في سابقة من نوعها قامت مكونات قبيلة الركيبات بالسمارة بكل مكوناتها وأطيافها بخطوة فريدة من نوعها حينما توجهت لزيارة موسم الولي الصالح سيدي عبد الرحمان التهالي سليل الشيخ سيدي احمد الركيبي .. وبعد لقاءات مكثفة بين وجهاء وأعيان هذه القبيلة الكبيرة حول الصيغة التي يمكن أن يقوم بها أبناء القبيلة من أجل المشاركة في هذا الموسم الروحي بوجه مشرف يليق باسم ومكانة وتاريخ القبيلة ..وفي هذا الإطار توجهت أزيد من 100 سيارة مختلفة الأحجام محملة بحوالي 15 رأسا من الإبل كناية عن أغلى ما يملكه الإنسان الصحراوي، ليكون المقام أولا بمنزل القائد محمد صالح اباعلي بالطانطان حيث كان فانتظاره بالترحاب وكرم الضيافة حفدة سيدي احمد الركيبي المتواجدين بالطانطان ، لينظم بعد ذلك لفيف من أعيان وأبناء القبيلة الواحدة من العيون لينطلق المسير في اتجاه جماعة تلمزون وتحديدا منطقة وين مذكور التي يتواجد بها مرقد الولي الصالح المعروف ب " عزري وين مذكور" الشيخ سيدي عبد الرحمان التهالي.. هذا وقد كان في انتظار الظيوف القادمين حفدة وأبناء المحتفى به بجميع الفئات العمرية والأطياف من أهل الدخيل الى اهل الرشيد الى اهل ميارة ثم اهل الدبا فأهل السيد.. في حين أقيم حفل مهيب تخللته كلمات تشيد وترحب بالحضور ونفحات من المديح النبوي إضافة الى قصائد شعرية مختلفة، وللإشارة فإن الموسم شهد توافد كل القبائل الصحراوية المعروفة حيث قدر عدد الوافدين بأزيد من 8000 زائر، وفي المقابل تم نصب أزيد من 700 خيمة لاستقبال الضيوف، كما تجدر الإشارة الى المستوى التنظيمي الرفيع الذي عرفه الموسم دون تسجيل حدوث اي انفلات من هنا أو هناك،، وبشهادة العديد ممن حضروا هذا الاحتفال الديني والروحي فإن المناسبة كانت استثنائية وسابقة لم يشهدها التاريخ بالصحراء منذ زمن بعيد، وهي مناسبة -يقول أحد المهتمين- لتجديد روابط التكافل والتضامن والوحدة وصلة الرحم بين مكونات نسيج المجتمه الصحراوي. وللتذكير فالشيخ سيدي عبد الرحمان التهالي عرف قيد حياته بالورع والزهد والتدين كما كان له الفضل في نصرة الحق ونشر قيم التسامح بين مكونات القبائل الصحراوية آنذاك..