أورد الرئيس السابق للمجلس البلدي لسيدي إفني ، على صفحته في موقع فيسبوك ، رسالة موجهة لإبراهيم بوليد رئيس المجلس الإقليمي لإقليم إفني ، نوردها كالآتي : رسالة الى السيد رئيس المجلس الإقليمي لإقليم إفني سي ابراهيم بوليد : الحق التاريخي في الإنتماء و الأرض و المستقبل اتشرف بالكتابة اليك السيد الرئيس في مرحلة دقيقة و مفصلية في تاريخ قبائل آيت باعمران لاخصاص آيت رخا و مجاط ثانيا و تاريخ الوطن أولا ! إن تاريخا كله الآن يبنى من أجل توازنات استراتيجية لمأسسة التنمية و مؤسسات الشرعيات الشعبية ، أنت مثقف أولا و إعلامي ثانيا و شاب ثالتا و إبن المرحلة رابعا. أنت فرصة لتجاوز الأزمة باقل الأضرار. البروفايل متكامل فقط علينا أن ننتبه جميعا ،كم من فرص أضعنا ، نتيجة سوء الفهم أو سوء التقدير أو سوء الثقة . إن الفرصة الأولى كانت حينما عين ملك البلاد أول عامل على إقليم إفني تتوافر فيه كل شروط كسب الرهان ( ماماي باهي) وكان مؤهلا شهادة للتاريخ لتحقيق التنمية : مهندس دولة في الفلاحة و المنطقة تتوافر على واحد من أكبر إحتياطيات العالم في الصبار و الأركان و العسل و المنتوجات البحرية ، كان مديرا جهويا سابقا للإستثمار و المنطقة تتوافر على مؤهلات سياحية و عقارية وطاقية ، كان عاملا كاتبا عاما لولاية الرباط عاصمة الملك و العاصمة الإدارية ! إختار الملك عاملا إختاره لعاصمة ملكه ! كما أن الدولة و حكومة العدالة التنمية إختارت باعمرانيا عمدة لعاصمة الملك الباعمراني ( السكال) . فشلنا نحن المجموعة التي إختارها الشعب في تدبير علاقتنا معه نتيجة لحسابتنا الضيقة مع بعضنا و معه ، كما فشل هو في عدم التورط في صبيانتنا ! أضاعناه كما أضاعنا فرصتنا ! من فضلك السيد الرئيس كن في مستوى المرحلة . في زمن الإختيارات الجهوية و اللامركزية، التي تفتح هامشا تنخرط فيه النخب المحلية في التدبير القريب من انتظارات الفئات الشعبية، المشكلة للنسيج المجتمعي ،في إطار التدبير التشاركي بين الدولة و الحكومة و الأحزاب و النقابات و المجتمع الحقوقي و المدني ، من أجل تحقيق تنمية رشيدة و حكامة ديقراطية للشأن العام . تحضر الآن ونحن جميعا أمام سؤال كيف سننجح ؟ و أنت تدير دفة إقليم يتوافر على كل مقومات التنمية . أنا متيقن أنك معادلة تواصلية بامتياز ، إننا فشلنا عبر محطات تاريخية في تحقيق التواصل بينا أولا ، و بيننا و بين الدولة و الحكومات المتعافبة ، إنها أزمة التقة . إنك رهان تاريخي بامتياز ! أقول لك و أنت المغرد بصيغة الجمع( آيت باعمران لاخصاص آيت رخا مجاط ) وأنت الرئبس/الآمر بالصرف الأول للمجلس الإقليمي لإقليم إفني ، ليس مسموحا لك و لنا أن نضيع هذه الفرصة . لقد قلت سابقا منذ عشر سنوات في مقال مشترك مع أستاذي سبع الليل إبراهيم ، إن فشل الدولة و المنتظم الدولي من خلال الأممالمتحدة في تدبير علاقة سليمة مع منطقة إفني ، من خلال مدوالات اللجنة الرابعة ، أثر بشكل بشكل سلبي على ملف الصحراء برمته ، كانت مقاربة القصر و الملوك العلويين عبر إمارة المؤمنين لملف الصحراء حكيما و توازنيا و استراتيجيا تحكمه العلاقة ذات المقاربة عبر نفس المسافة مع كل القبائل الصحراوية ومن ضمنها قبائل آيت باعمران ، لكن التقدير الحكومي و الحزبي و النخبوي كان قاصرا . كان التكتيك هو رحى التقدير ، و هذا كان أزمة مصالح محدودة . لذلك كانت أدوار أوفقير و الدليمي و البصري و العنيكري تأمرية و بتنسيقات مع بعض النخب الحزبية و القبلية و الدولية و الإعلامية و الحقوقية ، من أجل إحباط كل محاولات التقارب بين القصر و القبائل الصحراوية لما فيه مصلحة قضية الصحراء و الوطن كله . قلنا في تلك الأطروحة إن ربح ملف آيت باعمران هو ربح لملف الصحراء. إن القبائل الصحراوية قالت و تقول إن تهميش قبائل آيت باعمران هو عنوان لفشل الدولة في تدبير ملف الصحراء ، ببساطة لأن آيت باعمران هي المجال الجغرافي التي تستقر فيه كل القبائل الصحراوية . آيت باعمران ليست قبيلة إنها تحالف قبائلي صحراوي . إنها تحالف القبائل الصحراوية ، هي المدخل الجغرافي و المجالي و الإثني لهذه القبائل . ومن فشل في تدبير التحالف الكلي يعطي إشارة سلبية لتدبير العلاقة مع الجزئي القبلي . في آيت باعمران بحكم علاقات الدم أو التاريخ أو