تغرق مدينة كليميم هاته الأيام في الازبال بسبب قيام عمال شركة النظافة بالإضراب عن العمل من أجل حث الشركة المشغلة على الالتزام و الوفاء بتعهداتها تجاه هاته الفئة المهشمة و التي تعيش أوضاعا اجتماعية مأساوية و قد دخل هدا الإضراب يومه الثاني من دون ظهور بواد لحلحة هاته الأزمة و التي أصبحت تؤرق بال المواطنين لما لها من الانعكاسات عليه و في هدا الصدد أصدرت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بيانا للرأي العام جاء فيه مايلي: تنوير الرأي العام الكلميمي والوطني حول الأوضاع المزرية لعمال شركة النظافة باب الصحراء للبيئة
إيمانا من نقابة عمال شركة النظافة باب الصحراء للبيئة المنضوية تحث لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بأن العمل وسيلة أساسية من وسائل تنمية البلاد وصيانة كرامة الأجير والنهوض بمستواه المعيشي وتحقيق الشروط الأساسية لاستقرار العائلي والنفسي والإجتماعي ،واكب المسؤولون النقابيون إقليميا ووطنيا الوضعية الإنسانية والإجتماعية الصعبة لعمال هذه الشركة منذ إلتحاقهم بالتنظيم الكونفدرالي سنة 2011 بعد معاناتهم المريرة واستغلالهم البشع في غياب منطق القانون ولا العرف ، معظمهم إشتغل بالشركة منذ 2008 تاريخ تفويت التذبير المفوض لمرفق النفايات لمجموعة شركات صوتراديما جيوبرو للبيئة بأكادير . وطيلة هذه المدة حرص ممثلو العمال تقديم تضحيات جسام وخدمات جليلة لبوابة الصحراء المدينة التي أصبحت نموذاجية في نظافة أزقتها وشوارعها وكل أحيائها ، والساكنة تتمتع ببيئة سليمة وصحية ، وبالمقابل تتعاضم الضغوطات النفسية والإجتماعية والإقتصادية على شغيلة هذا القطاع التي لا يرحمها أحد ، وكثيرا ما تقطع أرزاقها وتسلب حقوقها وكرامتها ولم نسمع يوما ولو إشارة شكر من الأطراف الراعية والمستفيدة لهذا التدبير المفوض . وفي ظل هذه الأوضاع العامة الصعبة والمقلقة التي لا تطاق ، نفد صبر هذه الشريحة من المواطنين البسطاء بسبب تطاول إدارة الشركة على أجورهم الزهيدة لشهور وهم يستغربون الصمت المريب لممتلي سكان الجماعة الحضرية لكلميم الطرف الأساسي في الصفقة بحكم القانون ، وهم يلاحظون يوميا التعسفات والخروقات والإنتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء المهندسون الإسم الذي يطلق على هذه الفئة في بلدان الحرية والديمقراطية عوض إسم بوزبالة الذي يفتخر بعضهم باطلاقها على الأجراء أمام الملأ . إنها إهانة ومس بكرامة مواطن يفترض أن توفر له كل شروط الحياة الكريمة وعناية صحية فائقة وأجر يفوق كبار الموظفين ، فإدارة هذه الشركة السالفة الذكر وهي في عهد الشعارات الرسمية البراقة حكمت على الإجراء بالموت البطيء وفي ظل انعدام الاهتمام بأحوالهم الصحية سجلت إحدى الدراسات الصحية والوطنية انتشار أمراض مزمنة في صفوف شغيلة النظافة كالربو والحساسية والأمراض الجلدية وتلوث الدم والأمراض النفسية دون استفادة ضحايا هذا الإهمال المهول من الفحوصات الطبية والتحاليل الضرورية والتتبع الدائم لصحتهم كما هو متعارف عليه في القوانين المعروفة في طب الشغل , كما أن الجانب الصحي الوارد في دفتر التحملات لا احد يتكلم من الشركاء الأساسيين في هذا المجال الأساسي والضروري في حياة شغيلة النظافة , فالاعتماد المالي المخصص لذلك يحول إلى جيوب المنتفعين من مشاكل وهموم وأمراض هذه