احتضن فندق المسيرة لقاء سمي بمائدة مستديرة ،وهي المائدة التي لم يجتمع حولها احد إلا أثناء شرب الشاي، وتناول الحلويات التي قدمت للمشاركين،فاللقاء أعلن عن انطلاقه على الساعة العاشرة والنصف، حسب الدعوة الموجهة للصحافة وللفاعلين الجمعويين المختارين من طرف المنظمين ( جمعية الساقية الحمراء للهجرة والتنمية واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون- السمارة) لكن اللقاء لم يبدأ إلا بعد ساعتين من موعده ،حيث حضر أعضاء الجمعية المنظمة، والمعنيين باللقاء أي المهاجرين الأفارقة،حيث استهل اللقاء بكلمة لرئيس الجمعية رحب فيها بالحضور وذكر بان اللقاء يدخل في إطار التحسيس لعملية تسوية وضعية المهاجرين التي تبنتها الدولة ،لياخد الكلمة بعد دلك رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ،ويخبر الحاضرين بأنه في لحظة تاريخية يحتضن فيها حسب "الشرقاوي" مفهوم الإنسان الحقيقي وان اللقاء يأتي في إطار انفتاح اللجنة التي يراسها،على كل الفعاليات والطاقات لتجسيد مفهوم حقوق الإنسان.وأعطيت الكلمة بعد دلك "لابوبكر نديا" رئيس لجنة المهاجرين السينيغاليين وأفارقة جنوب الصحراء،الذي عبر عن امتنانه بالمبادرة الملكية التي ترمي إلى تسوية وضعية المهاجرين المقيمين بالمملكة،وشكر كل السلطات والمصالح المعنية وتنظيمات المجتمع المدني المهتمة بموضوع المهاجرين ،واعتبر خطوة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ،و جمعية الساقية الحمراء للهجرة والتنمية تدخل في إطار البحث عن حلول للمهاجرين ،ودعا العاهل المغربي إلى توسيع دائرة شروط التسوية لتشمل اكبر عدد ممكن ،من المهاجرين الأفارقة المقيمين بالمغرب وخاصة أولئك الدين يتواجدون بمدينة العيون. وانتقل الحضور إلى تتبع شروط التسوية التي أقرتها دورية مشتركة بين وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة،حيث قام رئيس جمعية الساقية الحمراء "عبد الكبيرتاغية" بشرحها نقطة نقطة للمهاجرين على سبورة وسائطية،لتتلوها بعد دلك مداخلات للمعنيين تمحورت كلها حول معاناتهم في انتظار تسوية وضعيتهم الإدارية ،وقد طرحوا مشاكلهم والتمسوا إيجاد حلول لها ،وقد كانت إحدى المتدخلات وهي من جنسية موريتانية قد استأثرت باهتمام الحاضرين، حيث تدخلت ابنتها البالغة من العمر حوالي 15سنة،وحكت عن معاناة أمها وإخوتها جراء حرمانهم من الدراسة لعدم تسوية وضعيتهم ،لكون أمهم مطلقة مند أن كان عمرها سنة ولا تتوفر على وثائق الإثبات ودلك عرف جرت به العادة بالقطر الموريتاني ،مند سنوات ويتقاسمه معها المغرب في بعض المداشر والقرى ،حيث ما زالت وزارة العدل والحريات تعمل على تسوية الزواج بالفاتحة والعمل على توثيقه.وقد طالب متدخل آخر بالنظر في أوضاع المهاجرين الدين يعملون بدون عقود ،لدى بعض الأشخاص بصفة شبه سرية أو ما سماه "ب لنوار"وإيجاد حل للباعة الجائلين المنتشرين بشارع إدريس الأول (بوكراع) وشارع اسكيكيمة. ومتدخل آخر قاصر طالب بتسوية وضعيته ،وجعله يلتحق بالمدرسة لأنه سئم الانتظار ،فيما عبر مهاجر آخر عن تأخر تسوية وضعيته، بعد أن تقدم بطلب في الموضوع حوالي ستة شهور.وفي الأخير أسدل الستار على هدا اللقاء الذي استغرق حوالي ساعتين كانت مفيدة للمهاجرين،فيما يخص التحسيس أما الحصيلة فهي ضئيلة جدا لان عدد الطلبات التي قدمت للجنة المعنية بطلبات التسوية بلغت 534طلبا لم يسوى منها إلا 12 طلبا 8حاضرون و4غائبون وكلهم من جنسية موريتانية .وفي الأخير أسفر اللقاء عن عدة توصيات أهمها هي: *ضرورة إعادة النظر في الدورية المشتركة وتوسيعها لتشمل اكبر عدد ممكن من المهاجرين الراغبين في الاستقرار بالمغرب . *مواكبة عملية التسوية بحملات تحيسيسة في صفوف المهاجرين الراغبين في تسوية أوضاعهم. *الحرص على البعد الحقوقي والإنساني في عملية التسوية. *الحق في التنظيم. *عدم مركزة الطعون وجعل الطاعنين يتقدمون بطعونهم لمكتب الهجرة بالعيون. وتجدر الإشارة إلى أن هدا اللقاء حضي بمواكبة إعلامية وازنة من طرف الإعلام الرسمي والمستقل ،وعرف حضور العديد من الفعاليات الحقوقية والنقابية التي طرحت مقترحاتها كما هو الشأن بالنسبة ل "رشيد ابدار" ممثل المنظمة الديمقراطية للشغل التي عرفت مند مدة ،بتبنيها لملف المهاجرين الأفارقة ،حيث قدم عدة اقتراحات من اجل تسريع وتيرة التسوية ،ودعا إلى تكاثف الجهود بين مختلف المتدخلين لجعل ملف التسوية يضع حدا لمعاناة هؤلاء الأفارقة ،الدين أصبحت أعدادهم تزداد يوما بعد يوم بالمدن الصحراوية.