نظمت العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية فرع أزيلال يوم الجمعة 06 ماي 2011 بدار الثقافة، الندوة الجهوية الثالثة تحت شعار: محاربة الأمية رهان لتحقيق التنمية البشرية والديمقراطية، تخليدا للذكرى 54 لتأسيس التعاون الوطني، وتثمينا لمجهودات العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية في تجسيد روح المبادرة الوطنية والاهتمام بالعنصر البشري، باعتباره الحلقة الرئيسية في أية تنمية منشودة. وإدماجه في سياق التنمية الشاملة، واعتبارا أن محاربة الأمية ليست مجرد تلقين لقواعد القراءة والكتابة فحسب، بل الأمية بمعناها الجديد، الذي يطرحه فجر الألفية الثالثة: هو العجز عن الاندماج في مجتمع التواصل والإعلام واستيعاب وتوظيف التطور التكنولوجي والمعرفي والبحث عن مصادر التنمية لما بعد محو الأمية كتأسيس التعاونيات ومحاربة الأمية الوظيفية أو ما يصطلح عليه بالأمية المهنية .. حضر هذه الندوة كل من ممثلي المكتب التنفيذي للعصبة المغربية محمد ضريوة وأبو علي مبارك. ومندوب التعاون الوطني، ورئيس المجلس الإقليمي بازيلال، وممثل مجلس جهة تادلة ازيلال ورئيس مصلحة محاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية بنيابة وزارة التربية الوطنية بازيلال، ورئيس المجلس البلدي بازيلال، ممثل المجلس العلمي السيد محمد ألسوسي ، ممثل القسم الاجتماعي بعمالة ازيلال وممثل الصناعة التقليدية. ونشط هذه الندوة أوحمي محمد وتم عرض شريط يوجز تجسيد برامج العصبة وآفاق العمل لما بعد محو الأمية خلال الموسم 2010 و2011 ، الذي أنجزته نقطة إعلام الشباب بأزيلال PIJ . قد حضر هذه الندوة ما يربو عن 300 امرأة ، جلهن مستفيدات من برامج العصبة، ومجموعة من الفاعلين التنمويين وبعض المصالح الخارجية بأزيلال . وفي كلمة ترحيبية للأخ هشام أحرار المنسق الإقليمي للعصبة المغربية بازيلال شكر فيها الشركاء والمدعمين والمستفيدين على تشبثهم بالبرامج الموجهة لتنمية قدرات النساء والطفولة بصفة عامة، وجاء في كلمته أن فرع أزيلال يعد القلب النابض والقدوة في مجال محو الأمية والتربية الأساسية وغير النظامية، لأن المرأة التي تحارب الأمية وتدخل عالم القراءة والكتابة وتتابع دروس التحسيس الصحي والتربوي، تتغير رؤيتها للحياة، وبالتالي يكون ذلك حافزا يجعلها تشجع بدورها أطفالها وبناتها بالخصوص على التعلم و التحصيل العلمي، وكل ذلك يدخل ضمن سياسة الفرع المبنية على القيم الخمسة التي هي كالتالي: المواطنة واحترام كرامة الإنسان والمساواة بين الجنسين والجودة والتفكير في برامج ما بعد الأمية لخلق آفاق مستقبلية كتكوين المتحررين من الأمية في عدة مجالات كالحلاقة والتجميل والتدبير المنزلي وفن الخياطة العصرية والفصالة والطرز ألرباطي بهدف إدماجهن في سوق الشغل لتحسين وضعيتهن الاجتماعية .. وفي كلمة لمحمد ضريوة عضو المكتب التنفيذي للعصبة المغربية ، أشار من خلالها إلى الدور الذي تلعبه مؤسسة التعاون الوطني في محاربة الفقر والأمية وتنمية العنصر النسوي وأن العصبة المغربية والتعاون الوطني شريكان أساسيان تربطهما شراكات إطار في تنفيذ عدة مشاريع تنموية تهم المرأة والفتاة والطفل مع الإشادة بمجهودات فرع ازيلال وتنوع برامجه وأنشطته الموجهة بامتياز. واستحضر بدوره المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بأزيلال عبد الله موهوب مسار القطاع لما يفوق نصف قرن من العمل الإجتماعي؛ والذي يؤرخ للمنجزات البنيوية