منعت السلطات الإقليمية بطاطا في الآونة الأخيرة جمعية النور من تسلم شيك بنكي مخصص لها، لتسيير النادي النسوي الذي تشرف عليه بشراكة مع مندوبية التعاون الوطني . و لتسليط الضوء على هذا القرار المتخذ تحت مرآى و مسمع من العامل الجديد؛ نحاور السيد رئيس جمعية النور . مرحبا بكم السيد الرئيس، نود في البداية أن تعرفونا بجمعيتكم؟ بسم الله الرحمن الرحيم في البداية أود أن أتقدم إليكم بالشكر الجزيل على الاستضافة؛ بالنسبة لجمعية النور للثقافة والرياضة والأعمال الاجتماعية وحماية البيئة، رأت النور بدوار تكريح يوم 13 أبريل 2006 بعد مخاض عسير ونقاش دام لزهاء 3 سنوات بين مجموعة من أبناء دوار تكريح الغيورين . وكان الهدف من التأسيس إعطاء دفعة جديدة للعمل الجمعوي بالدوار خصوصا وقيادة أديس عموما ؛ وفعلا نجحنا وفي وقت وجيز من خلق دينامية جديدة، وكنا السباقين في تنظيم تظاهرات ثقافية ورياضية نوعية بالمنطقة كما ساهمنا بشكل فعال في إخراج النسيج الجمعوي لجمعيات المجتمع المدني بأديس . ما هي بعض انجازاتكم المهمة ؟ على مستوى الانجازات فأظن أنه لا يختلف اثنان في كون جمعية النور قدمت إضافة نوعية للشأن الرياضي والثقافي على مستوى قيادة أديس ؛ ولا أظن أن المجال يسع لسرد كل الانجازات التي حققناها بفضل الله تعالى وتضحية أعضاء المكتب طوال السنوات الماضية ، وسأكتفي بذكر أهم المشاريع الثقافية والرياضية والاجتماعية والبيئية. ü على المستوى البيئي : نظمنا حملات نظافة على مستوى دوار تكريح و حسسنا بخطورة بعض الأنشطة المضرة بالبيئة ü ثقافيا : نظمنا 3 مهرجانات ثقافية ؛2 منها بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بغلاف مالي ناهز 60000 درهم. تأطير ما يناهز 120 امرأة في مجال محو الأمية في الثلاث سنوات الأولى بإمكانياتنا الخاصة ثم في إطار برنامج محو الأمية الذي تشرف علية وزارة التربية الوطنية . اجتماعيا : تنظيم حملة طبية باستضافة الجمعية المغربية لضعاف البصر و بتنسيق مع جمعية أوسرت ، حيث استفاد ما يناهز 400 شخص من مجموعة من الفحوصات .و تم توزيع العديد من النظارات مجانا. المساهمة في بناء سياج المقبرة وتوزيع مجموعة من المساعدات للمعوزين وبعض الألبسة بتنسيق مع جمعيات صديقة ، توزيع مجموعة من المحافظ المدرسية والكتب بتنسيق مع جمعية فرنسية للمعاقين ، لفائدة تلاميذ م/م الواحات وكذا إعدادية الوحدة ، الإشراف طيلة السنوات الماضية على تقديم دروس لدعم التلاميذ مجانا. رياضيا : نظمنا جملة من الدوريات في كرة القدم البعض منها موجه لأبناء الدوار، والبعض الأخر عرف مشاركة فرق من دواوير مجاورة تأطير واحتضان فريق كوكب تكريح لكرة القدم من خلال توفير البدل والمعدات الرياضية تنظيم مجموعة من السباقات على الطريق في مجال العدو الريفي ناهيك عن مجموعة من الأنشطة التي لا يسع المجال لذكرها. التكوين : حضرنا في مجموعة من المحطات التكوينية وغيرها على غرار دورتين تكوينيتين بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، والمعرض الدولي للفلاحة بأرفود ضمن وفد مكتب التعاون المغربي البلجيكي . المشاركة الفعالة والوازنة في إعداد المخطط الجماعي لجماعة أديس في كل أطواره .... ما هي أهم اتفاقيات الشراكة التي أبرمتموها ، ما تقييم الأطراف الأخرى لعملكم ؟ أولينا اهتماما خاصا لهذه المسألة منذ التأسيس، ووضعناها ضمن أولوياتنا ؛ فقد تم : · عقد شراكة مع إعدادية الوحدة حيث اعتبرنا من الجمعيات الصديقة لهذه المؤسسة ، ونظمنا أنشطة مشتركة ودائما كان الترحيب بنا وإشراكنا في هموم المؤسسة ؛ ثم بعد ذلك عقدنا شراكة مع م/م الواحات ونيابة وزارة التربية الوطنية في عهد النائب الإقليمي "جامع وارزمان" ؛ · كما عقدنا شراكتين مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بموجبهما ثم تمويل المهرجان الثقافي الثاني والثالث للجمعية كما سبق الذكر ؛ · ثم شراكة مع المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني ، بموجبها نسير مركز التربية والتكوين أديس الذي ظل لسنوات مقفل لغياب من سيسيره . وللتذكير ففي عهد المندوب السابق والذي أثنا على جهودنا غير ما مرة، لم نكن نستفد من أي دعم أو منحة بل نوفر كل حاجيات المركز من إمكانياتنا الذاتية حيث يبلغ عدد المستفيدات من تعلم الفصالة والخياطة كل موسم تقريبا: 40 فتاة ،و20 من أطفال الروض و 4 مؤطرات :2 للفصالة والخياطة ، وواحدة لروض الأطفال و واحدة لتقديم دروس الدعم . لكن للأمانة فمع مجيء المندوب الحالي استفدنا من منحة للتسيير كما تم مد المركز بالعديد من الأجهزة ( حاسوب طاولات , طابعة dvd . , تلفاز ...) وبدوره أشاد بمجهوداتنا وطريقة العمل . · شراكة مع وزارة التربية الوطنية للإشراف على برنامج محو الأمية على مستوى دائرة طاطا بمبلغ 103000 درهم واستفاد من العملية أزيد من 300 مستفيدة ... منعتم من طرف السلطات الإقليمية من الاستفادة من تسلم شيك يخص منحة التعاون الوطني لهذا الموسم، ما الأسباب ؟ مند الموسم الماضي ونحن ننتظر تسلم المنحة ، وسيرنا المركز بإمكاناتنا المتواضعة وتضحية خاصة لعضوين من الجمعية من مالهما الخاص حتى يستمر المركز في أداء وظيفته .وفي كل مرة يقدم لنا عذر، لنفاجأ مع بداية هذه السنة باستدعاء جميع الجمعيات الشريكة إلا جمعيتنا . و عند استفسارنا المندوب عن السبب قال أن الأمر يعود إلى السلطات الإقليمية التي أكدت --في شخص رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية - أن الشيك الخاص بالجمعية موجود فعلا ولكن لا يمكن تسليمه إلا بعد إجراء انتخاب مكتب جديد لا يضم اسم الرئيس الحالي لكونه يشكل خطر على استقرار الدولة . مما جعلنا نصاب بالدهول جراء هذا الرد اللاقانوني والذي لايقبله لا العقل و لا المنطق كما ، تساءلنا عن الخطر الذي يشكله شخصي المتواضع والذي أفنا جزء ليس باليسير من حياته لخدمة هذا الوطن سواء من داخل مهنته أو على مستوى النشاط الجمعوي من داخل إطارات جمعوية متعددة ، وعن سبب هذا التدخل السافر في شؤون إطار جمعوي مستقل انتخب الرئيس في جمع عام ديمقراطي . فهل كثرة النشاط والعمل الجمعوي الهادف والجاد أصبح خطرا على الدولة . قصة الخرق هاته لم تنل فقط من جمعية النور، بل تجاوزت ذلك إلى الضغط - في وقت سابق على أعضاء مكتب جمعية الوحدة الخيرية المكلف بتسيير شؤون دار الطالبة أديس ،التي قدمت