مدير الثانوية التأهيلة البارودي خارج الخدمة منذ أمس الإثنين. قرار اتخذته مديرة أكاديمية وزارة التربية الوطنية بالدارالبيضاء، بعد ذيوع خبر حالة الغش الاستثنائية التي عرفها مركز التصحيح «الثانوية التأهيلية البارودي» خلال عملية التصحيح أوراق امتحان البكالوريا في دورتها الأولى. قرار مديرة الأكاديمية، جاء بعد أن أثبتت المعطيات الأولية التي خلصت إليها لجنة التحقيق المكلفة بالملف، وقوع عملية غش وتزوير كبيرة داخل المركز المذكور. «تم اتخاذ إعفاء مدير ثانوية البارودي بناء على استنتاجات وملاحظات لجنة تقصي الحقائق التي كلفتها الأكاديمية بالموضوع» تؤكد خديجة بن شويخ مديرة الأكاديمية بلغة تحمل في طياتها الكثير من القرائن التي تثبت أن حالة الغش التي عرفها المركز المذكور، يحمل توقيع أطراف من داخل هيئة التعليم وأطراف خارجية. ولم تردد المسؤولة الأولى عن قطاع التعليم بالدارالبيضاء في القول «نحن أمام حالة غش متعددة الأطراف ودامغة في الدلائل». «مدير الثانوية أخل فيما يخص مسؤوليته في تأمين أوراق الإمتحان وأوراق التحرير، وهو بذلك كرئيس المركز، أخل بمقتضيات جوهرية من دليل مساطر الامتحان..» تضيف المديرة. الإعفاء .. لم يكن الوحيد من بين الإجراءات التي اتخذتها أكاديمية الدارالبيضاء، إذ أحيل ملاحظ الجودة، المكلف بمراقبة جودة إجراء الامتحان على المجلس التأديبي. «إجراء اتخذ بعدما اتضح للجنة التحقيق، بأن هذا الأخير لم يقم بمهامه على الوجه المطلوب..» تقول مديرة الأكاديمية، قبل أن تستطرد مشيرة إلى أنها، ستمضي في التحقيق في هذه النازلة إلى أبعد حدود. قرارات أكاديمية الدارالبيضاء، لم تخرج عن المساطر القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات، هذا ما أكده مسؤول بالإدارة المركزية لوزارة التربية الوطنية التي توصلت مساء الجمعة 15 يوليوز الماضي، بالخلاصات الأولية لتحقيق الأكاديمية، معلنا أن لطيفة العابدة «كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي» أعطت أمرا باستمرار التحقيق في هذه النازلة الفريدة من نوعها والتي حدثت أثناء عملية التصحيح وبعد نهاية الامتحان. ويؤكد نفس المسؤول من داخل وزارة التربية الوطنية، أن مثل هذه الحالة لا يمكن التعامل معها فقط بالمساطر القانونية المعمول بها في الأنظمة الداخلية للوزارة. فالتعامل معها قد يصل إلى حدود المتابعة القضائية لمن ساهم في عملية التزوير هذه، عند استكمال الملف التحقيق الداخلي. وكان أول خيوط عملية الغش هذه.. تقرير أستاذة المصححة، وثانيها المقارنة بين النقاط التي حصل عليها صاحب الرقم السري في باقي المواد التي اجتازها، والتي حطم في معظمها الرقم القياسي ال«20» وكاد أن يقترب منه في مواد أخرى. وبين نقاطه في المراقبة المستمرة والامتحان الجهوي. والنتيجة خلصت إلى وجود فرق كبير بين نقاط الامتحان الوطني ونقاط القسم. وأشارت إلى أن هناك أياد خفية تعمد إلى سحب الورقة الأصلية التي دون عليها المرشح أجوبته، لتستبدل بورقة إجابة جديدة، تحمل نفس الرقم السري للمترشح.. لكن لا تحمل نفس خط المراهق. لتدشن بذلك هذه العملية شكلا جديدا من أشكال تزوير نتائج البكالوريا الوطنية. مؤطر لم تخل الدورة الاستدراكية للباكالوريا من حالات الغش، إذ شهدت أكاديمية الدارالبيضاء، ثلاث حالات فريدة من نوعها تطلبت تدخل رجال الشرطة. أغربها ما عرفته الثانوية التأهيلية «الشريف الإدريسي». وكان بطلها أحد الأشخاص الذي تسلق سور الثانوية، واقتحم قاعة الامتحان واختطف ورقة أسئلة امتحان الفيزياء ولاذ بالفرار. وعملية الغش الثانية، عاشتها الثانوية التأهيلية «مولاي ادريس» بعدما تم ضبط تلميذة، تتلقى إيجابات مادة الفيزياء عبر الهاتف. وبعين الشق، هي الأخرى تدخلت الشرطة بعدما تم ضبط أحد الأشخاص يقوم بنسخ إيجابات مادة الفيزياء، في انتظار أن تصل للممتحنين في الدورة الاستدراكية للباكالوريا. ولم تتعد حالات الغش المضبوطة في الدورة الأولى للباكلوريا 16 حالة. مع أن عدد هذه الحالات كان يتراوح إلى حدود السنة الماضية بين 60 و65 حالة غش. رحاب حنان