المصالح أو المصاهرة نجد فيها التشيكلات الصحراوية الحسنية و الدليمية و الركيبية و الأساوية و الزفطية و المجاطية و لاخصاصية و الرخاوية و السملالية و الفيلالية و العلوية و اليكوتية و السباعيةو التدرارية…، و تشكيلات المجموعات الشمالية ريفية و بيضاوية و مسغوية و سرغينية و حربيلية و بودرارية و سوسية و ملالية ….. و تمثلات ثقافية أفريقية و إيبرية . و متخيل ديني متعدد انعكس على تسمية المنتوجات المحلية حافظ على موروث ديني وثني و يهودي و مسيحي و إسلامي و أسيوي ( هناك هندية : أشفري . و عيسى و موسى و تواردا …) إن آيت باعمران هي مكون يخترق المجال الدموي العالمي ، إنها عابرة للمجال الديني و العرقي و القاري و السياسي. لذلك حينما حاولت بعض مرتزقة القوات المساعدة المس باعراض نساء آيت باعمران في أحداث افني 2008 ، تحرك العالم دفاعا عن هذه المنطقة لأن ذلك التدخل مس نقاء عرق كوني . فأول شكيب بنموسى دفاع العالم عن افني انها جهات خارجية تتحرك في المجال المغربي ، إنها قراءة قاصرة ، ببساطة لأن هذا المجال الجغرافي هو مجال مخترق ممتد على العالم . إن جهاز الأمن و جهاز المخابرات و جهاز الدرك أجهزة ضبط أمني تتدخل بسلاسة و تفاوض في المنطقة ، لكن بعض عصابات القوات المساعدة تعاملت مع المنطقة- كما تتعامل مع مناطق أخرى -بعنف مرضي يجب أن يحلل من المقرر فيه ! إن أحداث إفني العنيفة أعوام 2005 و 2006 و 2008 و 2014 و التدخلات الماسة باعراض المواطنين و كرامتهم و أملاكهم ، كانت من طرف بعض أفراد القوات المساعدة تحديدا ، و ليس فقط في افني !!! إن الأحداث الأخيرة التي أعتقلت فيها و حوكمت فيها بسنة نافذة ، تسبب فيها بعض افراد القوات المساعدة ، شاركت في الوقفة السلمية المنظمة في حي كولمينا ، أولا إدانة لمقتل شاب يبلغ 17 عاما حاول البحث عن لقمة عيش في بلاد المهجر . و ثانيا تصحيحا لمغالطة أن رجال الدرك لهم يد في ذلك ، أخبرني أحد أصدقاء المرحوم الحاضرين في المطاردة الأمنية أن بعض أفراد القوات المساعدة هم من دفعوا بالمرحوم الى هاوية الموت و ليس الدرك . أنا كمناضل و كحقوقي معني بتصحيح المغالطات و الدفاع عن أبرياء القضايا ، ولو كانوا من الأجهزة الأمنية . إنهم مواطنون و فيهم الصالحون و الطالحون كما الجميع . و أثناء تواجدي في السجن كنت شاهدا على شهادات من طرف شباب تداولوا بينهم على أن بعض افراد القوات المساعدة هم من استفزوا بعض شباب بولعلام لكي تنطلق أحداث بولعلام يوم 06 نوفمبر 2014 ! أريد أن أقول لك السيد الرئيس، و لنا جميعا، إنه هناك من يستفز المنطقة ،و من خلالها الصحراء كلها، كي يعطل العنف و التدخلات العنيفة كل محاولات التنمية و برامج المصالحة و التسوية و التفاوض مع الدولة ! هناك لوبيات منا ، هناك حسابات ضيقة . هناك موظفون و على رأسهم بعض مرضى القوات المساعدة . و هناك أيضا وهم كثيرون من يريد الصالح العام و المصالحة و التسوية ، فلنمد لهم يد الثقة و التشارك ، لدي كما لديك و لدى أخرين أمل في المستقبل ، فلتعبد الطريق لنا جميعا كي تنجح أوراش الأمل السيد الرئيس . مد بدك لنا جميعا للدولة و للحكومة و لمختلف التيارات و الحساسيات المدنية و الحقوقية والحزبية و القبلية و للأجهزة القارئة للتدبير الأمني ، إنفتح على العالم كي نربح الرهان . ضع في أفق إننظارك ماوقع لأمغار سعيد الزعيم الباعمراني الخالد ، ضع في أفق إنتظارك ماوقع لسيدي حماد الدرحم الشامخ ،و سيدي حماد زكرياء السكال المعلم ، و سي محمد بن التاكي الرجل الصالح، سي عبد كريم الخلفاوي الرائي، و القايد سي احمد الهصباوي القيادي ،و الدكتور الشهيد برو عبد الله، و عبد الوهاب بلفقيه رجل توازنات الدولة و الحسابات التدبيرية ، و سي حسن الدرهم الباحث عن مجد التحالفات ، و الوحداني الوطني العنيد … و مآل المحامي ذي النفس الخصوصي ذ الدغرني ….. ضع في حسبانك دائما و أبدا مظلومي آيت باعمران بكل إنتماءاتها ، حتما إن شاء الله ستنجح… إستحضر كيف نجحنا مع عمال من طينة الشريف العلوي والشريف الإدربسي بنعدو و كيف فشلنا مع عمال من طينة لعلج و سويلم بوشعاب و ماماي باهي ….؟ إن العمال أبناء القصر تنجح معهم آيت باعمران !!! و الكبار لا ينجحون الا مع الكبار و أنت من تلك المدرسة ، و الله الموفق .