لها خدمات كبيرة يشهد بها الجميع ونسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع- لاستبعادي من المكتب مقابل الحصول على المنحة السنوية و حتى الوعد بالزيادة في المبلغ شريطة استبعادي من تشكيلة المكتب –بالمناسبة أشكر أعضاء هذا المكتب على ثباتهم ضد هذه الاستفزازات ورفضهم هذه التعليمات الفوقية - أضف إلى هذا توقيف ملف فتح دار الطالب أديس رغم وعد المدير العام للتعاون الوطني لنا بالإشراف شخصيا على الملف حين زيارته للإقليم و إشرافه على دورة تكوينية ووقوفه على طريقة تسييرنا لدار الطالبة التي حصلت على الرخصة في وقت و نالت الريادة إلى جانب دور سبقتنا و فتحت أبوابها بسنوات, إلا أن السلطات بالإقليم قبرت الملف في دهاليز العمالة . السؤال المطروح هو هل الأنشطة التي ننظمها و نسلك فيها المساطر القانونية وأمام مرأى ومسمع السلطات ، أقحمنا انتماءاتنا السياسية فيها ( اذا كان الجواب نعم فنحن مستعدين للمحاسبة ولماذا لم تتدخل السلطة في حينه) . العكس هو الصحيح سيدي ، فمنذ التأسيس حرصنا كل الحرص على أن يلتزم الجميع بالأهداف المسطرة بالقانون الأساسي عكس جملة من الإطارات الجمعوية التي لا تنشط إلا وقت الانتخابات دون حسيب أو رقيب .ما خلصنا إليه هو أن الحديث عن العهد الجديد والانتقال الديمقراطي ودستور 2011 وما خص به العمل الجمعوي لا يغدو أن يكون سوى كلام على الورق أما الحقيقة هي أن المخزن لازال يتحكم في كل كبيرة وصغيرة، ودولته العميقة تحسب أنفاس المغاربة ؛ فعن أي مجتمع مدني نتحدث في ظل هذه الخروقات القانونية في واضحة النهار ومعاقبة العاملين في المجال على قناعتهم السياسية . ما رد فعلكم ؟ كيف ستتفاعلون مع هذا السلوك غير القانوني كما تصفون ؟ ردة فعلنا كانت بشكل عقلاني ومتأني حيث استفسرنا في بداية الأمر من يهمهم الأمر عن سبب إقصائنا من المنحة و اعتقدنا أن قدوم العامل الجديد ربما ينصفنا ويعيد الأمور إلى مجاريها خصوصا وأنه وعد بحل المشكل باعتبار الجمعية في وضعية قانونية ؛ إلا أن الردود التي تلقيناها مؤخرا من قبل مسؤولين يعملون تحت إمرته، تشير كلها أن الجميع مصمم على إقصائنا و التدخل في شؤون جمعيتنا ، لكن أؤكد لك أن كل هذا لن يثنينا عن المطالبة والدفاع عن حقوقنا المشروعة وسنسلك جميع الطرق القانونية لتحقيق ذلك كما نناشد كل الفاعلين الجمعويين والحقوقيين الوقوف بجانبنا في هذه المحنة وهذا ليس بعزيز على الطاطويين الأحرار الذين أبانوا غير ما مرة عن حسهم التضامني في عديد الملفات المشابهة . كلمة أخيرة ؟ في الأخير أشكركم مرة أخرى على الاستضافة، كما أغتنم الفرصة لأتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في تأسيس هذه الجمعية الفتية وناضل من أجل استمرار أنشطتها ، وأجدد الدعوة إلى كل فعاليات المجتمع المدني على المستويين المحلي و الوطني لمزيد من التعبئة الشاملة ورص الصفوف من أجل المطالبة بإدخال تغييرات على قانون تأسيس الجمعيات من أجل مزيد من الحرية و الوصول إلى الاستقلالية الحقيقية من أجل جعل المجتمع المدني قوة اقتراحية حقيقية ولعب دور فعال في بناء الوطن دون إقصاء أو تهميش لأي أحد، لأن الوطن يسع الجميع.