إن صح ما تداولتها بعض المواقع الاليكترونية الصحفية بخصوص أوراق الانتخابات التشريعية المقبلة لإقليمسيدي إفني، التي ستضع في الواجهة أربعة مرشحين هم : محمد أبودرار عن حزب الأصالة والمعاصرة، محمد بلفقيه عن حزب الاتحاد الاشتراكي، مصطفى بيتاس عن التجمع الوطني للأحرار وأمينة ماء العينين عن حزب العدالة والتنمية. بخصوص اختيار حزب العدالة والتنمية الذي "صدم" بعض المتابعين وبدا لهم غريبا، ينبغي القول أنه اختيار مبني على حسابات واقعية وعلى تكتيك انتخابي واضح قد يفاجئ الذين تنبأوا بعدم قدرة الحزب على العودة بمقعد برلماني من إقليمسيدي إفني، بل أني أجزم أنه إذا سارت الأمور بهذه الطريقة فإن العدالة والتنمية قد ضمن أحد المقعدين موضوع تنافس الأحزاب المشاركة. حسابات العدالة والتنمية تقوم على التحليل التالي: المرشحون الثلاثة الآخرون تميزهم صفات متقاربة وهي أساسا كونهم من جهة ينتمون إلى الفضاء الجغرافي والاجتماعي لسيدي إفني وآيت باعمران ومن جهة أخرى كونهم ذكور. المعطى الأول يفيد بأن تشتت أصوات الناخبين في سيدي وآيت باعمران بين المرشحين الثلاثة الذكور أمر لا شك فيه، وهو ما يعطي حظوظا وافرة لمرشحة العدالة والتنمية في احتلال مرتبة تخول لها الظفر بأحد المقعدين من خلال المراهنة بالأساس على الفضاء الجغرافي والاجتماعي الآخر المكون لإقليمسيدي إفني والمتكون من لخصاص، آيت الرخا وإمجاط… المعطى الثاني الذي لا يقل أهمية عن الأول هو أن حزب العدالة والتنمية يكون هو الحزب الوحيد من بين الأحزاب المتنافسة على مقاعد الإقليم الذي قدم امرأة كمرشحة برلمانية، وهو أمر له رمزية وأهمية ستلعب دون شك دورا حاسما في نتائج الانتخابات، نا هيك عن كون المرأة ابنة الفضاء الآخر. استمرارا في نفس الحسابات، سنشاهد في الأسابيع التي تفصلنا 07 عن أكتوبر تصاعد خطاب "مظلوماتي" سيروج له مناضلو حزب العدالة والتنمية يفيد بإقصاء قبائل لخصاص وآيت الرخا وإمجاط من طرف بقية الأحزاب التي "تأكد" أنها تراهن أساسا على سيدي إفني وآيت باعمران وهو خطاب سيجد – دون شك- ما يدعمه في الواقع من خلال الأخطاء التي وقع فيها بدرجات متفاوتة النائبين البرلمانيين المنتهية ولايتهما من خلال ضعف التواصل مع المكون الثاني لإقليمسيدي إفني. سيكون الهدف الأساسي من هذا الخطاب هو استمالة وتوحيد أصوات لخصاص وآيت الرخا وإمجاط لفائدة العدالة والتنمية. التجربة التي ينبغي استحضارها هنا دعما لهذا التحليل هي تجربة الدكتور عبد الله برو – رحمة الله عليه- إبّان الانتخابات التشريعية لسنة 1997، حيث كان الرهان كبيرا على سيدي إفني وآيت باعمران من أجل الظّفر بالمقعد المخصص للدائرة الانتخابية آنذاك مع إغفال الفضاء الجغرافي الآخر. ومع أنه في تلك الفترة كان هناك شبه إجماع على شخص الدكتور برو- رحمه الله- في سيدي إفني وآيت باعمران بصرف النظر عن انتمائه لحزب العدالة والتنمية (الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية آنذاك)، فقد توحدت أصوات الناخبين في لخصاص وآيتا لرخا وإمجاط لتمنح المقعد الوحيد المتنافس حوله في تلك الفترة لمرشح منطقة لخصاص. بطبيعة الحال نستحضر تدخل السلطات ضد الدكتور برو-رحمه الله- غير أن الشي الأكيد هو أن تقارب الأصوات بين المتنافسين سمح للسلطات باللعب في النتائج من خلال حسمها للطرف المفضّل بفارق بسيط كان هو ثلاثون صوتا لم نضعها آنذاك في حساباتنا حيث خرجت فجأة من صندوق مكتب نائي في إحدى مداشر الفضاء الجغرافي الآخر الذي اعتقدنا في تلك الفترة أنه ليس مهما الرهان عليه وتغطيته بمراقب للحزب. لقد كان خطأ قاتلا نغصّ علينا فرحة الاحتفال بفوز لم يكتمل بعد انطلق في سيدي إفنيالمدينة بفضل الأصوات الهائلة التي حصل عليها الدكتور برو – رحمه الله- في كل مكاتب الفضاء الجغرافي لسيدي إفني وآيت باعمران تقريبا.