أخرى. ونشير إلى أنه – وكحالة استثنائية - تم تخصيص مركز ثانوية الصداقة التأهيلية فقط لتلاميذ ثانوية للامريم التأهيلية، في حين أن تلميذات الصداقة اجتازوا الدورة الاستدراكية بمركز آخر، كما أن كل المراكز خصصت لأكثر من ثانوية. كما نشير إلى أن ممثل إدارة ثانوية للامريم حضر متأخرا إلى المركز، فتم منعه من الدخول، كما أن بعض المترشحين اجتازوا الامتحان بنسخة من بطاقة التعريف لم تكن واضحة بما فيه الكفاية، مما يطرح التساؤل عن الجهة التي يمكنها التعرف على تلاميذ ثانوية للامريم، في حالة الشك في هوية البعض في ظل غياب ممثل الثانوية.