عودة بعد طول غياب : البشير.ب من مواليد تندوف بالجزائر سنة 1983 ، ترعرع و نشأ بمخيمات " تندوف "، حيث كان يتوفر على قوت يومه و أمه دون من أو أذى من أي أحد ، و مكث هناك لمدة تزيد عن ثلاثين سنة بحلوها و مرها ليفكر في العودة مع والدته إلى وطنه الأم كي يبدأ حياة جديدة بين أهله و عائلته و أقاربه . حياة كان يظن كما سمع من المحطات التلفزيونية و الإعلامية أنها توفر الحد الأدنى من الكرامة وسط الأهل و العشيرة. صدمة ! صدمة البشير كانت قوية و تأزمت نفسيته بسبب ما وصفه الردود المهينة التي سمعها من المسؤولين بدءا من العامل السابق و أعوانه، وصولا إلى السيد العامل الجديد و مدير ديوانه، الذين ردوه غير ما مرة، قائلا له أحدهم في آخر زيارة : " واش نتا ما عياوك هاذ الدروج، سير راه ما عندنا ما نعطيوك " ؛ تكررت زياراته للمسؤولين وصعوده لدرج العمالة المتعب المكون من قرابة 300 "درجة"، لكن الجواب الوحيد هو : " ما كاين والو دابا " . من للعائد لوطنه ؟ يقول السيد البشير أن ملاذه الوحيد بعدما صرفه و نهره مسؤولو المدينة، هو قبيلة دوبلال باعتباره أحد أبنائها و التي سيطلب منها مساندته في محنته هذه كدوبلالي لبى نداء " إن الوطن غفور رحيم " . قبيلة دوبلال - عند الاتصال بأحد قياداتها - أكدت أنها لن تفرط فيمن يطلب مساندتها ، و خاصة إذا كان دوبلالي من أبنائها ، و بالأخص إذا تعلق الأمر بمن استرخصوا حياتهم و أفنوا زهرة عمرهم في مخيمات " "تندوف " و التحقوا بالوطن تلبية لنداء الملك الحسن الثاني رحمه الله ؛ نداء – يضيف المتحدث – أنه مقدس و يجب على كل مسؤول أن لا يخون قدسيته تجاه رعايا ملك البلاد الذين قدموا تضحيات جسام لللأمة المغربية بأسرها ، وأضاف المتحدث أن القبيلة ستفضح المتلاعبين و المستهترين بهذه الفئة المحتضنين لفئات أخرى هم يعلمونها ، أقل تضحية ولاء للمقدسات و للشعار الخالد الذي من أجله ناضلنا جميعا . ما العمل ؟ المشتكي تراوده أفكار العودة إلى " تندوف " إذا سدت في وجهه جميع الأبواب و لم يجد من يساعده لحياة كريمة هو و أمه و أخته، الذين يعيشون حاليا على مساعدات المحسنين ، و لم توفر لهم السلطات حتى " خنشة ديال الدقيق "، فقد قيل له في باشوية طاطا : " أنت لست مسجلا في اللوائح ، و لن نعطيك خنشة حتى تشيط أو زايدون نتا عازب ". ü فإلى أين ألجأ مع أسرتي التي تجرعت ويلات المعاناة في المخيمات ؟ ü أي باب أدق و قد صدت أمامي كل الأبواب ؟ ü هل يريد لي هؤلاء أن احترف السرقة ردا على ممارساتهم ؟ هكذا عبر البشير بمرارة عن آلامه التي يتجرعها منذ دخوله إلى المغرب يوم 13 نونبر 2013 . فهل سيجد من يخفف آلامه و معاناته اليومية ؟ أم سيتخذ من الصبر عنوان له أمام تحديات الحياة ؟ أم سينفذ – كما قال - وعده بالعودة إلى مسقط رأسه " بتندوف " ؟