الفئة المغضوب عليها في بوابة الصحراء مدينة كلميم. وفي غياب هذه الشروط الأنسانية الكونية إنتفظت هذه الشريحة العمالية صيف سنة 2011 مطالبة بالحد الأدنى للحقوق المهضومة ، وبدلا من الإستجابة لمطالبها المشروعة وجهت بأبشع القمع والتعسف والطرد والتشريد ليستمر الوضع منذ ذلك العهد إلى يومنا هذا ، لتجد إدارة الشركة فرصة لتملصها من تنفيذ كل الإلتزامات المدونة في المحاضر الموقعة مع ممتلي العمال : محضر تسوية نزاع شغل جماعي بتاريخ 12/07/2011 موقع بمندوبية التشغيل بطانطان محضر ثان بثاريخ : 28/01/2014 موقع بمقر وكالة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محضر ثالث بثاريخ : 04/03/2014 موقع بمقر الإتحاد الكونفدرالي بكلميم . هذه المحاضر كلها أنجزت بشكل قانوني وتظمنت كل الحقوق الأساسية المسطرة في مدونة الشغل ، لكن للأسف الحقوق والمطالب مدونة في الأوراق والخسارة والظلم والإستبداد والحيف في الواقع . وأمام هذا الوضع الشاد والمزري المتسم بالفراغ التواصلي لإدارة الشركة التي تفتقد لمحاور حقيقي ومسؤول مع ممثلي العمال وما ترتب سلبا على المطالب المستعجلة للعمال وتوقف معالجة المشاكل اليومية التي تعيق السير العادي لخدمات الشركة كقلة أدوات ووسائل العمل وعطب وتلاشي معظمها ، اضطرت الإدارة النقابية الكونفدرالية إقليميا ووطنيا إلى مكاتبة السيد الوالي الجديد عامل إقليمكلميم قصد التدخل لإنقاد ما يمكن إنقاده ، حيث وجهت له مراسلة طلب عقد اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة بتاريخ 14/03/2014 تحث عدد 15/2014 طبقا للمادة 558 لقانون مدونة الشغل . وبتاريخ 24/03/2014 تحث عدد 16/2014 وجهت مذكرة مطلبية في هذا الشأن للسيد الوالي . ونفس المراسلات توصلت بها مندوبية التشغيل بطانطان قصد الإخبار والتنسيق مع المصالح المختصة بولاية جهة كلميمالسمارة . وبعد استنفاذ كل الإجراءات الإدارية والمساعي الحميدة لتجنب الإحتقان والتوثر بالقطاع قرر عمال الشركة في جمعهم العام التنظيمي بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يوم 08/04/2014 خوض إضراب إبتداءا من يوم الجمعة 11/04/2014 قابل للتمديد في حالة عدم تسوية المشاكل المتراكمة سواء تعلق الأمر بالحقوق العادلة للأجراء أو تحسين ظروف عملهم الصعبة ، والغريب في الأمر أن الجماعة الحضرية بكلميم التي لا تولي أية عناية ولا إهتمام للعنصر البشري أطلعت على الأجراء ومعهم الرأي العام المحلي بإصدارها لرسالة موجهة إلى مدير الشركة تحذره لأول مرة منذ تاريخ إبرام هذه الصفقة بالنتائج الوخيمة للإختلالات الكثيرة والتي لا تعد ولا تحصى لتدبيرها مرفق النفايات الصلبة بالبلدية ، بعد سكوت لسبع سنوات كلها علاقة المصالح المتبادلة دون الوقوف ولو بإشارة في الرسالة المذكورة على معاناة الأجراء المحرومين من كل الحقوق التي ضمنها قانون مدونة الشغل وكل المواثيق الدولية وكذا ما تم تدوينه في ما يصطلح عليه بدفتر التحملات الذي ما فتيئ ممثلي العمال يطالبون بالإطلاع عليه كحقهم المشروع باعتبارهم شركاء وليسوا عبيذا . إن شغيلة القطاع التي أصبحت ضحية الحسابات الضيقة الداتية والمسرحيات المفضوحة بين الأطراف المتعاقدة ، ستبقى صامدة موحدة للدفاع عن مطالبها وحقوقها المهضومة وملتزمة بأداء واجبها المهني خدمة لساكنة بوابة الصحراء مدينة كلميم .