والبشرية وبناء مكونات شبكة لسلامة وحماية الفئات الهشة مما مكن من بلورة تعاقد تلقائي ذاتي بالمشاركة في بناء تنمية بشرية وتعزيز التضامن. وفي هذا الإطار استفادت الجمعيات المدنية بإقليم أزيلال برسم سنة 2010 من منح مالية لتسيير البرامج المشتركة؛ حيث تضاعف عدد الجمعيات المستفيدة مقارنة مع السنة الماضية من 7 جمعيات برسم سنة 2009 إلى 15 جمعية ؛ بالإضافة إلى الدعم المقدم من طرف التعاون الوطني بنفس السنة للجمعيات المشرفة على مؤسسات الرعاية الاجتماعية (دور الطالب والطالبة) في إطار منح التسيير والتي بلغ عددها 22 منحة للتسيير والتي شهدت بدورها ارتفاعا بنسبة 10 % ، مع تخصيص التعاون الوطني ل9 منح لتجهيز المؤسسات المحدثة؛ بالإضافة إلى تدخل القطاع لدى إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة لاستفادة الجمعيات المحلية من المحجوزات الجمركية والإعفاء من الرسوم على الأجهزة والمعدات المختلفة ( الطبية.. اللوازم المدرسية.. الحواسيب.. الحافلات المخصصة للنقل المدرسي وسيارات الإسعاف ....) وهذا ينم عن اهتمامات التعاون الوطني بإقليم أزيلال وبجمعياته المدنية .. وأشار بدوره ممثل قسم العمل الاجتماعي بعمالة أزيلال أن ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من أهم المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي انخرط فيها المغرب، وذلك نظرا لأهدافها والإمكانيات المسخرة لتحقيقها، حيث تهدف إلى تأمين تنمية بشرية لفائدة جميع شرائح الساكنة ولاسيما الفئات المحرومة، وتعتمد سياسة خلاقة تجمع بين الطموح والواقعية والفعالية مجسدة في برامج عملية مضبوطة ومندمجة ترتكز على الشراكة بين الدولة والجماعات المحلية والقطاع الخاص وهيئات المجتمع المدني، خاصة في ظل ما عرفته الحركة الجمعوية في بلادنا منذ الثمانينات، من قفزة متميزة إن على المستوى الكمي – حاليا حوالي 47000 جمعية حسب إحصاء لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن - و الكيفي – بروز الحكامة الجيدة في تسيير بعض الجمعيات، و تتمحور حول مشاريع تغطي مجالات متعددة. وفي كلمة صريحة ومقتضبة، أشار رئيس مصلحة محاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية بنيابة وزارة التربية الوطنية بأزيلال الى دور المرأة في المجتمع وخصوصا في مجال التربية وضرورة الاهتمام بها للخروج من المشاكل والهشاشة الناجمة عن انتشار الأمية ووجوب المساهمة في بناء مجتمع حداثي وديموقراطي وتحسين الوضعية المادية للأسر انطلاقا من محاربة الأمية وما بعدها وذكر بجهود النيابة الإقليمية للتربية والوطنية، حيث برمجت عدة مشاريع في مجال محاربة الأمية و التربية غير النظامية التي رصدت لها عدة مبالغ مالية مهمة لدعم هذه البرامج .. بصفة عامة ركزت مداخلات رئيس المجلس الإقليمي وممثلي جهة تادلة أزيلال والمجلس العلمي والصناعة التقليدية، على أهمية الاستثمار في العنصر البشري ومحو الأمية الوظيفية والمهنية لتحقيق التنمية والديمقراطية وتأطير الناشئة مع تمكينها من إبراز مؤهلاتها الفكرية والوجدانية وعلى الاهتمام بدوي الاحتياجات الخاصة والنساء في وضعية صعبة انسجاما مع خارطة الإقليم للهشاشة، مع التأكيد على دور تأسيس التعاونيات النسائية في تطوير الدخل الكريم للأسر المعوزة تحقيقا لتنمية مستدامة . وفي نهاية هذه الندوة وزعت دبلومات على عدة مستفيدات من برامج التكوين الحرفي وأخرى تقديرية على الشركاء والداعمين لبرامج محو الأمية وما بعدها.